د.خليفة السويدي: ميزانية بيتي تقل في الشهر الفضيل

أسلوبه المقنع على الشاشة، والممزوج بالرصانة والتحليل المنطقي السلس، يشبه إلى حد كبير إجاباته الخاصة منها والعامة. فالحديث مع الإعلامي الدكتور خليفة السويدي وإن كان عن يومياته في رمضان، غير أنه مغلف دائما بالنصح والإرشاد وبالرسائل الاجتماعية سواء عن قصد منه أو بغير قصد. وهو يوصي بترتيب الأولويات، ويذكر جمهوره بأن العمل عبادة. في الحوار معه يخبرنا أنه يعيش لحظته وحسب، ويطلعنا على سر السعادة. وللعلم فإن ميزانيته تقل في شهر الصوم، كما أنه نادرا ما يشاهد التلفزيون. • كيف يبدأ يومك في رمضان؟ مع السحور، فأنا أستيقظ قبل صلاة الفجر بربع ساعة، أتناول وجبة خفيفة، ومن ثم أصلي وأقرأ القرآن. وأجتهد أن أختمه أكثر من مرة خلال شهر الصوم. ومتى عاودني النعاس، أخلد قليلا إلى النوم، ومن ثم أستعد للذهاب إلى العمل، وممارسة يومي كالعادة. • وما رأيك في أولئك المتقاعسين عن العمل؟ أقول لهم إن العمل عبادة، وإن رمضان ليس شهر السهر في الخيم ولا شهر متابعة المسلسلات حتى الفجر. فالسهر سبب عدم القدرة على الذهاب باكرا إلى العمل والقيام بالواجبات. ومن هنا فإن أي خلل في هذه التركيبة يكون له انعكاس على التصرفات. • ماهي الطقوس التي تجمعك بأسرتك في شهر الصوم المبارك؟ ـ رمضان يجمعنا أكثر من أي وقت في السنة. ولابد وقت الإفطار من أن نلتف حول مائدة واحدة وكذلك على السحور. فهذه أوقات نادرا ما تجمعنا، ومن اللطيف أن نكسر الروتين اليومي وندخل إلى أيامنا شيئا من التجديد. وهذا الشهر فرصة طيبة للقيام سويا بالزيارات الاجتماعية وبالحرص عل صلة الأرحام. • ما أهم الأطباق على مائدتك في رمضان؟ ـ أنواع الحساء والسلطة، مع «الثريد» أو «الهريس» بكميات مقبولة. وأستثني كل المقليات من «سمبوسة» وسواها، والسبب أننا نتجنب المأكولات الدسمة. وبالنسبة للحلويات، فصنف واحد منها في اليوم يكفي. وغالبا أطلب إما «اللقيمات»، وإما «الفرني». • وهل هذا كل ما تتناوله خلال الشهر كاملا؟ ـ نعم، وبكميات قليلة جدا. فنحن في البيت بعكس السائد في المجتمع، نحرص في رمضان على أن نطهو ونأكل بقدر أقل مما نأكله في باقي أيام السنة. وهذا أمر مطلوب للتقرب من المعنى الحقيقي للصوم. (يستدرك) وبالمناسبة، فإن ميزانية البيت تقل عندي في رمضان حرصا مني على عدم الإسراف في الطعام. • في أي وقت من اليوم تشاهد البرامج التلفزيونية؟ ـ أنا في العموم نادرا ما أشاهد التلفزيون. وإن حدث في رمضان، فيكون ذلك فترة الفطور، بحيث أرى مع أفراد الأسرة بعض البرامج الخفيفة. ولا يعنيني أبدا أن أتابع المسلسلات، لأن هنالك ما هو أولى منها بكثير. وتكمن اهتماماتي في اغتنام صباحات رمضان و مساءاته للعمل الذهني والتعبد، وكذلك القراءة والكتابة. • هل تعتبر رمضان امتداداً لذكريات الطفولة؟ ـ أبدا، فأنا شخص لا يعيش في الماضي ولا يحمله معه وإنما أولي الحاضر كل مشاعري واهتمامي. وأنا أؤمن بأن الإنسان السعيد هو الذي يعيش لحظته، فالماضي ينبغي ألا يقيدنا لأي سبب إيجابي أو سلبي. • برأيك، ما هي شروط السعادة في شهر رمضان؟ ـ أجد أن شهر رمضان ورشة مكدسة للتعاطي مع متطلبات الروح الإنسانية، ومنها الشعائر التعبدية التي تجتمع غالبيتها في هذه الأيام الفضيلة. فالصلاة والقيام والصيام وأداء زكاة المال وزكاة الفطر، وكذلك أداء العمرة، كلها عبادات تبث في المسلم الفرح والسعادة والرضا. وعن نفسي فأنا أعيد ترتيب أولوياتي في رمضان بحيث لا أشعر بالتعب. ومن يشعر به يكون قد قصر في البعد الروحي. • وهل من نصيحة عامة لترتيب الأولويات؟ ـ في معترك الحياة يكون الإنسان مشغولا في بعديه العقلي والجسدي فيمنح جزءا بسيطا من وقته للبعد الروحي. وهذا خطأ كبير ولا بد من التنبه له واتباع المعادلة التالية: الروح أولا، ثم العقل، وثم الجسد. فمن يغلب عليه البعد الجسدي، تسيطر عليه القوى الشهوانية، ومن يغلب عليه البعد العقلي، يصبح شبيها بالآلة. في حين أن من يغلب عليه البعد الروحي يقرب من شفافية الملائكة.