الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تهدئة بين دولتي السودان تمهيداً لقمة جوبا

22 مارس 2012
الخرطوم (الاتحاد) - استعادت الأجواء السياسية في الخرطوم وجوبا هدوءا ملحوظا بعد أيام من التوتر في مسعى من العاصمتين لإنجاح القمة المرتقبة بين رئيسي البلدين في عاصمة جنوب السودان 3 أبريل. وعشية وصول وفد جنوبي رفيع المستوى اليوم إلى الخرطوم لتقديم دعوة رسمية إلى الرئيس السوداني عمر البشير لحضور القمة، وافق المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الذي يتزعمه رئيس البلاد في اجتماع برئاسته، على الاتفاق الإطاري بشأن “الحريات الأربع” الذي وقعه وفدا التفاوض لدولتي السودان وجنوب السودان، بأديس أبابا برعاية الاتحاد الإفريقي في وقت سابق. وأثار هذا الاتفاق جدلا واسعا في السودان بين معارضين له بقوة ومدافعين عنه بشدة. وقال محمد الحسن الأمين القيادي في الحزب الحاكم ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني (البرلمان) للصحفيين أمس الأول إن الاجتماع وافق كذلك على الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إذا ما تمت الدعوة بالطريقة المتفق عليها، لكن الاجتماع اشترط استصحاب المحاذير الأمنية الأخرى المتعلقة بعدم الاعتداء وعدم دعم المتمردين وعدم التدخل في الشأن الداخلي للطرفين. . ورفض الأمين أن تنفصل قضايا ارتباط الحركة الشعبية قطاع الشمال بالحركة الشعبية في الجنوب باعتبار الأولى جزءا لا يتجزأ من الثانية أو أن يكون التمرد مرتبطا بأي صوت بالجنوب. وأبان أن حزب “المؤتمر الوطني” (الحاكم) يؤيد الاتفاق ويعتبره ملزما له وللحكومة أيا كانت تعليقات الأفراد. وأبان بأن ما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا “يشكل اختراقا للجهود” وأن الاتصال كان سائدا إبان المحادثات بين الوفد الحكومي وقيادات الحكومة حتى لا يحدث ما حدث للاتفاق الإطاري الذي سبق ووقعه (الدكتور نافع علي نافع) مساعد الرئيس مع الحركة قطاع الشمال العام الماضي ورفضه الحزب والحكومة لاحقا. وأبرزت كل وسائل الإعلام السودانية، الرسمية والمستقلة، أمس خبر الزيارة المرتقبة للوفد الجنوبي للخرطوم اليوم. وطبقا لهذه التقارير، فإن الوفد سيرأسه باقان اموم رئيس وفد التفاوض لدولة جنوب السودان، حيث يقوم بتقديم الدعوة للرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية للمشاركة في القمة الثنائية التي تجمعه برئيس دولة جنوب السودان في الثالث من أبريل المقبل بجوبا. ويضم الوفد الجنوبي عددا من الوزراء هم دينق الور وزير مجلس الوزراء وجون لوك وزير العدل واستيفن داو وزير النفط والثروة المعدنية وجوزيف لوال وزير الشؤون الإنسانية مايكل ماكوي وويك مايير وزير الدولة بمجلس الوزراء. وقبل وصول الوفد تلقى الرئيس السوداني دعوة رسمية من حكومة جنوب السودان للمشاركة في القمة. وفي تصريحات خاصة لصحيفة “أخبار اليوم” المستقلة أكد أموم خبر الزيارة التي ستبدأ اليوم وقال إن فحوى الرسالة التي يحملها للبشير “تتضمن الدعوة لعقد قمة بين الرئيسين عن سبل حل جميع القضايا العالقة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن أجل خلق أجواء إيجابية وروح جديدة قائمة على الشراكة والمصالح المشتركة بين البلدين قبل انطلاق جولة المفاوضات المقبلة”. وأضاف: “بعد تسليمنا للرسالة ستقوم اللجنة التفاوضية الخاصة بحكومة جنوب السودان بعقد اجتماعات تحضيرية مع اللجنة المفاوضة لحكومة السودان برئاسة ادريس محمد عبد القادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية تمهيدا لإنجاح جولة المفاوضات المقبلة بأديس أبابا”. وقال أموم: “هناك روح جديدة بعد التوقيع على الاتفاقات الأخيرة باديس أبابا لا تقوم فقط على تحقيق السلام وإنما تقوم على تحقيق الأمن المتبادل وألا تقوم أية دولة بمساعدة المناوئين بالدولة الأخرى بل تعمل على حل المشاكل القائمة ومجابهة القضايا والاتهامات المتبادلة من اجل دعم الاستقرار بين البلدين وسنقوم من أجل ذلك بتطوير الاتفاقيات التي أبرمناها . وتابع: “من خلال هذه الروح الجديدة نؤكد تمسكنا بالمنهج الجديد والروح الجديدة ومصرون على إنهاء كل الخلافات السابقة والدخول في مرحلة جديدة تقوم على تجاوز الصعوبات والتناقضات القائمة بين البلدين وذلك من خلال نظرة شاملة لإيجاد حلول نهائية من أجل قيام دولتين متجاورتين متعاونتين وتعيشان في سلام وأمن متبادل وعلاقات تجارية ومصالح اقتصادية متبادلة من أجل أن تتفرغ أية دولة من أجل البناء والتنمية والتقدم، خاصة أن الدولتين خارجتان من مشاكل وأن كليهما دولة ضعيفة ومواجهة بصعوبات وتحديات كبيرة”. وحول الأوضاع بجنوب كردفان قال أموم “إننا نعلم أن الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق هي شأن سوداني ولكن بما أننا دولة جارة نؤثر ونتأثر بتطورات هاتين القضيتين ونحن نعاني أيضا من هجومات مليشيات مدعومة من الخرطوم في ولاية الوحدة، ولهذا فإننا نسعى لتجاوز كافة هذه القضايا والمشاكل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©