سفارة الدولة في سيؤول تفتتح مركزاً ثقافياً

افتتحت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الجمهورية الكورية مركزاً ثقافياً في العاصمة سيؤول بهدف تعريف الشعب الكوري بالتقدم الحضاري الذي وصلت إليه الدولة وبتراثها العريق الذي يعبر عن أصالة شعبها وبدوره التاريخي في ربط حركة التجارة بين المشرق والمغرب منذ مئات السنين بحسب عبد الله محمد عبد الواحد المعينة سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية الكورية· وقال المعينة في مقابلة مع وكالة'' أنباء الإمارات'' أمس أنه انتهى الأسبوع الماضي من تجديد مبنى السفارة حيث أعيد تصميم واجهته لتعبر عن الطابع المعماري الإماراتي الأصيل بالإضافة إلى تخصيص طابق كامل ليكون مركزاً ثقافياً إماراتياً في كوريا· وأوضح أن المركز الذي تم تنظيمه بجهود فردية يضم عرضاً لبعض الصناعات التقليدية والتراثية لشعب الإمارات ونماذج لأزياء الرجال والنساء في مختلف المناسبات بالإضافة إلى عدد من لوحات لفنانين تشكيليين إماراتيين تبرعوا بها· وذكر السفير المعينة أن المركز يضم صالة كبيرة مزودة بشاشة عرض إلكترونية ستستغل لإقامة أنشطة إماراتية ثقافية وتجارية وإعلامية مختلفة واستقبال رجال الأعمال والمثقفين وطلاب الجامعات والمدارس الكورية لإلقاء محاضرات للتعريف بدولة الإمارات وبأهمية موقعها الجغرافي وبما تتميز به من مناطق حرة وأسواق تجارية مفتوحة ومنشآت ومنتجعات سياحية رفيعة المستوى وتطور عمراني وبنية تحتية قوية بالإضافة إلى ما تتمتع به من استقرار اقتصادي وسياسي جعلها واحة أمن لمختلف الجنسيات والأعراق للوافدين الذين يعيشون على أرضها· وقال إن الذي دفعنا إلى إنشاء هذا المركز ما لمسناه خلال مشاركاتنا في مختلف المناسبات السياسية والثقافية والاجتماعية من حب الشعب الكوري للاطلاع على ثقافات الشعوب وبالذات شغفه بالتعرف إلى العادات والتقاليد العربية والإسلامية لمنطقة الخليج خاصة في دولة الإمارات التي باتت تمتلك سمعة دولية عالية مشهود لها عالمياً وأكد السفير المعينة حرصه الشديد على إلقاء محاضرات تعريفية عن دولة الإمارات بشكل دوري ومنتظم في مختلف المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية بهدف تصحيح الصورة الانطباعية غير الصحيحة والمشوهة عن منطقة الخليج التي توصف ظلماً بالتخلف والتطرف والإرهاب وإلقاء الضوء على الجهود الجادة والمضنية التي تقوم بها كافة مؤسسات وهيئات الدولة بهدف الارتقاء بمستوى معيشة الفرد في دولة الإمارات تحت ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله''· وأضاف أنه من خلال تمثيلنا لدولة الإمارات العربية المتحدة نبرز العادات العربية والإسلامية الأصيلة حتى نساهم في تغيير الصورة السلبية التي تؤخذ عن العرب من مصادر معادية تسعى إلى تشويههم· وقال الملاحظ إنه يجد دائماً تفهماً واستعداداً كبيرين عند الكوريين لاستيعاب الحقائق المضيئة التي تتمتع بها شعوب منطقة الخليج وعلى رأسها شعب الإمارات من تقدم وحضارة راقية موغلة في التاريخ الإنساني وما تتسم به من تسامح وحب للسلام· يوم للإمارات ولفت إلى أنه نتيجة لهذه الجهود خصصت مدارس ثانوية وابتدائية كورية يوماً لدولة الإمارات لتعريف طلابها بمقوماتها الثقافية والاجتماعية وبفنونها وبتراثها الشعبي فيما تقدم سفارة الدولة مختلف الهدايا التذكارية لهم لتأكيد التواصل والاحترام المتبادل بين شعبي البلدين الصديقين· ودعا السفير المعينة كافة هيئات ومؤسسات الدولة والأفراد الذين لديهم إبداعات فنية إلى تزويد المركز الثقافي بسفارة الدولة في سيؤول بلوحات فنية وقطع أثرية وتراثية بما يعبر عن حاضر وماضي شعب الإمارات وفنونه وثقافاته لعرضها على الزائرين·· مشدداً على أن الترويج الثقافي لدولة الإمارات في الخارج يساعد على إبراز دورها الحضاري والإنساني بين مختلف شعوب العالم· وأشاد السفير المعينة بتطور العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وكوريا التي شهدت مؤخراً انفتاحاً كبيراً في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والثقافية· وأكد المعينة أن المناخ الاستثماري في دولة الإمارات وبما لديها من فرص استثمارية ضخمة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحقيق شراكة اقتصادية متكاملة بين البلدين ليست ثنائية فقط بل يمكن أن تتعداها لتنفيذ مشاريع كبيرة عالمية خارج الدولتين من خلال توظيف الطاقات والخبرات البشرية والموارد المالية والتقنية المتوافرة لدى الجانبين· وكشف عن أن هناك شركات صناعية كورية كبرى ترغب في فتح فروع إقليمية لها في دولة الإمارات مثل شركات ''إل جي'' و''سامسونج'' و''دايو'' التي تدرس إقامة مصانع لها في الدولة لتوزيع منتجاتها في منطقة الخليج وما حولها· يذكر أن حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا بلغ العام الماضي نحو 16,3 مليار دولار أميركي