الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستوطنات الضفة...عقبة أمام أوباما

مستوطنات الضفة...عقبة أمام أوباما
5 سبتمبر 2009 23:58
كشفت إسرائيل يوم الجمعة الماضي عن نيتها بناء مئات المنازل الجديدة لصالح المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، مما تسبب في صدام جديد مع إدارة أوباما، وزاد من تعقيد الجهود الأميركية الرامية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط هذا الخريف. فقد أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي سُرب إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية وأكده مسؤول إسرائيلي، انتقاداً سريعاً من قبل البيت الأبيض؛ وجاء في الوقت الذي كان يحاول فيه المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل انتزاع مجموعة من التنازلات من الإسرائيليين والعرب ستمكن الرئيس أوباما من إطلاق مبادرة سلام جديدة في الأمم المتحدة هذا الشهر. ويقول المسؤول الإسرائيلي إن نتانياهو، وبعد أشهر من مقاومته طلب الإدارة الأميركية بوقف نمو المستوطنات، يعتزم بحث تعليق مؤقت ومحدود للاستيطان؛ ولكن ذلك لن يشمل المنازل الجديدة الإضافية أو الوحدات السكنية الـ2500 التي تبنى في أراضي الضفة الغربية. كما أن نتانياهو لن يستجيب للطلب الأميركي بوقف بناء منازل لليهود في القدس الشرقية، كما يقول المسؤول الإسرائيلي. والواقع أن موقف الزعيم الإسرائيلي يُبرز ضعفاً في استراتيجية الإدارة الأميركية بخصوص سعيها لتحقيق واحد من أكثر أهدافها في السياسة الخارجية طموحاً؛ فقد كان المسؤولون الأميركيون يأملون أن يستجيب نتانياهو لمطالبة الرئيس الأميركي الجديد بتجميدٍ كامل للاستيطان، مما سيساعد أوباما على الحصول على خطوات دراماتيكية مماثلة من الدول العربية وسيهيئ الجو بسرعة لجولة جديدة من مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكن بدلا من ذلك، تمسك نتانياهو بموقفه وحشد الإسرائيليين حول الحجة التي يدفع بها والمتمثلة في أن من شأن وقف كل أعمال البناء أن تعرقل على نحو مجحف «الحياة الطبيعية» في أوساط المستوطنين الذين يزدادون عددا. وهكذا، وصل الجميع إلى الباب المسدود. وبينما كان ميتشل والمسؤولون الإسرائيليون يجاهدون خلال الصيف لإيجاد حل وسط، استشعر الزعماء الفلسطينيون والعرب تراجعا من قبل أوباما – مما ينعكس سلباً على مصداقيته وأي زخم ملموس نحو اتفاق سلام يفضي إلى قيام دولة فلسطينية. وقد عبر البيت الأبيض عن «أسفه» بخصوص قرار إسرائيل الجديد، معتبراً أن مثل هذه الخطوات تزيد من صعوبة خلق جو للمفاوضات. كما عبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وأمين عام الجامعة العربية عن معارضتهم أيضاً. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيتس في بيان أصدره: «مثلما سبق للرئيس أن قال من قبل، فإن الولايات المتحدة لا تعترف بشرعية الاستمرار في توسيع المستوطنات ونحن ندعو إلى وقفها». والجدير بالذكر هنا أن المستوطنات والمقاتلين الفلسطينيين المسلحين يعدان عقبتين دائمتين في محادثات السلام، التي توقفت أحدث جولة منها في ديسمبر الماضي. ويدعو مخطط السلام المعروف بـ «خريطة الطريق»، والذي اعتُمد في 2003 وتدعمه الولايات المتحدة، إلى خطوات لكبح الاثنين. وقد وافقت عليه إسرائيل بتحفظ، وهي التي تواصل توسيع مستوطناتها التي تعتبرها معظم البلدان خرقا للقانون الدولي. فاليوم، يعيش 300000 إسرائيلي بين 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، و180000 إسرائيلي إضافي في القدس الشرقية التي احتلت إلى جانب الضفة الغربية في حرب 1967. وكانت إسرائيل قد قامت في عام 2005 بإجلاء مستوطنيها الـ8000 من قطاع غزة بشكل أحادي، قبل أن تسيطر عليه «حماس». في هذه الأثناء، يقول مسؤولون أميركيون إنهم لم يكونوا يتوقعون الحصول على تجميد تام للنشاط الاستيطاني، مشيرين إلى أن ميتشل تحاشى الإشارة إلى هذا الأمر بوصفه أحد الأهداف. غير أن تركيز أوباما على الموضوع في البداية ومعارضة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون العلنية لـ «النمو الطبيعي» للمستوطنات الموجودة ساعد نتانياهو ومساعديه على تصوير الموقف الأميركي على أنه إهانة للمستوطنين المحتاجين إلى مدارس ومساكن جديدة. وفي هذا الإطار، كتب شمويل روزنر، المراسل الإسرائيلي المخضرم في واشنطن ، في صحيفة معاريف يقول: «إن أوباما، الذي اعتبر على نحو صحيح أن المستوطنات هي نقطة ضعف إسرائيل – نقطة من الصعب الدفاع عنها أمام الجمهور – ضغط (على إسرائيل) أكثر من اللازم وبنبرة حازمة أكثر من اللازم، مما تسبب في الغضب، حتى في أوساط بعض الإسرائيليين الذين يكرهون الاستيطان». وفي هذا الإطار، أظهر استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية وشمل 600 يهودي أن 58 في المئة يعارضون تجميدا تاماً للاستيطان. وفي استطلاع منفصل شمل 512 إسرائيليا وأجرته جامع تل أبيب، قال 60 في المئة إنهم لا يثقون في أوباما «ليدافع عن المصالح الإسرائيلية». ويذكر هنا أن هامش الخطأ في كلي الاستطلاعين هو زائد أو ناقص 4.5 في المئة. وفي تعليقه على هذه الأرقام، يقول إيليوت أبرامز، المسؤول الرفيع المكلف بالنزاع العربي- الإسرئيلي في إدارة جورج دبليو. بوش والباحث في «مجلس العلاقات الخارجية الأميركي» حالياً، إن نتانياهو فهم مزاج الجمهور الإسرائيلي و»عرف إلى أي حد يستطيع أن يذهب» في تحدي واشنطن. وبموازاة مع ذلك، فإن موقف الإدارة الأميركية من المستوطنات فشل في الحصول على وعود ذات بال من البلدان العربية في اتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل حيث يقول مسؤول إسرائيلي آخر «إن الأميركيين كانوا متسرعين قليلا في الاعتقاد بأن من شأن هذا أن يُقنع العرب بالاستجابة». ريتشارد بودرو وبول ريكتر – واشنطن والقدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©