الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تنظيم الوقت» في رمضان أفضل أساليب النجاح

«تنظيم الوقت» في رمضان أفضل أساليب النجاح
25 مايو 2017 11:38
أحمد السعداوي (أبوظبي) تتزامن اختبارات نهاية العام الدراسي مع حلول شهر رمضان المعظم، ما يتطلَّب من أولياء الأمور متابعة أبنائهم بأفضل الأساليب العلمية من حيث الإشراف والمتابعة والتخطيط، وتهيئة الأجواء الأسرية المشجعة على النجاح والتفوق، والنظام الغذائي المناسب، حتى ينتهي العام الدراسي بالنتيجة المأمولة التي يطمح إليها كل من الطلاب وأولياء أمورهم، وفي الوقت ذاته يؤدي أبناؤنا فروضهم الدينية ونوافلهم خلال أيام وليالي الشهر الفضيل بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على روح الطلاب ومستوى تحصيلهم الدراسي. يقول إبراهيم أحمد العبيدلي، مدير الخدمات والمرافق بشركة «أدكو»، إن الدور الأكبر في الأسرة خلال الفترة التي يتزامن فيها شهر رمضان مع اختبارات نهاية العام الدراسي، يتركز على الأم في تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء بتوفير المناخ الملائم لهم، خلال فترة الامتحانات، والتي تمثل منعطفاً مهماً في حياة الطالب، خاصة إذا كان الطالب في المراحل النهائية أو في الثانوية العامة، ويتم ذلك من خلال تجهيز مكان خاص للمذاكرة يشترط فيه توافر الأجواء الصحية اللازمة، وأن يكون بعيداً عن الضوضاء وأجهزة التسلية التي قد تبعده عن الدراسة وإبعاده عن المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمفيدة من العصائر بعد الإفطار التي تكثر فيها الفيتامينات، وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقده التركيز، ويؤدي به إلى النعاس داخل قاعة الامتحان، والإكثار من فترات الراحة، حتى لا يتم إرهاق جسده ونظره بكثرة مذاكرة، كما تقع على الأب مسؤولية كبيرة في مساندة الأم داخل الأسرة من خلال متابعة الأبناء داخل وخارج المنزل، ومحاولة مساعدتهم بشتى السبل في المذاكرة، إضافة إلى ضرورة تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم ونجاحهم في الامتحانات، كما يفضل لو تم رصد جوائز تشجيعية لهم، وذلك لما للتشجيع من دور كبير في دعم العملية التعليمية. تنظيم الوقت ‎وعن تنظيم وقت الطلاب خلال هذه الفترة، يقول العبيدلي إن ذلك يتوقف على الزمن المتوافر لديك كل يوم، فاليوم 24 ساعة، هناك وقت للنوم ووقت للصوم والعبادة بحدود 6 ساعات «يفضل أن تكون على مرحلتين: 4 ساعات في الليل وساعتين في النهار»، إذا يتبقى لدينا 24 - 6 = 18 ساعة، هذه المدة يجب أن ننقص منها ما يقوم به الإنسان من قضاء لحاجته وطعام، وشراب، واغتسال، وهذه المدة تحتاج لساعتين وسطياً يتبقى لدينا 16 ساعة منها ساعة نخصصها لأداء الصلوات الخمس، ويتبقى لدينا 15 ساعة، وهو وقت كاف جداً للمذاكرة والحصول على أعلى الدرجات. ولفت إلى أن كثيراً من الطلبة يشكون من عدم قدرتهم على المذاكرة، وجهلهم بالطرق السليمة لتحقيق أفضل نتيجة من عملية الاستذكار، ولذلك عليهم تجنب المسببات التي تعرقل المسيرة الدراسية لبعض الطلاب، ومنها كثرة التنقل من درس إلى آخر، ومن مادة إلى أخرى دون أن تذاكر شيئاً، تراكم الدروس وعدم القدرة على تنظيم الوقت للانتهاء منها، تصديق الفاشلين الذين يخوفون الطالب من بعض المواد الدراسية، ويصورونها على أنها «شبح» لا يمكن التغلب عليه، الابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يضيعون وقتك في اللهو والهراء دون تقدير لأي مسؤولية، تجنب القلق والتوتر الناتجين عن المشكلات الأسرية أو العاطفية والتي تشتت الذهن، وتضعف من قدرتك على الاستذكار الجيد والتقدم الدراسي. ساعات النوم من واقع خبرتها في التدريس لسنوات طويلة، إضافة لدورها كأم مسؤولة عن تربية أبنائها، تقول رشا وليد خياطة، إن نجاح الطلاب وارتفاع تحصيلهم في هذا الوقت، يتطلب تهيئة أجواء أسرية سعيدة وهادئة تؤدي إلى خلق جو محفز للطالب، مع التأكيد على دور الأم في إعداد وجبات صحية مغذية، وحصول الأبناء على ساعات كافية من النوم، مع توفير الأجواء الدراسية كتأجيل استقبال الضيوف وإعداد الإضاءة المناسبة، خاصة للطلاب الذين يفضلون المراجعة ليلاً. وتنصح أولياء الأمور بالتعاون مع أبنائهم الطلاب باختلاف مراحلهم الدراسية بوضع جدول زمني لمراجعة مواد المقرر الدراسي، ما يتطلب مهارة في الإعداد والتنفيذ، بحيث تتم مراجعة جميع المواد الدراسية في الوقت المحدد، وكذلك العمل بجد والاجتهاد، وخلال الامتحانات عليهم التركيز في كتابة الإجابات بهدوء وعدم ترك أية أسئلة من دون إجابة، وأخيراً مراجعة الإجابات مراجعة ممحصة قبل تسليم ورق الإجابة. فضل العلم وتدعو الأسرة إلى تهدئة الطالب وتهيئته نفسياً من خلال خلق جو هادئ بعيد عن التوتر والنزاعات، ولا تحمل الطالب العناء وتضغط عليه بسبب المذاكرة، بل على العكس، لا بد من أن نذكر الطالب بنجاحاته وإنجازاته السابقة لنؤكد له أنه ناجح وقادر على تحقيق أفضل النتائج، مع أهمية أن غرس في قلوب أبنائنا الأخذ بالأسباب والمسؤولية، وأن نبث في نفوسهم الطمأنينة وتذكير أبنائنا الطلاب بفضل العلم وأهمية النجاح، إذ قال تعالى: (... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ...)، «سورة المجادلة: الآية 11»، فتحصل الرغبة الداخلية في تحصيل العلم وأعلى الدرجات . ونبهت كل طالب إلى إدراك أن أي عناء يقوم به في تحصيل العلم هو في الحقيقة رفع درجات في الدنيا والآخرة وله الأجر عند الله، وعليه عدم مقارنة نفسه بأي طالب آخر لأن ذلك سيحبط أعماله ويعيق تقدمه، والمحافظة على الاستذكار والمراجعة، وضرورة تناول وجبات غذائية متوازنة للنمو وتجديد الخلايا ومدعمة للطاقة، وأخيراً النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً لعمل مراجعة سريعة للمادة التي سيمتحن فيها، ما يرفع من قدرته على استيعاب وفهم، وبالتالي القدرة على إجابة أي سؤال في المادة التي يمتحن فيها. المستشار الأسري عيسى المسكري، أوضح أن هُناك محطات رئيسة ينبغي التركيز عليها للخروج بأفضل نتيجة، أولها الأسرة بما تضمه من الوالدين والإخوة، بوصفهم أهم العوامل المؤثرة على الطالب وإيجاد بيئة رمضانية تتميز بالجد والحيوية، ووضع أولويات حسب غاية الطالب وطموحه المستقبلي، فلا يتعارض شهر رمضان مع العلم والدراسة والاجتهاد والمثابرة، خاصة، وأنه ثبت علمياً إن صفاء الذهن يصبح في أعلى درجاته عند خلو البطن من الطعام والشراب، وبالتالي وقت الصيام فرصة نغتنمها للاستزادة من المعلومات والمذاكرة، كما يجب أن نفرق بين فترتي الصيام وما بعد الإفطار، الأولى نقوم فيها بالحفظ كون العقل أكثر استعداداً لذلك، ومراجعة بعض المواد بحسب الطالب، حيث يختار ما يتناسب مع قدرته على مراجعة دروسه سواء وقت الصيام أو المساء. ونبه إلى عدم الاستماع إلى نصيحة ضرورة المذاكرة الفورية بعد تناول طعام الإفطار، لأنها خطأ، إنما يجب أن يرتاح الطالب مدة تتراوح بين 45 دقيقة إلى ساعة، ويفضل أن يبدأ مذاكرته بعد صلاة القيام، ولا يقضي معظم وقته في الصلاة النافلة كون طلب العلم من فروض الإسلام ويجب ألا نهمله، لأن طلب العلم من أجل العبادات، وهناك أحاديث نبوية كثيرة تحثنا على طلب العلم. وشدد على ترتيب جدول عملي وليس مجرد جدول مكتوب على الورق لا يطبق على أرض الواقع، كما أن الطالب عليه أن يأخذ برأي الأساتذة، ويتلقى منهم نصائح وتوجيهات عن كيفية وضع مخطط للجدول اليومي خلال هذه الفترة المهمة من العام الدراسي، بشرط ألا يتقيد الطالب بهذا الجدول عندما يشعر بأن هناك رغبة لديه في المذاكرة لساعات أطول لهذه المادة أو تلك، علماً أن شخصيات الطلبة، تنقسمين إلى نوعين.. الأول يحركه عمل منظم ومخطط، والثاني يحركه المرونة والإنجاز، ولذلك علينا أن نفرق بينهما، خاصة أن الثاني لا يتقيد بالوقت وذو شخصية مرنة وانسيابية وقد تكون إبداعية، ودائماً يهتم بالإنجاز والوصول إلى النتيجة المرجوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©