10 ملايين درهم لتحسين أداء الصحة المدرسية في أبوظبي

خصص مجلس أبوظبي للتعليم ما يزيد على 10 ملايين درهم لتنفيذ برامج جديدة في مجال الصحة المدرسية لرعاية الطلاب بالمدارس الحكومية في إمارة أبوظبي، بحسب معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم. وقال معاليه في تصريحات لـ “الاتحاد” أمس إن المجلس تبنى استراتيجية جديدة للصحة المدرسية بدءاً من العام 2009 لتحسين مستوى العيادات المدرسية وتوفير ممرضات مؤهلات لتوفير الرعاية الصحية للطلاب. وأضاف أن الخطة اكتملت العام الجاري حيث شهدت عيادات 305 مدارس حكومية التطوير والتحديث وفق المعايير التي حددها المجلس بالتعاون مع هيئة الصحة – أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”. وأشار الدكتور الخييلي إلى أن المدارس الخاصة والتي يبلغ عددها 180 مدرسة، مطالبة باستيفاء الشروط والمعايير الخاصة بالعيادات المدرسية، علاوة على تعيين ممرضة مرخصة للعمل بالدولة. جاء ذلك على هامش فعالية ورشة العمل الأولى للصحة المدرسية التي نظمتها هيئة الصحة أبوظبي والتي تهدف إلى مشاركة (هيئة الصحة – أبوظبي، مجلس أبوظبي للتعليم، شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية) لتوحيد الجهود لتحسين الخدمات الصحية ونشر الوعي والثقافة الصحية. ولفت معاليه إلى أن المجلس بالتعاون مع الجهات المعنية نفذ برنامج “محاربة السمنة والسكر” بداية من العام الدراسي الجاري على الأطفال في الروضة والصف الأول، على أن يتم تحليل نتائج البرنامج ليطبق في المستقبل بشكل دائم. وقال الدكتور الخييلي إن أهم التحديات التي تواجه المجلس في شأن الرعاية الصحية للطلاب في مدارس الإمارة تتلخص في الثقافة الغذائية في المجتمع، حيث أنها مهملة ووصفها بـ “الغائبة”، مشيراً إلى أن المجلس ينفذ خطوات بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية للرقابة على الوجبات التي تقدمها المدارس للطلاب. وبحث المشاركون في الورشة الأولى للصحة المدرسية الوضع الصحي للطلاب في المدارس وسبل تحسينه من خلال وضع استراتيجية متكاملة تتضمن تعزيز نشاطات وتطوير خدمات الصحة المدرسية، بما فيها العمل على إدماج مفاهيم أساليب الحياة الصحية السليمة في المدارس والمجتمع ككل من أجل نوعية حياة أفضل تعززها الصحة. من جانبه، قال المهندس زيد السكسك مدير عام هيئة الصحة – أبوظبي إن فئة الأطفال والمراهقين حتى عمر التاسعة عشرة تتجاوز 550 ألفاً في إمارة أبوظبي، حيث يمثلون ما يزيد عن ربع سكان الإمارة. وتابع: “نظراً لأهمية هذه الفئة فإنها بحاجة إلى رعاية خاصة من حيث أهمية التوجيه نحو سلوكيات حميدة ترتبط بالنشاط البدني، وعادات الغذاء الصحي، والعادات الاجتماعية.” وأضاف السكسك: “نظمت هذه الورشة في إطار سياسة الهيئة الرامية إلى تعزيز الصحة النوعية للمجتمع، ونحو تحقيق المستوى الصحي الأفضل لطلابنا، من خلال تمكينهم من تبني أنماط وسلوكيات بدنية وغذائية صحية، وتوفير الخدمات الصحية المدرسية المناسبة.” وأضاف أن الهيئة تعمل على تحسين الأوضاع المرتبطة بصحة الأطفال والمراهقين من خلال المساهمة في المبادرات والبرامج البحثية والمسح الصحي في مجتمع الأطفال والمراهقين. وأشار إلى أن البرامج الصحية تشمل العمل على إصدار معايير للتغذية الصحية من خلال تطوير الطعام المتوافر في المقاصف داخل المدارس، والفحص الشامل لطلاب المدارس ويتضمن هذا البرنامج كشفاً طبياً للحالة الصحية العامة والسمع والنظر وصحة الفم والكشف عن حالات فقر الدم وتقوسات العمود الفقري، وتطوير وإدارة برامج حملات التوعية الصحية في المدارس، بالشراكة مع المدارس والمدرسين والجهات الأخرى ذات العلاقة. وقالت جانيفر موور رئيسة قسم صحة المدرسة والعائلة بهيئة الصحة إن المسح الدولي للصحة المدرسية أكد أن سلوكيات التغذية السليمة تؤدي إلى العديد من الأمراض وخاصة السمنة بين الأطفال والمراهقين في سن الدراسة. وأضافت أنه في العام 1990 كانت نسبة الأطفال المصابين بزيادة الوزن في العالم كانت تتراوح بين 10- 14% وفي العام 1999 ارتفعت النسبة لتتراوح بين 15- 19% بينما تراوحت في العام 2008 بين 20 - 22%، مشيرة إلى أن المسوحات تؤكد أن النسب ستزداد بحلول 2015. وأشارت موور إلى أن نحو 12.1% من أطفال المدارس في الدولة يعانون زيادة الوزن و21.5% مهددون بالسمنة والتي تؤدي إلى مرض السكري. ولفتت إلى أن المسوحات أظهرت أن أسباب زيادة الوزن بين الطلاب ترجع إلى عدم ممارستهم الرياضة أو الأنشطة البدنية، وأوضحت نتائج الدراسات أن26% من الأطفال في المدارس يقبلون على المشروبات الغازية في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة الطلاب الذين يفضلون تناول الوجبات السريعة (من 3 - 7 مرات يومياً) 18%، علاوة على أن 39% من الشباب يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا أمام التلفاز، بينما يقضي 20% من الشباب فقط في أداء التمارين الرياضية. وقالت الدكتورة أروى المضواحي، مسؤول صحي أول بقسم الصحة العائلية والمدرسية في الهيئة: “من ضمن فعاليات الورشة العمل على تطوير دليل المقاصف المدرسية بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومجلس أبوظبي للتعليم، وإصدار معايير للتغذية الصحية لدى طلبة المدارس، آخذين بعين الاعتبار الوحدات الحرارية الموصى بها لكل الفئات العمرية”.