الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمسات إبداعية في تصميم حديقة منزلية بلوحات من الطبيعة

لمسات إبداعية في تصميم حديقة منزلية بلوحات من الطبيعة
23 مارس 2013 21:14
منذ الوهلة الأولى لدخول منزله أول ما يتبادر لذهن الزائر ذوق صاحبه في تنسيق الحديقة بطريقة جذابة ولافتة للعيان، فكل من يتجول بحديقة منزله في كل ركن وزاوية يشعر بالراحة والقبول وبجمال الطبيعة الخلابة، التي تأسر العين من جمال التصميم والذوق الرفيع في تنسيق الزهور وتناغم وتجانس الخضار والطبيعة، هذا ما دفع لجنة تحكيم مسابقة أجمل حديقة منزلية في أبوظبي مؤخراً أن تؤهله للفوز بالمركز الأول في فئة أجمل حديقة داخلية، والحصول على المركز الثاني لفئة أجمل حديقة خارجية. هناء الحمادي (أبوظبي) - حول الأسباب التي أدت إلى فوز راشد سعيد العرياني من مدينة العين بالمركز الأول في المسابقة، قال إن الفوز كان من نصيبه العام الماضي من خلال المشاركة في أجمل حديقة منزلية، وإن حبه للتميز والإبداع والمحافظة على المركز الأول، جعله يشارك للمرة الثانية في المسابقة نفسها، إيماناً منه أن الحدائق المنزلية من أساسيات المنزل الراقي ومكمل مهام للديكور في كل بيت، فالحديقة المنزلية تعد محطة يمكن أن يجد فيها المرء قدرا من الراحة والاسترخاء حيث يتذوق جمال الطبيعة وسط جلسات الحديقة، التي حاولت جاهدا هذا العام أن تكون مختلفة عما قدمته العام الماضي. ويذكر لمساته الجمالية لحديقة منزله: تم وضع مجسمات الشلالات، لتعطي منظرا خلابا ورائعا لكل من يريد أن يجلس في فناء الحديقة، أيضا لم أغفل عن وضع الجرار، التي يتدفق منها الماء، ووضعت على تلة من الرمل تزينها تلك الجرار البنية، بالإضافة إلى زاوية على جانب الحديقة يعلوها مجسم تزين بعلم الإمارات وعلى جوانبه تزينه ورود من اللون الأحمر ليعلو ذلك المجسم كلمة «كلنا خليفة» باللون الأبيض، ويكشف طريقة تصميمه لإضاءة الحديقة، بإشارته إلى أن وظيفة إضاءة الحدائق وسيلة لتوفير الضوء عند الرغبة في الجلوس أو استخدام الحديقة ليلاً كما أنها عنصر جمالي يبرز جمال الحديقة عندما يخيم عليها الظلام، فيبرزها بشكل مختلف تماماً عن النهار. الكشافات الأرضية وبخصوص عناصر الجمال في استخدام الإضاءة وانعكاسها على جوانب الحديقة، قال إن النباتات والأشجار في الحديقة تحتاج إلى إضاءة تبرز قيمتها الجمالية والكشافات الأرضية بمختلف أحجامها وألوانها، حيث تعكس ظلالها على السور أو تظهر تفاصيل سطحها الجميل كجذوع النخيل، وهذا ما بدر إلى ذهنه، باعتبار أن الإضاءة الموجودة بالحديقة سواء الداخلية أو الخارجية، فإنها تعمل بالطاقة الشمسية، وهي ضد الماء وتعمل بـ «الريموت كنترول»، وللمحافظة على الأمن والسلامة، فقد تم وضع صندوق محكم يضم 6 طفايات حريق، أما مضخات الماء والكيبلات الكهربائية، فوضعت بشكل أمن بعيداً عن مجال الرؤية، وذلك لتتماشى مع جمال الحديقة. ولم يغفل العرياني أن يكون للأطفال نصيب من الحديقة، فخصص لهم مكاناً جميلًا، يتناسب مع أعمارهم لتنقش لوحة خشبية كتب عليها «حديقة أطفال»، حيث تضم الكثير من ألعاب التسلية والمرح بالإضافة إلى كاميرات مراقبة في كل جوانب الحديقة وذلك لمتابعة تنقلاتهم وحركاتهم. ويصف فوزه بالمسابقة بانه لم يكن يتوقع الفوز للعام الثاني على التوالي، لكنه يؤكد انه خلال شهر واحد استطاع أن يضفي لمسات جميلة لتنسيق الحديقة، مشيراً إلى انه كل من شارك في هذه المسابقة يعتبر فائزا. بساطة واستدامة ويعتبر تنسيق الحدائق من الفنون الجميلة، التي تتطلب المعرفة التامة بأنواع النباتات وأشكالها وطبيعة نموها وطرق زراعتها وألوان أزهارها لوضعها في المكان المناسب بالحديقة بجانب الذوق الرفيع والخيال الواسع، لكن ناصر عبيد اليماحي من مدينة أبوظبي جمع كل هذه العناصر في حديقته المنزلية بما يتناسب مع مساحة الأرض وطراز البناء ورغبته بأن تكون البساطة في التصميم هي السمة السائدة، لحديقة منزله الخارجية، فاستحق أن ينال جائزة أفضل حديقة منزلية خارجية ضمن مسابقة حديقتي مدينتي، ومنذ بداية هوايته بتنسيق الحديقة حرص على تطبيق كل معايير المسابقة. وخلال الاشتراك في المسابقة لم يستعن اليماحي في تنسيق حديقة منزله الخارجية بمزارعين أو مؤسسة تنسيق الحدائق لذلك استحق الفوز بجدارة، ويوضح تعتبر الحدائق المنزلية، ليست مجرد أشجار وأزهار أو جلسة عائلية، لكن هي ركن مهم من أركان المنزل، بل تعد أهميتها كأهمية باقي الغرف المنزلية، والعناية بالحدائق المنزلية تعني الاهتمام بجمالها وحسن تنسيقها وريها ورعايتها لتظهر بشكل متناسق ومريح. ويحكي اليماحي طريقة تنسيقه لحديقة المنزل الخارجية، بانه استغل كل مساحة في الحديقة بوضع لمسات جميلة وملفتة للنظر فكل من يمر أمام حديقة منزلة الخارجية، سيقف متأملاً لروعة التنسق وتصميم الحديقة، فهي تسر ناظر الجيران والأهل، لذلك كان للتراث جزء من جمال الحديقة حيث مع وجود الجلسة التراثية لفصل الشتاء، التي تتوسطها مكان للتدفئة من البرد وملعب كرة الطائرة ومع تدفق خرير الماء من شلال تناسب منه قطرات الماء جعل لهذا المنظر نوعا من الارتياح والهدوء لهذا المكان، إلى جانب ذلك برغم مساحة الحديقة الخارجية والتي تبلغ حوالي 90 متراً، إلا أنه خلال شهر استطاع أن يضع تلك اللمسات الجمالية في الحديقة، من حيث توفير خيمة مكشوفة مغطاة باللون الأبيض لتعكس أشعة الشمس، وقسم خاص لألعاب الأطفال، التي تضفى عليها الألوان المناسبة للتناسق مع جمال الحديقة التي تزينها الكثير من الورود والأزهار قليلة الاستهلاك وطويلة المدى، بالإضافة إلى الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية، حيث يمكن قضاء وقت ممتع، سواء كان ذلك في فصل الشتاء أو الصيف. وحول أهداف المسابقة، أوضح رئيس اللجنة الفنية للمسابقة مدير إدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية - قطاع وسط المدينة في بلدية مدينة العين الدكتور هلال حميد الكعبي أن من ابرز ما تم تعزيزه خلال هذه المسابقة هو ترشيد استهلاك الماء والكهرباء وكيفية توفير البيئة الملائمة لمجتمع صحي والتعريف بعناصر الاستدامة والفائدة من استخدامها بالإضافة إلى الحفاظ على التناسق والترابط للمنظر العام لمدينة العين وإثراء الشراكة المجتمعية وجانب المعرفة الزراعية للجمهور . وأوضح أن هذه المسابقة تحمل في طياتها العديد من المفاهيم التي تدعم صحة وبيئة الحدائق المنزلية للمواطنين والمقيمين، فهناك اهتمام واسع بين الأهالي للاهتمام بالمنظر الخارجي والداخلي لحدائقهم المنزلية التي تزدان بكل ما هو جميل ويستخدم البعض أحدث أساليب التقنية الزراعية ومعايير الاستدامة والبعض يسعى للاهتمام بجودة النباتات والورود وأنواع الأسمدة المستخدمة، لذا تضمنت المسابقة نصائح زراعية وتعريفا ببعض المصطلحات. 169 مشتركاً في المسابقة تشكل الحدائق المنزلية والمسطحات الخضراء أحد أهم المتنفسات الطبيعية والجمالية والصحية والبيئية، التي تلجأ إليها الأسرة خاصة في الفترة المسائية أو الإجازات في ظل توفر الظروف المناخية المناسبة، حيث تعمل هذه الحدائق على بث روح الأمل وتجديد الحياة والشعور بالاسترخاء بعد يوم طويل من عناء التعب، بعيداً عن ضوضاء الحياة وضجتها هذا فضلا عن فوائدها الاخرى كتنقية البيئة وتلطيف الأجواء. ووسط هذا الاهتمام في إطار جهود النظام البلدي المستمرة للحفاظ على البيئة وتعزيز الرؤية الجمالية التي تتمتع بها مدن الإمارة، نجحت مسابقة «أجمل حديقة منزلية» داخلية وخارجية في إمارة أبوظبي، التي جاءت تحت شعار «حديقتي مدينتي» في استقطاب الكثير من المشاركين في هذا المسابقة، التي بلغ إجمالي عدد المشاركين في مسابقة أجمل حديقة منزلية ما يقارب 169 مشتركاً، ليحقق المشاركون بذلك الهدف من إقامة المسابقة عبر الحفاظ على البيئة وتوفير بيئة صحية لأفراد المجتمع واستخدام التقنيات الحديثة في الري والزراعة. والإسهام في تعزيز المنظر الجمالي لمدن الإمارة وإثراء الشراكة المجتمعية من جانب وتنمية الجانب المعرفي الخاص بالزراعة من جانب آخر. إشراك المجتمع في نشر المساحات الخضراء أبوظبي (الاتحاد) - حول مشاركة بلدية مدينة أبوظبي في تنظيم هذه المبادرة الرائدة، أوضح مدير إدارة الحدائق والمنتزهات الترفيهية في البلدية المهندس راشد الفلاسي أن ذلك ضمن السعي لتوطيد الشراكة والتفاعل مع المجتمع والتأكيد على حرص البلدية لإشراك المجتمع في نشر اللون الأخضر وزيادة المساحات المزروعة واستغلال الأماكن التابعة للمنازل في إعطاء مظهر جمالي وحضاري راق للمدينة . وبالنسبة للتفاعل مع المشاركة، أشار إلى أهمية تطوير هذه الشراكة المجتمعية من خلال اعتماد برامج تسهم في تشجيع الزراعات التجميلية في الفلل والمنازل الأمر الذي يحقق جانبا مهما من أهداف بلدية مدينة أبوظبي والهادفة للارتقاء بالمظهر الجمالي والحضاري والبيئي لمدينة أبوظبي، خاصة أن هذه المسابقة ساعدت على تحفيز الطاقات الإبداعية لدى السكان وحققت التنافسية سواء في مجال تصميم الحدائق المنزلية أو وسائل صيانتها ورعايتها واستخدامات أنظمة الري وترشيد استهلاك الطاقة والاهتمام بتنميتها باستمرار الأمر الذي ينعكس إيجابا على البيئة العامة وعلى المظهر الجمالي لشوارع المدينة ومنازلها ورونقها الحضاري العام. وتنطوي هذه المبادرات على أهداف كثيرة منها استكمال البيئة الصحية للمجتمع وتوفير حدائق صغيرة في المنازل وبين الأحياء السكنية وإيجاد أماكن آمنة لتنزه الأسر والأطفال وإتاحة أماكن الترفيه القريبة من المناطق السكنية، وهو ما أشار إليه الفلاسي في حديثه، موضحاً أن هذا الأمر يوفر الراحة والجاذبية والهدوء لأفراد المجتمع، كما تسهم هذه المسابقات البيئية في إضفاء لمسات جمالية داخل المنازل وفي الأحياء السكنية وترسيخ ونشر ثقافة الحفاظ على المكونات البيئية وتنميتها. وقال إن بلدية مدينة أبوظبي استحقت الريادة من خلال إطلاقها مشروع حدائق الأحياء السكنية والذي يشكل جزءا مرادفا لحدائق المنازل وقد حقق تقدما ملموسا وحاز رضا السكان واستطاع استقطاب قطاعات كبيرة من المجتمع وبخاصة الأطفال كونها أماكن آمنة ومجهزة بكل وسائل الترفيه والرياضة والاستجمام، مشيراً إلى أن تضافر مسابقة أجمل حديقة منزلية مع المشهد الجمالي بحدائق الأحياء والحدائق العامة والمنتزهات الكبيرة يعطي لمدننا سمة جمالية راقية ويسهم في تحسين البيئة المحيطة ويعطي انطباعا من السكينة والطمأنينة والمتعة المشهدية العامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©