الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة سمنة الأطفال المفرطة بالتوعية وتغيير النمط الغذائي

محاربة سمنة الأطفال المفرطة بالتوعية وتغيير النمط الغذائي
24 مارس 2013 11:45
تم الإعلان مؤخراً عن إطلاق المرحلة الثانية من برنامج "الوقاية من السمنة عند الأطفال"، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، و"صحة" للخدمات العلاجية الخارجية، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" لدول الخليج العربي، في عدد من المدارس بإمارتي عجمان، وأم القيوين، حيث يستمر المشروع خلال الفصل الثاني والثالث من العام الدراسي الحالي. ويهدف البرنامج إلى زيادة التوعية الصحية لدى الطلاب وأولياء أمورهم والكادر التدريسي بمخاطر السمنة، كما يهدف إلى زيادة النشاط البدني لديهم وتثقيفهم بأهمية التغذية السليمة من أجل الوقاية منها. هل باتت السمنة وباءً يحتاج إلى برامج وقائية؟ وما هي المخاطر الصحية المحتملة للأطفال البدناء؟ وكيف يمكن أن نحد من انتشار السمنة بين الأطفال؟ ما من شك أن سمنة الأطفال المفرطة، سواء كانت نتيجة سبب وراثي أو طبي أو بسبب أسلوب الحياة ونمط التغذية، فهي أمر يجب عدم التهاون فيه أو الاستهانة بمخاطره، لأن الطفل الذي يعانى السمنة المفرطة، يكون أكثر عرضة لمشاكل نفسية وصحية عديدة مثل الربو، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، كما أن هؤلاء الأطفال يظهرون استعداداً للإصابة بالسكر من النوع الذي يصيب الكبار، كذلك فإن اضطراب النوم نتيجة عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، هي إحدى المشكلات الأخرى التي قد يعانيها هؤلاء الأطفال. وهناك حقيقة أخرى يجب التنبه لها، وهى أن الطفل الذي يعاني سمنة مفرطة عادة يعاني أيضاً سمنة مفرطة عندما يكبر، وذلك لأن كمية الخلايا الدهنية التي تتكون في الطفولة لا تقل مع السن من حيث العدد، وعندئذ يكون هناك احتمال أكبر لتعرضه للمشاكل التي تصيب الكبار الذين يعانون السمنة المفرطة. توضيح الدكتور قيس أبو طه، استشاري ورئيس قسم السكري والغدد الصماء بمدينة الشيخ خليفة الطبية، زميل الجمعية البريطانية للأمراض الباطنية، يشير إلى أن هناك علاقة وطيدة بين السمنة وأمراض غير معدية كثيرة، مثل أمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي ومرض السكري. ويرى أن نمط حياة الأطفال الغذائي الخاطئ، اهتمت به الجهود الدولية والمنظمات الصحية العالمية، وأوصت بالحد من التسويق واسع النطاق الموجه للأطفال من الأطعمة والمشروبات ذات النسبة العالية من السكريات والملح والدهون المشبعة منها، وعلى الجهات المعنية تحمل مسؤولياتها في إطار المسؤولية الاجتماعية للحد من هذه التأثيرات السلبية، وأن المجتمع في حاجة لزيادة الوعي بالثقافة الصحية وأهمية ممارسة النشاط البدني السليم والاستفادة من برامج مقاومة السمنة، وإجراء الفحوص والاستشارات واختبار مؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى الاستفادة من الاستشارات حول الطعام الصحي من أجل حياة صحية، وتفعيل التثقيف الصحي، وحث الأطفال على ممارسة الفعاليات الرياضية في المدارس والأندية. عاملان رئيسيان يوضح الدكتور أبو طه، أسباب السمنة المفرطة عند الأطفال، ويقول “إن السمنة المفرطة في الأطفال هي زيادة وزن الطفل أكثر من المعدل الطبيعي بالنسبة لعمره، ونوعه، بنتاً أم ولداً، وطوله، وهناك عاملان رئيسيان وراء الإصابة بالسمنة المفرطة، العامل الأول يتمثل في الأسباب الطبية، وتتعلق بالهرمونات أو العوامل الوراثية، أما العامل الثاني فيرتبط بأسلوب حياة الطفل، مثل نمط حياته وعادات أكله، وعاداته الرياضية، فبالنسبة للعامل الوراثي، فانه يلعب دوراً مؤثراً، لكنه غير رئيسي في الإصابة بالسمنة المفرطة. وهناك دراسات تؤكد أن الشخص الذي يحمل جينات مورثة تزيد مخاطر الإصابة بالبدانة لديه بنسبة تزيد على 30% مقارنة مع الأشخاص الذين ليس لديهم هذه المورثات، وأن فهم الجانب الوراثي في أمراض البدانة، يعتبر أمراً مهماً في تلافي ومعالجة البدانة”. أما عن أسلوب حياة الطفل، فيقول الدكتور أبو طه: “إن الغزو الثقافي الكبير الذي حدث، ونتيجة التطور الرقمي في عالم الاتصالات، وانتشار الكمبيوتر والإنترنت والقنوات الفضائية وألعاب الكمبيوتر، قد أدى إلى زيادة ساعات الجلوس دون حركة أمام أجهزة الحاسوب أو لمشاهدة التلفزيون والابتعاد عن النشاط أو الحركة أو ممارسة الرياضة، فعدم ممارسة الأطفال للرياضة بانتظام وميلهم للجلوس، سواء بسبب كسلهم أو بسبب نقص التشجيع والإرشاد. كما تلعب عادات أكل الطفل ونوعية الأغذية التي يتناولها دوراً في حدوث السمنة المفرطة، فالطفل يقبل على الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من تناوله الأطعمة الصحية أوالطعام المقلي أو الحلويات عالية السعرات، أو الأكل دون أن يجوع، أو أثناء مشاهدة التلفزيون أو عمل الواجبات المدرسية، كل ذلك يؤدي إلى السمنة المفرطة، كذلك خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل، جعلت الأمر أسوأ، لأن ذلك يشجع الأطفال على تناول الأطعمة السريعة غير الصحية، فالمحصلة النهائية لتناول الأطعمة غير الصحية، وفي الوقت نفسه، أسلوب حياة الطفل الذي يتسم بالكسل، هو زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل وقلة نسبة حرقها، يضاف إلى ذلك الاعتقاد الخاطئ لدى كثير من الأمهات بأنهن كلما أطعمن أطفالهن أكثر كلما أصبحوا أكثر صحة”. العوامل الطبية أما الدكتورة ميثاء الحامدي، أخصائية الأطفال، فترى أن هناك العديد من الأسباب وراء السمنة المفرطة للأطفال، منها الإفراز الزائد للكورتيزون من غدة موجودة أعلى الكلى، ويكون الشك في أن الطفل مصاب بهذه الحالة عند تركز السمنة في الجزء العلوي من الجسم وفى الذراعين ونحافة الساقين، بالإضافة إلى وجود خطوط حمراء على البطن. ومن الأسباب الأخرى أيضاً التي تسبب السمنة المفرطة، الاستخدام الخاطئ للكورتيزون عند علاج بعض الأمراض، كما أن تناول الطفل كمية كبيرة من الكربوهيدرات، فإنها تتكسر في جسم الإنسان، وتتحول إلى سكريات أحادية بسيطة “الجليكوز”، ليستخدم مباشرة وقوداً يمد جسم الإنسان بالطاقة، كما يخزن جزء منه في الكبد على صورة “جلايكوجين”، وما زاد عن الحاجة بعد ذلك، يتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية للجسم. أما البروتينات، فإنها تتحلل إلى مركبات بسيطة تمتص بالأنسجة والعضلات أو أنها تتحول إلى جليكوز لاستخدامه كطاقة فورية، أو أنها تتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية لجسم الإنسان. ومن المؤكد أن التهام الغذاء الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية، مع عدم صرف هذه السعرات، يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان، علماً بأن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية، كذلك قلة النشاط والحركة، فلا شك أن النشاط والحركة لها فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان. انعكاسات نفسية تشير الدكتورة الحامدي إلى العوامل النفسية المترتبة على السمنة المفرطة عند الطفل، وتقول: “إنه يعاني عادة مشاكل نفسية قاسية، ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام. أيضاً هناك اختلال الغدد الصماء، وهو السبب الملائم دائماً في حالات السمنة، دون أن نغفل العامل الوراثي، وعادة ما يعاني ضغوطاً نفسية، وهى كثيراً ما تتضمن سخرية زملائه منه أو لإحساسه أنه غير أقرانه، ومن ثم يجب على الآباء والأمهات أن يقوموا بمساندة أطفالهم معنوياً، وفى الوقت نفسه تشجيعهم على أن يكونوا أكثر صحة، وأن يتكلموا مع الطفل بصراحة وبشكل مباشر عن وزنه دون إصدار أحكام، ومساعدته على تنفيذ البرنامج الغذائي بنجاح. ومن الأفضل اللجوء لاستشارة أخصائي، وعمل بعض الفحوص لتحديد سبب السمنة، ثم يقوم الطبيب بوصف خطة تغذية معينة للطفل يتم تنفيذها بمساعدة الأسرة”. نصائح مهمة ينصح الأطباء الآباء والأمهات عند تعاملهم مع الطفل الذي يعاني مشكلة السمنة الزائدة أو المفرطة، مراعاة جملة من الحقائق والقواعد العامة، ويوجهونه نحو أهمية تجنب الإلحاح على الطفل كي يأكل بما يفوق قابليته، أو تلبية طلباته كلها، وتجنب المبالغة في استهلاك الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، ومحاولة إهمال تناول وجبة الفطور أو المبالغة في التهام الطعام في وجبتي الغداء والعشاء، وتجنيبه الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والغازية، وقضاء ساعات مديدة أمام الشاشة الصغيرة أو الكومبيوتر أو ألعاب الفيديو، ومراعاة عدم تنحيف الطفل الذي يعاني السمنة، لأن الطفل ينمو ويطول، لذلك يجب الاستفادة من هذه الديناميكية لبلوغ الوزن المناسب مع الطول، مع إدخال تعديلات جوهرية على عادات الطفل الغذائية، حيث يجب حث الطفل على شرب الحليب أو تناول أحد مشتقاته، أو تناول حبة فواكه، أو أخذ كوب من العصير الطازج الطبيعي بين الوجبات. والحذر من إعطاء البسكويت، فهو غالباً ما يكون مدججاً بالدهن والسكريات، ما يعرقل عملية إنقاص الوزن، والإكثار من الأغذية الغنية بالألياف، مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضراوات، وتفادي الأكلات المقلية والدهنية، وحث الطفل وتشجيعه على الحركة وممارسة النشاط الرياضي، فالسمنة في الصغر، ظاهرة سيئة، لأنها بمثابة قنبلة موقوتة لا تلبث أن تنفجر في الكبر، لتترك ما لا يحمد عقباه، فعلى الأهل أن يحاربوها قبل فوات الأوان”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©