السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أول سيارة في العالم تستهلك الماء بدلاً من البنزين

أول سيارة في العالم تستهلك الماء بدلاً من البنزين
8 يوليو 2008 00:36
إن الحديث عن السيارة العجيبة التي تستهلك الماء الصافي بدلاً من الوقود لم يعد جديداً، بل كان مادة لتنافس كبير بين بعض شركات صناعة السيارات العالمية، حيث كانت شركة ''بي إم دبليو'' الألمانية سباقة إلى الإعلان عنه في إحدى دورات معرض دبي الدولي للسيارات قبل 8 سنوات· والآن يعود الحديث عن هذا الاختراع بقوة بعد أن أصبح حاجة ملحّة مع ارتفاع أسعار الوقود· وخصصت مجلة (بوبيولار ميكانيكس) موضوعها الرئيسي لمناقشة هذا الموضوع، حيث كتب مايك آلن رئيس قسم السيارات في المجلة تحت عنوان (ما حقيقة السيارات المدفوعة بالماء؟) يقول: ''مع هذه الهستيريا التي تشهدها أسعار الوقود، يحظى اختراع نظام استهلاك الماء لدفع السيارات باهتمام الخبراء ويمكن لهذا الحلم أن يتحول إلى حقيقة عندما ستتطور تقنيات التحليل الكهربائي للماء''· ويذكر أن نظام الدفع بالماء يختلف كثيراً عن نظام خلية الوقود· ففي النظام الأول، يتم تحليل الماء داخل السيارة بطريقة كهربائية إلى عنصريه الهيدروجين والأوكسجين، ثم يتم حرق الهيدروجين بعد ذلك بالأوكسجين لتوليد طاقة الدفع في المحرك· أما في خلية الوقود، فيتم إدخال الهيدروجين المضغوط في خزانات إلى الخلية ليتأين (يتشرّد) فيها فاقداً الإلكترونات التي تستقبلها ذرات الأوكسجين لتتأين بها· وتتفاعل الأيونات الموجبة للهيدروجين مع الأيونات السالبة للأوكسجين لتشكيل الماء الذي يطرد عبر أنبوب العادم كبخار· ويتم استغلال التيار الكهربائي الناتج عن حركة الإلكترونات التي يحررها الهيدروجين في تشغيل المحرك الكهربائي الذي يدفع السيارة· أما في حالة السيارة التي تستهلك الماء كوقود، فيتم فيها تحليل الماء كهربائياً بواسطة بطاريات ليثيوم مشحونة ثم يتم حرق الهيدروجين بالأوكسجين في المحرك لدفع الأسطوانات وتحريك السيارة· ويقول آلن: إن تركيب نظام الدفع بالماء بسيط جداً لا يتطلب أكثر من تركيب خلية لتحليل الماء كهربائياً وتثبيتها في مكان ما تحت غطاء محرك السيارة· ويمكن أن تستهلك هذه الخلية الكهرباء اللازمة لتحليل الماء من النظام الكهربائي للسيارة ذاتها· وبهذا، يتم تحليل الماء إلى مزيج غازي من الهيدروجين والأوكسجين (يكون حجم الهيدروجين ضعف حجم الأوكسجين)· ويتم دفع هذا المزيج بعد ذلك إلى الأسطوانات ليحترق فيها احتراقاً انفجارياً مثلما يحترق رذاذ البنزين بأوكسجين الهواء في السيارات التقليدية· ويمكن أن يستخدم هذا المزيج الغازي إلى جانب البنزين ليقلل من استهلاكه· وبهذه الطريقة يمكن أن تتراوح نسبة التوفير في فاتورة البنزين إلى 80 بالمائة· وكما هي حال اليابانيين دائماً، فلقد كانوا سباقين إلى تطوير هذه الأفكار وبلورتها إلى واقع عملي· وكانت شركة (جينيباكس) اليابانية عرضت يوم 13 يونيو الماضي نموذجاً تجريبياً لسيارة صغيرة لا تستهلك سوى الماء· وجاء في بيان صحفي وزعته الشركة على الإعلاميين الذين تابعوا الحدث إنه لا يطلب من صاحب هذه السيارة إلا أن يملأ خزان الوقود بزجاجة أو زجاجتين من ماء (إيفيان) أو غيرها لينطلق بعد ذلك بسيارته من دون أن تخلّف الغازات الملوّثة على الإطلاق ودون أن يحتاج إلى قطرة واحدة من البنزين· وسرعان ما تصدى نقّاد وخبراء لهذ·ا الطرح الياباني الذي يوحي بأن اختراعهم سوف يغيّر العالم، ويقول آلن: إن كل ما فعله خبراء شركة (جيناباكس) عندما قاموا بتركيب سيارتهم العجيبة لا يمثل أكثر من إعادة لاستخدام خلية الوقود التي تحول الأوكسجين والهيدروجين إلى أيونات وتستفيد من الكهرباء المرافقة لهذه العملية لتشغيل محرك السيارة· ولقد أثبتت خلايا الوقود أنها فعّالة في تحويل الهيدروجين والأوكسجين إلى كهرباء وبخار ماء، إلا أن الأمر يختلف عندما يصبح الماء الموجود في خزان السيارة هو بذاته مصدر الهيدروجين والأوكسجين الذي يختزن الطاقة اللازمة للدفع· ونقطة الضعف الثانية في هذا الاختراع تكمن في الحقيقة المعروفة في علم الديناميكا الحرارية وهي أن عليك أن تستهلك من الطاقة الكهربائية من أجل تحليل كمية معينة من الماء نفس الطاقة التي ستحصل عليها من حرق مزيج الهيدروجين والأوكسجين الناتج عن العملية· وهذا يوحي بأن هذا الابتكار قد يوفر البنزين ولكنه لن يوفر شيئاً من الطاقة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©