الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطبخ يُقّرب الناس من بعضهم ويخلصهم من الطاقة السلبية

الطبخ يُقّرب الناس من بعضهم ويخلصهم من الطاقة السلبية
23 مارس 2013 21:57
أبوظبي (الاتحاد) - تخرج الطاهية دينا سرحان الطبخ من حيزه التقليدي المتمثل في إعداد الطعام إلى فضاء تطويري واسع تجعله قوة توحد الشعوب وتخلصهم من الطاقة السلبية. وتقول سرحان «تذكر إحدى الدراسات أن شركة كانت تقيم كل سنة فعالية كرة قدم أو كرة طائرة، بهدف إخراج موظفيها من الروتين اليومي وخلق جو من الألفة والتعارف بين الموظفين وعوائلهم، لكن ذلك خلق نتيجة عكسية، فرأت أن تبتكر حدثا آخر يصب في الهدف نفسه، فجعلت الطبخ محور الحدث، ولاحظت أنه خلق جوا رائعا انخرط فيه الجميع دون استثناء رجالا ونساء وأطفالا، وأعطى نتائج مهمة ونتج عنه علاقات ودية بين الموظفين». وتسعى سرحان، التي تقدم برنامج طبخ على إحدى الفضائيات، إلى تحبيب هذا الجيل من البنات والأولاد على حد سواء في الأكل الصحي من خلال تدريب الهواة، موضحة أن المعرفة سلاح قوة. وتضيف «هناك الكثير من الصغار والكبار باتوا يعتمدون على الأكل غير الصحي، وهذا له انعكاس على الصحة، ما دفعني للتفكير في تأسيس أكاديمية للطبخ للهواة وللمختصين، وذلك لتحبيب الفئة الأولى في الطبخ، ولفتح الباب أمامهم لتعلم أسس هذه المهارة، وبالتالي ستتغير أفكارهم تماما عن طريق تعليم بسيط، ومفيد وصحي، وبالتالي سينقلون خبراتهم لمن حولهم». وأشارت إلى أن التعليم يشمل أيضا تثقيف حول الأواني التي يجب استعمالها في الطبخ، موضحة أن هناك أخطاء كبيرة تضر بالصحة كاستعمال المايكرويف في تسخين الأكل، واستعمال بعض الأواني غير الصحية، لافتة إلى أن تطوير المهارات في هذا الميدان مهم جدا لانعكاسه على الصحة النفسية والبدنية، ولما له من مردود مادي على الذات البشرية. وترى سرحان أن الاعتماد على الخادمة في طهي الطعام للأسرة ينطوي على العديد من الأخطار، إلى ذلك، تقول «ترك هذه المهمة النبيلة للخادمة تضر بصحة الأم والأبناء، نظرا لما تنفثه الخادمة من سموم في الطبخ نتيجة استيائها، بينما أكدت أن أكل الأم ينقل المحبة والخير. وأشارت سرحان إلى أنها حولت اهتمامها من الهندسة إلى مجال الطبخ نظرا لما يحتمله من تجديد وإبداع، مؤكدة أنها تقود طواقم إدارية لتعليم وتطوير الطبخ، مشددة على أن المحافظة على الأكل التراثي يشكل ضرورة مهمة». وتتابع «أثبت علميا أن المشاعر السلبية تنقل عن طريق الأكل، وهكذا فإن الخادمة تزرع غضبها وحقدها فيما تطبخه، وبذلك فإن الخبراء ينصحون بعدم ترك هذه المهمة للخادمة». وحول انتقالها من عالم الهندسة إلى الطبخ، تقول سرحان «عندما انتقلت إلى أستراليا لاستكمال دراستي العليا، لم تكن لي دراية بالمطبخ نهائيا، ونظرا لحاجتي له بدأت أتعلم، فاكتشفت أنه علم وفن، وليس من السهل الإحاطة بكل المطابخ العالمية التي تتنوع في البلد الواحد، ولاحظت تنوعا وغنى كبيرين في أستراليا كما الإمارات التي تحضن مئات الجنسيات والتي جاءت بثقافتها وأفكارها وإبداعاتها وهذا يخلق نوعا من التأثير والتأثر، وأنا كمهندسة بدأت آخذ كل طبخة وأطورها وأعيد بناءها من جديد، مع أنني ضد التجديد في الأكل التراثي الذي يوقظ حواسنا دائما، بحيث نظل نتذكر أكل أمهاتنا، مهما تبنينا الحداثة، ويظل يعيش في ذاكرتنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©