الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعميق الوعي المروري لدى الصغار ضرورة لتفادي الحوادث المميتة

تعميق الوعي المروري لدى الصغار ضرورة لتفادي الحوادث المميتة
18 مايو 2010 20:39
في منزل إحدى الأمهات، من مجلس أمهات مدرسة زبيدة بنت جعفر في منطقة الرفاع بإمارة الفجيرة، اجتمع مجلس الأمهات لمناقشة القضايا المتعلقة بسلامة الأبناء من عمر ست إلى عشر سنوات، وكيفية التعامل مع الشغب، وعدم النظام في الحافلات وعند الصعود والنزول منها، وكانت مناسبة لإجراء تحقيق حول تفكير الأمهات وحرصهن على إجراء الاجتماعات مرتين شهرياً في منزل إحداهن طوال العام الدراسي، ومن أهم ما يحزن الأمهات ويشغل تفكيرهن تلك الحوادث التي تحدث للأبناء قبل صعود الحافلات أو النزول منها أو خلال عبور الطريق، وأحياناً كثيرة تكون الحوادث داخل الحافلات بسبب عدم توافر النظام، وإفراط الصغار في شغبهم. بدأت جلاء أحمد المرشدة الاجتماعية في المدرسة الحديث قائلة: من المهم تنمية الوعي المروري لدى الطفل بصورة منظمة ومدروسة، وهو مطلب ضروري لوقاية الطفل من المخاطر المرورية؛ لأن الطفل الذي يشارك المشاة في الحركة المرورية لا يملك مهارة الناضجين من هذه الناحية ولا المعارف المرتبطة بإرشادات وقواعد المرور، ولا الخبرات الضرورية التي تمكنه من تقرير الأوضاع المرورية، ولا السلوكيات التي تكفل أمنه وسلامته. وأضافت: “للمدرسة دور مهم وفعال في تربية النشء وتعليمه وتثقيفه، وعلى الجانب المروري يتمثل دور المدرسة في غرس آداب المرور في نفوس الطلبة واحترام رجال المرور، كما أن من واجب المدرسة القيام بتثقيف الطلبة مرورياً، وتعليمهم كيفية انتظار الحافلة، وكيفية الصعود والنزول منها بالتنسيق والتعاون مع الشرطة، وعلى المدرسة اختيار الأماكن المناسبة لانتظار الطلبة للحافلات سواء في المناطق السكنية أو قرب المدرسة، وعليها أيضاً مراقبة سلوكيات أبنائها الطلبة من قبل مشرفين ومشرفات، أثناء فترة الانتظار وأثناء الصعود والنزول من الحافلة. تطبيق آمن قامت الأمهات بتطبيق صعود ونزول آمن من الحافلات مع الطلاب والطالبات الصغار من عمر ست إلى عشر سنوات، كما قمن بإرشاد الصغار إلى أماكن وضع الحقائب التي تكون في أحيان كثيرة سبب وقوع الحوادث والإصابات داخل الحافلات، وأيضاً كانت هناك تدريبات عملية لهيئة الانتظار والركوب، ويعد ذلك جزءاً من مساهمة المرأة في نشر الوعي، ولا تغفل المرأة في الفجيرة عن مساهمة وتكاتف أجهزة الشرطة مع الأجهزة التربوية في مجال التربية المرورية. من جهتها، تقول أم عبدالله بن علي الضنحاني، عضو مجلس الأمهات: التربية المرورية أمان للأطفال، وقد بدأت تلك الحوادث المحزنة في التدني نتيجة ما يقوم به مجلس الأمهات من جهود؛ لأن إدارات المرور، وإن سيرت دوريات، أو حتى إن وضعت هيئة المواصلات مشرفين أو مشرفات داخل الحافلات، إلا أن الطلاب أنفسهم، ولقلة الخبرة بسبب أعمارهم الصغيرة يتسببون أحياناً في وقوع بعض الإصابات داخل الحافلات نفسها. تربية متنوعة إلى ذلك، أوضحت شيخة عبدالله عبيد، من مجلس الأمهات، أنَّ هناك دراسات تؤكد أن تحقيق السلوك المروري وغرس الوعي بحركة المرور وآلياتها، واجب ضروري ومهم تقع مسؤوليته في المقام الأول على الأسرة، ثم على عاتق المؤسسة التربوية. والتربية المرورية في مجال رياض الأطفال تربية بصرية وسمعية وحركية واجتماعية، وتنمي المهارات المرورية لدى طفل الروضة ثم طفل المدرسة، وعلى الأمهات تنمية القدرات الذاتية لحواس أبنائهن الحركية والمعرفية والوجدانية، وتعويدهم على التعاطي مع مكونات البيئة كالطرق وإشارات المرور والتوعية بآداب المرور وقواعده ونظمه، وإكسابهم سلوكيات مرغوب فيها مثل الالتزام بطرق المشاة وتفادي طرق المركبات، وآداب الصعود والهبوط من المركبات وتنمية قدرات خاصة بهم، مثل سرعة رد الفعل والتحكم والانتباه وكيفية تفادي الأخطار وتقدير المواقف، بالإضافة إلى العناية بمناقشة القضايا المرورية بأسلوب مبسط، ووضع التلاميذ مباشرة في مواقف مرورية صعبة ومعقدة تتطلب حسن التصرف وسرعة البديهة، لتحليل هذه المواقف وإيجاد الحلول لها. لذلك قامت الأمهات من خلال هذا المجلس بإجراء التدريبات العملية للطلاب والطالبات الصغار كي يستوعبوا ما يراد منهم لحماية أنفسهم ولحماية من معهم؛ لأن الشغب في الحافلات أحياناً يؤدي لحوادث أيضاً تعادل خطر النزول غير الآمن من الحافلات، إلى جانب ذلك تم التنبيه على كل سائق مدخن أن لا يدخن في الحافلة، وإن لم يكن فيها أحد من الأطفال؛ لأن رائحة الدخان تعلق في المكان وتلتصق بالصغار بعد ركوبهم الحافلات. محاذير الفوضى مريم محمد عبيد من مجلس أمهات مدرسة زبيدة، قالت: هناك فوضى تعم المكان أيضاً عند توقف الحافلات قرب المدارس، بسبب تسرع بعض أولياء الأمور فيتسبب في عرقلة السير، ولذلك مطلوب وضع دراسة هندسية لكل مواقف المدارس ضمن الخطط عند التأسيس أو حتى بعد عدة سنوات من قيام المدرسة، وذلك من أجل أن يدخل الجميع من مدخل ويخرجون من منفذ آخر، ويعتقد مجلس الأمهات أن ذلك سيكون رادعاً لمن لا يلتزم بالنظام، ويعتقد أنه الوحيد المشغول، ولذلك هو دائماً على عجلة ويرغب في الدخول والخروج بأبنائه قبل الواقفون في الانتظار بنظام. تكثر هذه الظاهرة في ساعات الذروة الصباحية وفي فترة الظهيرة، أي عند بدء وانتهاء ساعات الدوام الرسمي، حيث يتزامن انتقال الموظفين والطلبة في وقت واحد مما تنتج عنه زيادة ملحوظة، وكم هائل من المركبات في الطرق خلال تلك الفترتين، وتدارك الوقت بالاستعجال بالنسبة للبعض يجعلهم يتجاوزون السرعة في الطرق والأماكن القريبة من المدارس، إلى جانب اختلاط الحافلات المدرسية بالمركبات الخاصة بأولياء الأمور، وتكدسها في أماكن معينة وبالذات عند البوابات، أو وقوفها بوضعية غير منتظمة عند المرافق المدرسية خاصة في أوقات الدخول إلى المدرسة أو الخروج منها، قد يتسبب هذا الوضع المزدحم في تعريض الطلبة لبعض المخاطر المرورية واحتمالات الدهس، وبالذات الطلبة المسجلين حديثاً في المدارس من منطلق قلة إدراكهم، وعدم تأقلمهم مع البيئة المدرسية الجديدة عليهم. دور للبيت وتقول “أم عدنان” علي: رغم أن الطفل يتسم بالنشاط والحركة، إلا أنه يفتقر إلى ما تتطلبه التربية المرورية من توافق القدرة العضلية والعصبية والقدرة على سرعة رد الفعل الحركي والسلوك الحركي السليم، كما أن حجم الطفل المفرط في البدانة أو الذي تنقصه الكفاءة البدنية أو الصحية أو الحركية، قد يؤثر على الناحية الانفعالية التي قد تؤثر بدورها على ثقته بنفسه، وعلى رد فعله في المواقف المرورية فيتعرض للخطر. لذلك يعتبر دور البيت وأولياء الأمور الدور الأكبر في النصح والإرشاد بحكم قربهم من أبنائهم، ومن هذا المنطلق يجب عليهم إرشادهم إلى كيفية عبور الطريق والالتزام بالقواعد المرورية، وعليهم تبصير أبنائهم بمخاطر الطريق بالعمل على شرحها لهم مع إيضاح مخاطر اللعب أو الجري على الطرق، وحتى استخدام الدراجات الهوائية التي لا تتوافر فيها اشتراطات السلامة، وغير ذلك من السلوكيات السلبية سعياً لتجنبها. أيضاً يجب على أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم إلى المدارس تقديم موعد التحرك من المنزل بوقتٍ كافٍ، تجنباً لتجاوز السرعة والتسبب في مضايقة الآخرين وإرباك الحركة المرورية بالسرعة فوق الحد المقرر لها، ونصحتهم بعدم إنزال أبنائهم على حافة الطرق، أو بعيداً عن مدارسهم حرصاً على سلامتهم. السير بمحاذاة المدارس أما شهناز عويس، الممرضة الخاصة بالمدرسة، وهي أم لأطفال يتعلمون في مدارس أخرى فقد تحدثت عن قائدي المركبات، وما يجب عليهم أثناء مرورهم بالقرب من المدارس، وهو أخذ الحيطة والحذر عند قيادة مركباتهم خاصة عند الاقتراب من المدارس وأماكن تجمعات الطلبة، وكذلك عند مشاهدتهم لحافلة أخرى متوقفة قرب الشارع سواء لنقل أو لإنزال الطلبة، وأيضاً المطلوب منهم التخفيف من سرعتهم والاستعداد للتوقف التام فور حدوث أي طارئ، وعلى قائدي الحافلات التقيد بالأنظمة والقوانين المرورية، والانتباه أثناء القيادة وعدم السرعة الزائدة. أشارت شهناز أيضاً إلى قضية أخرى وهي تجمهر الطلبة بالقرب من الشوارع لانتظار الحافلات التي تقلهم من وإلى المدارس، واعتبرتها قضية مرورية خطيرة ربما تسبب كارثة، ولهذه الظاهرة سلبيات كثيرة على السلامة المرورية وتعرض سلامة الطلبة للخطر، خصوصاً إذا ما طالت فترة الانتظار؛ لأن بعض الطلبة يقومون باللعب والجري في الشوارع، ويعتبر تدافع الطلبة أثناء الصعود والنزول من الحافلات سبباً في كثير من الأحيان إلى سقوط الطلبة خاصة الصغار منهم، ويتعرضون للإصابات التي ربما قد تؤدي إلى مخاطر صحية وعاهات مزمنة، بالإضافة إلى قيام بعض الطلبة بالصعود والنزول من الحافلة قبل التوقف التام للحافلة، وهذا بدوره يعرض سلامة الطلبة للخطر.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©