«كركر» بجعة أقعدتها «رصاصة» عن مواصلة رحلتها إلى الدفء

كثيرة هي الحوادث التي تصاب بها الطيور والحيوانات غير الأليفة في لبنان، عندما تقع في كمائن محبي صيد الطيور خاصة في مواسم هجرة الطيور، بالرغم من القرارات الرسمية التي تمنع الصيد تحت طائلة السجن والغرامات المالية والعقوبات الشديدة. وشاء القدر أن تطير بجعة في سماء لبنان، وتحديداً فوق الساحل اللبناني في موسم الهجرة ضمن سرب كبير، إلا أن حظها كان سيئاً للغاية؛ لأنها أصيبت بطلقة بندقية طائشة من صياد لم يعبأ بالقوانين المانعة لصيد الطيور المهاجرة، خصوصاً أن لحم البجع لا يصلح للأكل. وأصابت الطلقة النارية أحد جناحي البجعة فأعطبته، مما أدى إلى وقوعها وظلت تمشي جارة جناحها المصاب إلى أن أمسك بها حسن بشير الذي سارع إلى مداواتها من إصابتها على أمل أن تعاود الطيران إلى حيث كانت تنوي برفقة السرب قبل إصابتها. إلا أن الإصابة كانت بالغة إلى حد بتر الجناح خصوصاً أن شفاء الجناح تطلب إجراء عملية جراحية دقيقة مكلفة لم يستطع بشير عليها فاكتفى بعلاجها وإبعاد شبح الموت عنها لتصبح حيوانه الأليف المدلل. يقول بشير إنه أسمى البجعة «كركر»، وهي تبلغ من العمر خمس سنوات، ووزنها 20 كيلوجراماً، لافتاً إلى أنها تنام في مسمكة يملكها. وعن علاقته بها، يوضح أنها أصبحت جزءاً من حياته ويومياته؛ لأنه تعود عليها، وأصبح لها أصدقاء يزورونها خصوصاً الأطفال، الذين يأتون باستمرار للتفرج عليها، وأخذ الصور التذكارية لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع ومناسبات الأعياد. ويضيف بشير أنه يطعم «كركر» ثلاث وجبات من السمك يومياً، لا تقل الواحدة منها عن 3 كجم سمك، مشيراً إلى اطلع على حياة البجع والعادات التي تمارسها حتى يعرف كيف يتعامل معها. ولي س بشير وحده من يرعى «كركر»، إذ يهتم ولده حسن بها أيضاً. ويقول إن «كركر» ممتنة لتلك الرعاية، فهي ترد الجميل وتعير عن امتنانها من خلال الدفاع عنه أمام أي شخص تراه يصرخ عليه، فتهاجمه بشراسة ظانة أنه في خطر، وهذا الأمر، بحسبه، يدل على الوفاء لمن اهتم بها وساعدها في محنتها. البجع طائر مائي ضخم البجعة (Pelican)، وفق معلومات منشورة على الشبكة العنكبوتية، هي طائر مائي ضخم له منقار طويل مستقيم، يحوي جزؤه الأسفل جراباً من غشاءٍ جلدي ذي مرونة مطاطية، يستعمله لاصطياد السَّمك، غذائه الرئيس. وللبجعة نسيج جلدي بين مخالبها. وهي ذات قدرة فائقة على السباحة والطيَّران، لكنها تفقد رشاقتها إذا سارت على اليابسة. وتبني البجعات أعشاشها في جماعات. ومنها ما يتخذ فروع الأشجار لتعشش فوقها كالأنواع البُنِّية، والأنواع زهريَّة الظَّهر والأنواع منقطة المناقير والتي تعتمد على الأغصان والمواد النباتية الأخرى. ويتخذ البجع الأبيض من الحفر الصغيرة على الأرض مكاناً لأعشاشه، لا سيما في الجزر. وتبيض الإناث من بيضة واحدة إلى أربع بيضاتٍ ذات لونٍ جيريٍّ أبيض، يتم فقسه في مدة شهر تقريباً. وتخرج صغارها من البيض بلا ريش. وتقوم الطيور الكبيرة بإرجاع الطعام الذي تم هضمه جزئياً من جوفها إلى تجويف منقارها الأسفل، فتُدخل الأفراخ رؤوسها لتتغذى من داخل المنقار. والبجع طيور شديدة الحساسيَّة لما يحيط بها من أخطارٍ وقد أخذت أعدادها تتناقص من جراء ما يصيب مصادر طعامها من تلوث، وما يلحق أعشاشها من تدمير. ويُعزى القصور الذي أصاب تفريخ الأنواع الأميركية البيضاء، والأخرى البنية، إلى التلوث الناتج عن مادة الـ «د. د. ت». الكيميائية. وأكثر الأنواع تضرّراً نوعان: البجع الدلماسي، الذي ينتشر في أوروبا وآسيا، والبجع ذو المنقار المنقَّط، الذي ينتشر في الهند وسريلانكا.