الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجو جيتسو صناعة بطل وثقافة وطن

الجو جيتسو صناعة بطل وثقافة وطن
17 ابريل 2018 21:54
تحقيق: أمين الدوبلي وسط تجارب لم يكتب لها النجاح، ومشروعات تتوقف قبل أن تبدأ، وأحلام تموت في منتصف الطريق، ومحاولات لا تعرف إلا البقاء في الظل، وسط كل هذه الأجواء التي تعبئ سماء الرياضة العربية بالإحباط من وقت لآخر، تشرق شمس الجو جيتسو لتضع الرياضة العربية فوق أول سطور العلم والدراسة والتخطيط والاحتراف. الجو جيتسو ليست مجرد لعبة نحتفل بأبطالها ولا إنجازاتها وانتشارها وشعبيتها، ولكنها مشروع وطن وثقافة أجيال وصناعة مستقبل. نعم هنا يصنع الأبطال وهنا ترى ملامح الغد وهنا المدارس تغرس الأمل .. وهنا لا شيء للصدفة فالرؤية واضحة.. وأيضاً النتائج سريعة. وهنا نحن على القمة لدينا مشروع لم يسبقنا أحد فيه، طريق لم يسر عليه أحد من قبل، ولأول مرة في رياضتنا العربية ننظر للعالم من القمة، إنها تجربة استثنائية أذهلت العالم، وتستحق أن نتوقف أمام تفاصيلها؛ لأنها دعوة إلى التميز والإبداع.. وشمعه في نهاية النفق.. وأمل متجدد يقهر النهايات ويهزم التحديات.. ويدحر المعوقات.. ويقدم للعالم بأسره تجربة رياضية ثقافية صحية إنسانية أخلاقية وطنية في آنٍ واحد.. هي الأولى من نوعها في العالم التي وصلت إلى قمة المشهد الرياضي العالمي في أقل من 10 سنوات.. ولم تكتفِ بذلك.. بل أبهرت كل منافسيها، الذين اعترفوا لها بالريادة، وصاروا خلفها لتضيء أمامهم طريق النجاح. التجربة هي رياضة الجو جيتسو أو«فن الترويض»، كما اصطلح عليه مؤسسوه.. ربما كان الكثيرون لا يعرفون كيف نطق هذه الكلمة قبل سنوات عدة.. ولكنها الآن في معناها ومضمونها أصبحت ثقافة مجتمع.. أصبحت أكثر الرياضات نمواً في العالم، حيث إن من 43 اتحاداً وطنياً قبل 6 سنوات إلى 140 اتحاداً اليوم، ومن 20 ألف ممارس في الإمارات قبل 7 سنوات إلى 120 ألف لاعب ولاعبة الآن.. ومن تمثيل مشرف لأبطالنا قبل 10 سنوات إلى صدارة العالم في الناشئين والشباب في مارس 2018.. ومن حلم راوده الشك في وضع قدم على قمة الهرم الرياضي العالمي إلى حقيقة ساطعة تجعل من أبوظبي عاصمة الجو جيتسو العالمي، ومقراً للاتحاد الدولي بإجماع المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي.. من أوهام الهواية التي عاشت فيها رياضتنا طويلاً إلى برنامج لصناعة الأبطال يضعهم على طريق العالمية.. هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط يكتشف الموهبة ويرعاها رياضياً وتعليمياً وصحياً، ويوفر لها الدخل المالي الشهري الوفير. وأمام برنامج متكامل بهذه المواصفات، فتحت المناهج الدراسية أبوابها لرياضة الجو جيتسو بمعايير احترافية، وتخصص لها حصتان أسبوعياً، بدأ بـ 7 آلاف طالب وطالبة في 2008، وبلغ عدد المستفيدين منه حالياً 70 ألفاً تقريباً، من بطولة وحيدة بدأت عام 2008 تلقي الضوء على هذه الرياضة في الإمارات شارك فيها 270 لاعباً ولاعبة من 20 دولة إلى مونديال عالمي اليوم يشارك فيه 9000 لاعب ولاعبة من أكثر من 100 دولة حول العالم، ومن منافسة واحدة تنظمها أبوظبي في عام 2008 إلى 85 بطولة للمحترفين في كل دول العالم ينظمها أبناء الإمارات حول العالم بأعلى معايير الجودة والكفاءة. النجاح في مشروع الجو جيتسو له وجوه كثيرة.. ولا تقتصر مكاسبه على إنجازاته الآسيوية والعالمية... ولكن قيمتها الحقيقية تكمن في دروسها التي تحدت المعطيات، ولم تعترف بالمستحيل.. من فوق قمة الهرم العالمي «لأول مرة» في رياضتنا العربية، ومن خلال تجربة استثنائية لم تتوافر للكثيرين، سوف نكشف عن إكسير النجاح.. وثاني أكسيد التميز.. وأكسجين الإبداع بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو التي كانت نقطة البداية. وبعد اعتماد رياضة الجو جيتسو في المدارس، بدأ المشروع بـ 12 مدرسة للبنين ومدرستين فقط للبنات، وفي العام الأول تعرف 6 آلاف طالب وألف طالبة على الرياضة الجديدة من خلال 14 مدرباً برازيلياً محترفاً تم استقدامهم لتطوير مستوى الطلبة فيناً، وتعليمهم فنون القتال والقوة وآليات الصبر والتحمل، ودروس احترام المنافس وتحدي الصعاب، وقيم الانضباط والتحمل والعمل في فريق.. وكيفية التركيز واتخاذ القرار المناسب في الوقت السليم، كل هذه القيم تجمعها الجو جيتسو التي بدأت تنعكس على سلوكيات الطلبة، وتزيد من التزامهم، وتعزز قدراتهم ذهنياً وبدنياً ومع العامين الثاني والثالث 2009 - 2010 و2010 - 2011 وتفعيلاً للبرنامج، ارتفع عدد المدارس داخل أبوظبي إلى 35 مدرسة للبنين و7 مدارس للبنات، وتضاعف العدد إلى 16 ألف طالب و4 آلاف طالبة، وزاد عدد المدربين والمدربات إلى 57 مدرباً ومدربة. وفي العام الرابع للمشروع 2011 - 2012، زادت مدارس البنين لتبلغ 37 مدرسة للبنين في أبوظبي وفقاً لأرقام مجلس أبوظبي للتعليم حينها، و10 مدارس للبنات، وبلغ عدد الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي 17 ألف طالب، و5 آلاف طالبة، وزاد عدد المدربين المستقدمين للمشروع إلى 65 مدرباً ومدربة، تم اختيارهم بعناية، وإخضاعهم لبرنامج تقييم شهري لقياس مردود عطائهم على الأطفال، من خلال البطولات المدرسية والمحلية. وشهد المشروع عام 2012 - 2013 قفزة نوعية كبيرة، حيث زاد عدد المدارس التي دخلتها رياضة الجو جيتسو إلى 50 مدرسة للبنين و10 مدارس للبنات، و22 ألف لاعب و6 آلاف لاعبة، وتضاعف عدد المدربين إلى 150 مدرباً ومدربة للعمل على رفع كفاءة المواهب وتأهيلهم للمشاركة في البطولات المحلية التي بدأ يتسع نطاقها، وفي هذا العام ظهرت الكثير من الكفاءات والمواهب منهم خليفة حميد الكعبي وخليفة البلوشي وحمد نواد وخالد إسكندر، وحميد ياسر الكعبي، وعمر الفضلي وكلهم من أبطال العالم حالياً. وفي 2013 - 2014 زاد عدد المدارس في أبوظبي إلى 54 مدرسة للبنين، وتحققت قفزة هائلة في عدد مدارس البنات، حيث بلغ 21 مدرسة في أبوظبي والعين والظفرة وبني ياس، ليصل عدد ممارسي الجو جيتسو من البنين في المدارس إلى 25 ألف طالب، والبنات 9 آلاف طالبة، وهنا ظهرت موهبة وديمة اليافعي صاحبة أول ميدالية آسيوية في تاريخ الإمارات بالألعاب القتالية، بالإضافة إلى البطلات بشاير المطروشي وشما الكلباني ومهرة الهنائي صاحبات الإنجازات في بطولة العالم للناشئين والشباب.. وشارك 48 من أبناء وبنات الإمارات من طلبة المدارس لأول مرة في بطولة أميركا الوطنية للناشئين عام 2014، وكانت تلك هي المفاجأة الأولى لهذا الجيل الذي عاد بـ 45 ميدالية ملونة. وفي عامي 2015 - 2016، وضع الاتحاد استراتيجيته الهادفة للوصول إلى 100 ألف ممارس وممارسة للرياضة بحلول 2020، وفي هذا العام واصل البرنامج المدرسي تطوره، فبلغ عدد مدارس البنين 60 مدرسة، وواصل عدد مدارس البنات طفرته إلى 40 مدرسة، وأصبح عدد اللاعبين واللاعبات الممارسين للعبة في المدارس 52 ألف لاعب ولاعبة، وزاد عدد المدربين في المدارس إلى 2011 مدرباً ومدربة، وتم التوسع في الحصص التدريبية الإضافية لما بعد اليوم الدراسي، ليستفيد منها 2300 طالب، و1700 طالبة لتجهيز اللاعبين واللاعبات للمشاركات الدولية والعالمية والآسيوية، حيث كان قد بدأ قطار تمثيل الدولة في التحديات العالمية باليونان ومدريد، وغيرهما على مستوى الناشئين والشباب. وفي عامي 2016 - 2017، واصل المؤشر في الصعود لعدد المدارس، واعتمدت وزارة التربية والتعليم خطة لإدراج الجو جيتسو في عدد من مدارس الدولة في مختلف الإمارات، ليرتفع عدد المدارس إلى 64 مدرسة للبنين ومثلها للبنات، وعدد الممارسين في البرنامج إلى 66 ألف لاعب ولاعبة. وفي عامي 2017 - 2018 بلغ العدد 68931 لاعباً ولاعبة مع دخول اللعبة لعدد من المدارس الخاصة وتضاعف عدد المدربين العاملين في هذا المشروع ليقترب من 264 مدرباً ومدربة بحزام أسود. وبعيداً عن أرقام الطلاب والطالبات المستفيدين من البرنامج المدرسي الذي يمثل قطاع الممارسة، فقد أبدع الاتحاد برئاسة عبدالمنعم الهاشمي في تنظيم البطولات المحلية والخارجية، وتم رصد مؤشر الزيادة في عدد المشاركين في تلك البطولات، حيث شارك في بطولات المدارس 1600 لاعب ولاعبة عام 2012، و600 لاعب ولاعبة في بطولات الاتحاد، وفي عام 2013 شارك 1800 لاعب ولاعبة بشكل رسمي في البطولات المدرسية، و2200 في بطولات الاتحاد التي زادت، واتسعت رقعتها بشكل لافت، وفي عام 2014 شارك في البطولات المدرسية 1950 طالباً وطالبة، وفي بطولات الاتحاد 5400 طالب وطالبة، وفي عام 2015 شارك 2300 لاعب ولاعبة في البطولات المدرسية، و8500 في بطولات الاتحاد، وفي عام 2016 شارك 2800 لاعب ولاعبة في البطولات المدرسية، و11300 لاعب ولاعبة في بطولات الاتحاد، وفي عام 2017 بلغ عدد الطلبة والطالبات التابعين للبرنامج المدرسي المشاركين في البطولة المدرسية 3200 لاعب ولاعبة، وفي بطولات الاتحاد 12500 لاعب ولاعبة، وفقاً لتقديرات وأرقام شركة بالمز الرياضية الذراع الفنية للاتحاد. بانايوتوس: أفضل برنامج في العالم لنشر وتطوير الرياضة قبل برنامج الجو جيتسو المدرسي الذي انطلق في أبوظبي عام 2008.. لم تسجل الوثائق أية تجربة عربية أو شرق أوسطية جادة لإدراج الرياضة في المناهج الدراسية، وتخصيص حصص أسبوعية لتعليمها ورعايتها بشكل احترافي، ومن هنا تكمن قيمة النجاح في البرنامج الذي بدأ بالفكرة، واستفاد من العلم، ووجد الآليات المناسبة والدقيقة لتطبيقها.. فالمدربون في المدارس تم اختيارهم على أعلى مستوى من الكفاءة، كلهم حزام أسود (أعلى درجة في معايير الجودة والكفاءة بالنسبة لرياضة الجو جيتسو).. ومع اختيارهم تم وضع برنامج لتقييم أدائهم بشكل مستمر في كل الجوانب التربوية والأخلاقية والرياضية والسلوكية والعلمية، ويتم قياس أدائهم مع اللاعبين واللاعبات بشكل شهري، ولا يجب هنا أن ننسى دور دائرة التعليم والمعرفة (مجلس أبوظبي للتعليم سابقا) في تبني هذا البرنامج، وإتاحة الفرصة بالكامل أمام المدربين والاتحاد لإنجاح الفكرة، والمساهمة في توفير المنشآت ومراكز التدريب داخل المدارس لإنجاحها، وإقامة البطولات المدرسية التي توفر فرص الاحتكاك القوية بين اللاعبين واللاعبات وتوفر لهم الدافع. برنامج الجو جيتسو المدرسي اختير من قبل الاتحاد الدولي للجو جيتسو أفضل برنامج في العالم لنشر وتطوير اللعبة، وقد أكد في هذا السياق اليوناني بانايوتوس ثودوريس رئيس الاتحاد الدولي أن هذا البرنامج هو الأول من نوعه في العالم لإدخال اللعبة في المدارس، وإيجاد أكبر قاعدة ممارسة في أقل مرحلة زمنية. وقال: عبقرية البرنامج لم تتوقف على الفكرة، ولكنها تشمل أيضا آليات تنفيذها، وفي ظني أنه لا يوجد برنامج في العالم بأي رياضة قتالية ساهم في نشر اللعبة مثل هذا البرنامج، لقد أصبح نموذجا يحتذى به في كل دول العالم، وبرغم انه النموذج إلا أنه لم يجرؤ أحد على استنساخه أو تطبيقه، لسبب واحد، وهو اقتناع الحكومة بأهميته، وتجاوب مسؤولي الدولة من أعلى الهرم بجدواه، وتبنيهم لمخرجاته، وإذا كنا نشيد هنا بالفكرة فلابد أن نرفع القبعة لمن أعطاها قبلة الحياة، وتبناها بدعمه ورعايته، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأن كل الرياضات لديها الأفكار ولكنها لا تجد الدعم الحكومي الكافي، ومن خلال تجربتي في أبوظبي ترسخت لدي قناعة بأن الفارق بين الحلم والحقيقة لحظات في أرض الفرص، وقلعة الإبداع. وتابع: أعمل في نطاق رياضة الجو جيتسو منذ عشرات السنين، ولم أجد يوما منهجا تطبيقيا للرياضة يعلي من قيمتها مثلما وجدت في برنامج الجو جيتسو، لأنه لم يعد رياضة فقط، لكنه أصبح ثقافة مجتمع، فليس من السهل أن تنشر رياضة قتالية في أي مجتمع وتصل لرقم 120 ألف لاعب ولاعبة في دولة تعدادها صغير مثل الإمارات، وفي ظني أنه إعجاز، وليس من السهل أن تقنع أولياء الأمور بأن هذه الرياضة لها مردودها الإيجابي على الأبناء في شخصيتهم وتوازنهم النفسي، وليس من السهل أن تعلم الصغير في مرحلة التكوين أن يوازن وقته بين التعليم والرياضة، ولكن كل هذه المخرجات كانت نتائج مباشرة في البرنامج المدرسي في الإمارات. فيرناندز: مواقف لن أنساها في مسيرتي قال البرازيلي ويزلي فيرناندز، عملاق الجو جيتسو وبطل البرازيل في الحزام الأسود سابقاً، والمدرب الذي تم استقدامه للعمل في برنامج الجو جيتسو المدرسي عام 2009، إنه يشعر بالحنين تجاه تجربة الإمارات مع رياضة الجو جيتسو، لأنه عاصر الفكرة ومراحل تحولها إلى واقع يدهش العالم، مشيراً إلى أنه لن ينسى اليوم الذي شهد أول حصة جو جيتسو في المدرسة، ويقول ويزلي: «تم تعييني مدرباً في مدرسة السمالية، وعندما دخلت الفصل عام 2009 كان عدد الطلبة في الفصل 35 طالباً، وكان معي 35 «كيمونو» بدلة التدريب والمشاركات في البطولات، وفي بداية الحصة حاولت إقناع الطلبة بتغيير ملابسهم وارتداء الكيمونو، ولكني وجدت صعوبة بالغة في ذلك، واستمر الحوار بيني وبين الطلبة في صالة التدريب 30 دقيقة، حتى نجحت في إقناع طالبين فقط، بارتداء الزي والنزول لتعليمهما كيف يمارسان اللعبة، وبالفعل قمت بتعليم الطالبين بعض الدروس في أساسيات اللعبة، ورغم أن المدة التي كانت متبقية فقط 10 دقائق، إلا أنهما أحبا اللعبة، وفي الحصة التالية كان كل الطلبة في الفصل يبادرون لارتداء الكيمونو ويشاركون في الحصة التدريبية بهمة ونشاط، وكان هذا هو أول نجاح حققته، وترتب عليه نجاحات أخرى كبيرة». يقول ويزلي فيرناندز: «في بداية المشروع كان من الصعب أن نقنع الطلبة وأولياء الأمور، ولكن المشهد تغير تماماً حالياً، ويحسب للتجربة ونجاحها أن أولياء الأمور أصبحوا الآن هم من يأتون بأبنائهم ويطلبون تعليمهم الجو جيتسو لإيمانهم بالفكرة والرسالة والهدف، ولن أنسى هنا موقف للاعب خليفة حميد الكعبي في بدايته الأولى لرياضة الجو جيتسو، خليفة كان صغيراً جداً (9 سنوات) تقريباً، وعندما جاء يتدرب جو جيتسو كان هناك بعض التحفظ في أسرته، وحينما وضعنا برنامجاً للتدريب بعد اليوم الدراسي، كان خليفة من ضمن اختياراتنا للمشاركة في هذا البرنامج لما يملكه من مواهب، ولكن وقت التدريب تضارب مع نفس توقيت برنامجه لتعلم اللغة الإنجليزية، وفي البداية تحفظت أسرة خليفة على حضوره، ولكنني عندما تحدثت معهم، اقتنعوا بقيمة الرياضة، وقاموا بتغيير توقيت تعلم اللغة، وانضم خليفة، وأصبحت أسرته بعد ذلك أكبر داعم له في مسيرته، وهو الآن بطل للعالم ونموذج مثالي لمخرجات برنامج الجو جيتسو المدرسي، لأنه يتفوق على أبطال لاعبي أكبر الأكاديميات العالمية مثل أكاديمية أتوس وأكاديمية جراي». ناتالينو: حصلنا على الموافقة على تنفيذه بـ 4 مدارس في برازيليا قال البرازيلي ناتالينو صاحب الحزام الأسود ورئيس منطقة برازيليا للجو جيتسو، إن «فن الترويض» في البرازيل منذ أكثر من 100 عام، وإن الحلم الذي راوده منذ صغره، ويراود كل الأجيال في البرازيل هو إدخال اللعبة في المدارس، مشيراً إلى أن البرازيل التي تملك أكثر من 20 ألف أكاديمية لتعليم وتدريب الجو جيتسو، وأكثر من مليوني لاعب ولاعبة، من بينهم ما يزيد على 14 ألف لاعب ولاعبة بحزام أسود، إلا أنهم لا يملكون البرنامج الذي يضاهي البرنامج المدرسي في الإمارات. وأضاف: منذ أكثر من 100 عام ونحن نحلم باعتماد الجو جيتسو في المدارس بالبرازيل التي أسست اللعبة كرياضة، ووضعت لوائحها، ولكننا لم نجد التطبيق إلا في الإمارات، نحن سعداء بالنموذج الذي قدمته الإمارات لكل العالم، ونحاول بكل ما نملك استنساخه لدينا، لقد عقدت اجتماعات عدة مع حاكم برازيليا ووزير التربية والتعليم، وعرضت عليهما الفكرة، وقدمت لهم تجربة الإمارات في نشر اللعبة كنموذج، فكانت أكبر عامل مساعد لي لإقناعهم، ولأول مرة سوف نطبق هذا البرنامج في 4 مدارس العام المقبل. وتابع: ربما نملك في البرازيل أهم الأكاديميات وأكثر عدد من اللاعبين في العالم، ولكننا لا نملك البرنامج الذي يضمن لنا انتقاء اللاعبين من 4 سنوات مثلما هو الحال في تجربة أبوظبي، ولا نملك الأسلوب العلمي لإدارة المشروع مثلما يفعل الاتحاد في الإمارات وشركة بالمز، ولا نملك الفكرة التي تجعل من الرياضة قيماً وأخلاقاً وسلوكاً وثقافة مثلما هو المفهوم السائد في الإمارات، وكل طموحي أن انفذ هذا المشروع في برازيليا ليكون نواة لانتشاره في البرازيل كلها. بيرك: أبوظبي غيّرت خارطة العالم أوضح روبيرت بيرك، رئيس الاتحاد الأوروبي للجو جيتسو، أنه ربما تكون أوروبا والبرازيل قد سبقتا أبوظبي في ممارسة تلك الرياضة بعشرات السنين، ولكن الواقع يؤكد أن أبوظبي، وخلال 10 سنوات فقط من التخطيط والعمل الجاد والتميز، نجحت في فرض واقع جديد على هذه الرياضة في العالم، حيث لديها أفضل برامج للكشف عن المواهب، وصقلها، وصناعة الأبطال، وأقوى بطولات في العالم، ويجب أن نعترف بأن أبوظبي نجحت في تغيير الخارطة العالمية في اللعبة في الإدارة والإنجازات، وأكبر دليل على ذلك هو ما حققه أبناء الإمارات في بطولة العالم الأخيرة للناشئين والشباب. وأضاف: «في سلوفينيا لدينا قاعدة مميزة من اللاعبين واللاعبات، لكننا نهتم بالكيف ونركز عليه أكثر من الكم، ليس في الجو جيتسو فحسب، ولكن في كل الرياضات القتالية، ونبذل أقصى جهد في انتقاء المواهب، ونرعاها بشكل جيد وفق المعدلات العالمية، وتحكمنا في ذلك الأرقام الدولية، ورغم ضعف الكثافة السكانية، حيث إن التعداد لا يتجاوز مليوني نسمة، لدينا أبطال أولمبيون في الكثير من الألعاب القتالية، ونتمنى أن تنضم اللعبة إلى الأولمبياد حتى يكون لدينا أبطال أولمبيون في هذه الرياضة، ونحن على ثقة بأنه من خلال تضافر جهود الاتحادين الإماراتي والدولي، يمكننا أن نحقق هذا الحلم الكبير»، مشيراً إلى أن البرنامج المدرسي في الإمارات هو القاطرة التي جرت وراءها كل الإنجازات. وتابع: «الجو جيتسو نجحت في تقديم تجربة استثنائية غير مسبوقة، إنها تقدم نموذجاً استثنائياً في جودة البرامج التنظيمية والتحكيمية والترويجية للعبة حول العالم، وكانت بحاجة إلى مثل هذا النموذج كي تنمو وتزدهر». نوفين: تجربة ملهمة ونجاح متوقع أكد نوفين برواج، رئيس اتحاد موريشيس رئيس الاتحاد الأفريقي للجو جيتسو، أن النجاح الذي حققته أبوظبي مع اللعبة كان متوقعاً، لأنه يقوم على أساس علمي مدروس، يبدأ الهرم من قاعدته الصحيحة، وهو المدرسة، مشيراً إلى أن تجربة البرنامج المدرسي في الإمارات ملهمة لكل من يملك الإرادة في تطوير أي رياضة قتالية. وقال: «نشارك في الكثير من البطولات منذ أكثر من 3 سنوات، ولدينا الآن 800 لاعب مسجلين في الاتحاد المحلي، مشيراً إلى أن مستقبل الجو جيتسو في أفريقيا واعد، ويدعو للتفاؤل لأن اللاعبين لديهم خصائص بدنية مميزة، تضاعف من فرصهم في تطوير مستواهم سريعاً، بما يزيد من فرص صناعة أبطال كبار، ولكن المشكلة التي تواجهنا هي نقص غياب الرؤية عن تبني برامج مثل الجوجيتسو المدرسي، ونقص البنية التحتية، وكذلك نقص الكوادر المؤهلة من الحكام والمدربين، ونأمل في تفعيل التعاون مع أبوظبي، ونثق في أنها قادرة على تقديم الكثير من الدعم لنا لتطوير رياضتنا». الخبرة..الحافز.. التحدي.. الإنجاز بلا بطولات لا يمكن قياس معدلات تطور أي مشروع، ومع بداية برنامج الجو جيتسو في أبوظبي بدأت البطولات بين المدارس وخارجها، بطولات ينظمها الاتحاد بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة، ومع تصاعد معدلات ممارسة اللاعبة من عام لآخر كانت تتصاعد البطولات التي يشارك فيها اللاعبون لاكتساب الخبرة اللازمة، وخلق الحافز، وتجديد التحدي، وقد رصدنا عدد البطولات التي استفاد منها لاعبو ولاعبات برنامج الجو جيتسو المدرسي اعتباراً من عام 2012 حتى الآن، فوجدنا أنه أقيمت 47 بطولة داخلية في المدارس في هذا العام، و6 بطولات على مستوى المناطق التعليمية، وبطولتان وطنيتان شارك فيها أبناء الجو جيتسو المدرسي، وبطولتان نظمهما الاتحاد لطلبة المدارس بإجمالي 57 بطولة في عام 2012، و73 بطولة عام 2012، و89 بطولة عام 2013، و115 بطولة عام 2014، و149 بطولة عام 2015، و147 بطولة عام 2016، و147 بطولة عام 2017 بإجمالي 770 بطولة في 5 سنوات، وكانت تلك البطولات جميعها وراء تأهيل وصقل الأبطال لتربعهم على عرش العالم في بطولة الأشبال بمونتينيجرو صيف 2017، وبطولة العالم للناشئين والشباب في أبوظبي مارس 2018.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©