الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة تؤكد انخفاض أداء السائقين بسبب الموجات الصوتية للهواتف المحمولة

دراسة تؤكد انخفاض أداء السائقين بسبب الموجات الصوتية للهواتف المحمولة
6 سبتمبر 2009 02:29
خلصت دراسة إلى أن تأثير استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة لا يقتصر على انشغال اليد والسمع والبصر، بل يتعداه إلى انخفاض مستوى أداء السائق بسبب طبيعة الموجات الصوتية الصادرة عن جهاز الهاتف. وأفادت الدراسة، التي أعدها الأستاذ الدكتور طه أمير أستاذ علم النفس التجريبي في قسم علم النفس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، بأن الموجات الصوتية الضيقة تنقل بالضرورة أصواتاً ناقصة وتكّون كلمات ملتبسة يستدعى التعرف عليها وفهمها استنفاداً أكبر لموارد الانتباه على حساب ما تحتاجه القيادة السليمة من انتباه. وبينّت الدراسة أن الانتباه الموجه لعمليات قيادة السيارة يقل أثناء استخدام الهاتف ويتلخص ذلك في عدم الاستجابة للمتغيرات في بيئة الطريق كان ينبغي الاستجابة لها مع ما لهذا العامل من دور مهم في التسبب في الحوادث المرورية. كما أثبتت نتائج البحث أيضاً أن المكالمة المكثفة تؤدي أيضاً إلى انخفاض الأداء في أي مهمة معرفية حركية كأن تكون قيادة السيارة أو غيرها، كما أن منع استخدام الهاتف الذي يُحمل باليد ويوضع على الأذن أو الضغط على مفاتيحه أثناء القيادة والسماح باستخدامه عن طريق السماعة أو غيرها من تقنيات الهاتف لن يقضى على مصدر الخطر الناجم عن استخدام الهاتف النقال بواسطة قائد السيارة. عينات الدراسة أوضح الدكتور طه أمير أن الدراسة شملت إجراء تجربة على 244 فرداً تتراوح أعمارهم بين 19 و60 عاماً، نصفهم من الإناث والآخر من الذكور ونصف الذكور في مدى العمر 19 و25 سنة والنصف الآخر تتراوح أعمارهم بين 26 و60 سنة وكذلك الأمر بالنسبة للإناث. وأشار إلى أن عينة البحث كانت من مواطنين ووافدين عرب، وتعلقت بقياس التيقظ أو «الانتباه الممتد» لدى المفحوصين، كما يتبدى في أدائهم في مهمة إدراكية حركية تستوجب الاستجابة بأقصى سرعة لمنبهات بصرية محددة مسبقاً تظهر على شاشة الحاسب الآلي أثناء قيامهم بمحادثة. ولفت الباحث إلى أنه تم قياس التيقظ لكل فرد كما يتبدى في أدائه في مهمة إدراكية حركية أربع مرات: مرة أثناء محادثة يأتيه فيها الصوت محمولاً على موجة الهاتف الضيقة ومرة عندما يأتيه الصوت محمولاً على موجة واسعة كتلك التي يستقبل من خلالها الصوت في محادثة مباشرة وجهاً لوجه، وفى كلا الحالتين تكون المحادثة عرضية غير متطلبة، ثم تم قياس التيقظ مرتين أخريين أثناء محادثة يأتي فيها الصوت محمولاً تارة على موجة صوتية واسعة ومرة على موجة صوتية ضيقة لكن في المرتين تكون المحادثة متطلبة بمعنى أنها تحتاج كثيراً من التركيز وإعمال الذاكرة العاملة. وأوضح أن عينات البحث بيّنت أن مستوى أداء الفرد في مهمة إدراكية حركية موازية زمنياً لمحادثة يرد فيها الصوت محمولاً على موجة صوتية ضيقة، ينخفض انخفاضا بيناً عن أدائه في مهمة يرد فيها الصوت على موجة صوتية عادية، وينتج انخفاضاً بيناً في مقياس التيقظ العام وانخفاضاً في العدد الكلي للاستجابات مما يعني زيادة جوهرية في إغفال متغيرات كان المطلوب الاستجابة لها في حين لم يتغير عدد الاستجابات الخاطئة، مما أثبت انخفاض عام في مستوى الأداء مع سرعة أكثر في الاستجابة. زيادة الأخطاء ذكر الباحث أن العينات أثبتت أن عملية قيادة السيارة إذا لم يتوفر لها القدر المطلوب من التيقظ فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض الأداء وزيادة الأخطاء، وهو ما يعني عدم الاستجابة لمتغيرات الطريق أو الاستجابة لها بشكل خاطئ أو القيام باستجابات غير ضرورية قد تكون خطرة. وأشار إلى أن عينات البحث استخلصت إن كان الصوت الذي يُنقل بواسطة الهاتف أثناء القيادة يصل ناقصاً والكلمات التي يحملها تكون غير واضحة وملتبسة فإن التعرف على فحوى الحديث لا بد أن يستدعي القيام بعمليات معرفية إضافية للتعرف عليه وفهم الرسالة التي ينقلها مما يستلزم تخصيص قدر أكبر من موارد الانتباه لفك «شفرة» الصوت الوارد، وهذه عملية تستدعى قيام الذاكرة العاملة باستدعاء كل الكلمات التي تحمل سمات مشابهة لسمات هذا الصوت من الذاكرة طويلة المدى واختيار أكثرها احتمالاً اعتماداً على السياق، مما يستغرق وقتاً وتستنفد قدراً إضافياً من طاقة الانتباه الممتد أو ما يعرف أحياناً بالتيقظ، مما يتسبب في زيادة الحوادث المرورية أثناء استخدام الهاتف عند القيادة. وأشار الدكتور طه أمير إلى أن غالبية الأبحاث تقريباً اتفقت على أن استخدام الهاتف النقال التقليدي أثناء قيادة السيارة يؤدي إلى خفض مستوى الانتباه الموجه لقيادة السيارة وبيئة الطريق لدى السائق ويضعف قدرته على السيطرة على السيارة وعلى اتخاذ القرارات الصحيحة الخاصة بالقيادة أو تنفيذها بشكل صحيح وبالسرعة اللازمة. وأوضح أنه عن طريق تحويل جزء كبير من التقنيات الحديثة إلى العمليات المتعلقة بالهاتف على حساب الانتباه المطلوب لقيادة السيارة، فإن ذلك يؤدي إلى كثير من الأخطاء في القيادة وهي أخطاء ناجمة عن عدم توفر الانتباه الممتد الكافي الذي تحتاجه عمليه القيادة وإلى السيارة. وقال إن الدراسة تم عرضها مؤخراً في مؤتمر أقيم بالبرازيل كما أنها نشرت ضمن إصدار لجمعية علمية هناك وأن البحث يعتبر من الأبحاث الأولى فيما يخص تأثير التقنيات الحديثة على تفكير الأشخاص أثناء القيادة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©