الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كرزاي: استهداف المدنيين في أفغانستان «غير مقبول»

كرزاي: استهداف المدنيين في أفغانستان «غير مقبول»
6 سبتمبر 2009 02:36
حاول حلف شمال الأطلسي «الناتو» تهدئة أمس غضب الأفغان بعد مقتل مدنيين جراء غارة جوية أميركية استهدفت مسلحين من حركة «طالبان» الأفغانية المتمردة في قرية عمر خيل بمنطقة «شار داراه» في ولاية قندوز شمالي أفغانستان قبل فجر أمس الأول بينما كانت قوات ألمانية تطاردهم بعد اختطافهم شاحنتي وقود. وقد ذكر الجيش الألماني أن الغارة قتلت أكثر من 50 مسلحاً. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية زمراي بشاري إن الحصيلة المحددة «غير معروفة حتى الآن». لكن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في العاصمة كابول ومسؤولي الولاية ذكروا أن القتلى جراء الغارة نحو 44 مدنياً و56 مسلحاً. وقال كرزاي في بيان رسمي «لا يجب تعريض أي مدني للأذى خلال العمليات العسكرية. إن استهداف المدنيين غير مقبول تحت أي ظروف». والتقى ضباط عسكريون أميركيون وألمان جرحى الغارة وعائلات ضحاياها في المستشفى المركزي بمدينة قندوز عاصمة الولاية، مندوبين من قائد قوات «الناتو» في أفغانستان اميركي الجنرال ستانلي ماكريستال الى المنطقة في مهمة لتقصي الحقائق الضحايا المصابين واقاربهم.. وقال طفل جريح اسمه شفيع الله للوفد برئاسة مدير الشؤون العامة للقوات الأميركية وقوات «الناتو» في أفغانستان الأميرال جريجوري سميث «ذهبت للحصول على الوقود مع الآخرين وساعتها سقطت القنابل علينا». وقال والد طفل جريح آخر «استيقظت من جراء قوة الانفجار وحين ذهبت الى المكان، رأيت في كل الأرجاء جرحى وقتلى وكل القتلى كانوا من عناصر طالبان» وأومأ الضباط برؤوسهم ودون عدد منهم ملاحظات. وصافح سميث أقارب المصابين خارج المستشفى، قائلاً «نأسف للخسائر البشرية ونعبر عن تعازينا لجميع أفراد قريتكم». وأضاف «ما حدث يمثل تحدياً لنا. هناك قنبلتان أسقطتا على المنطقة ونحن بحاجة إلى أن نكتشف ما حدث بالفعل ومدى تأثر السكان المحليين به». وذكر أنه ليس لديه أرقام لعدد القتلى أو المصابين. وفي تسجيل غير مسبوق، بثته محطة تلفزيون أفغانية خاصة طيلة النهار، وعد ماكريستال باجراء تحقيق كامل حول الغارة. وقال الجنرال الاميركي ستانلي، قائد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان، في بيان متلفز بثته، «بوصفي قائد القوة الدولية للمساعدة الأمنية، ليس هناك شيء أهم من ضمان امن وحماية الشعب الافغاني». وأضاف «أنا اتعامل بمحمل الجد الشديد مع احتمال مقتل أو جرح أفغان أبرياء». وتابع «لقد شن حلف شمال الاطلسي هجوما على هدف كنا نعتقد انه لطالبان لقد امرت باجراء تحقيق شامل حول اسباب ونتائج هذا الهجوم وساطلع الشعب الافغاني على نتيجته». واتهم حاكم ولاية قندوز محمد عمر سكان «شار داراه» بمساعدة متمردي «طالبان» والتسبب في مقتل مدنيين أثناء الغارة. وقال «لقد دفع القرويون ثمن مساعدتهم وايوائهم للمتمردين». لكن الأهالي نفوا ذلك وأقاموا صلوات في 12 قرية سقط قتلى من سكانها بسبب الغارة. وقال قرويون ان أقارب لهم كانوا يسحبون الوقود من الشاحنتين المخطوفتين واحترقوا وسط كرة ضخمة من اللهب ووصل المصابون الى المستشفيات والحروق تغطيهم تماماً. وأرسلت الأمم المتحدة فريقا من الخبراء إلى قندوز لدراسة ملابسات الحادث. وقال نائب مفوض الأمم المتحدة في أفغانستان بيتر جالبريث «لابد أن ندرس لماذا وقع الهجوم رغم أن افتراض وقوع ضحايا مدنيين لم يكن مستبعدا تماماٍ». وأضاف «الأهم من ذلك هو أن نضمن أولا حصول الجرحى على الرعاية الطبية اللازمة وأهالي الضحايا الدعم الذي يحتاجون إليه». وانتقد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الغارة خلال اجتماعهم في العاصمة السويدية ستوكهولم أمس لبحث سبل تعزيز الجهود الغربية لإشاعة الاستقرار في افغانستان. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير «انه خطأ فادح علينا تجنب ذلك وعلينا التحقيق وتحديد المسؤوليات. يجب أن تعمل مع الشعب الافغاني ولا تقصفه بالقنابل.» ووصف وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبون الضربة الجوية بأنها «كارثة غير مقبولة». وقال «من الصعب قبول وفهم لماذا يجب إسقاط القنابل بسرعة كبيرة في بلد نحن فيه لحماية السكان المدنيين وما حدث لا يمكنني قبوله». وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند «إن أي خسائر في صفوف المدنيين خطيرة للمهمة الغربية في أفغانستان». لكن وزير الدفاع الالماني فرانز جوزيف يونج دافع عن عملية القصف. وقال خلال تصريح صحفي في برلين «عندما تستولي طالبان على صهريجين للبنزين على مسافة ستة كيلومترات منا هذا يعني خطرا كبيرا بالنسبة لنا». وذكر وكيل وزارة الدفاع الألمانية توماس كوسندي أن «طالبان» كانت تعتزم تنفيذ عملية انتحارية باستخدام الشاحنتين مما اضطر الجيش الألماني لاستدعاء تعزيزات جوية للسيطرة على الشاحنتين. ميدانياً، أعلنت القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان «إيساف» التابعة لحلف شمال الأطلسي مقتل جندي اميركي في معارك في شرق البلاد لم توضح مكانها. كما أعلن الجيش البولندي مقتل جندي بولندي وجرح آخرين جراء انفجار قنبلة بالقرب من قافلة بولندية خارج القاعدة العسكرية في جيرو بولاية غزنة شرقي أفغانستان. وأعلن الجيش الألماني إصابة 4 جنود ألمان بجروح طفيفة خلال هجوم انتحاري استهدف قافلة قوات ألمانية في مدينة قندوز. وقال حاكم ولاية قندوز محمد عمر انتحاريا فجر سيارة مفخخة كان بداخلها لدى مرور القافلة. وأعلن المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤوليتها عن الهجوم، قائلاً إن الانتحاري جاء من منطقة «شار داراه».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©