السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاق.. أم ماذا؟

طلاق.. أم ماذا؟
18 مايو 2010 21:03
المشكلة عزيزي الدكتور توفى زوجي منذ سنين عديدة، وكرست حياتي لرعاية ابنتي الوحيدة حتى تزوجت وأنا في بداية العقد الرابع، حيث تقدم لي شخص في الخمسين من عمره، أعرف عنه أخلاقه الكريمة، ووافقت على الزواج منه بعد أن اقتنعت به وبظروفه، فكان قد ان انفصل عن زوجته دون طلاق، واتفقا على البقاء معا من أجل رعاية أولادهما فقط، وظل زواجنا هادئ، ومستقرا لمدة سنتين، لم أقصر في حقه، ولا في واجباته على الإطلاق، وارتبطت به، وأحببته، فكان لي الدعم والسند في هذه الحياة، إلا انه ودون مقدمات علمت منه أنه تصالح مع زوجته بضغوط من أهله، واستجاب لهم، وخضع لرغبة زوجته في طلاقي منذ عام تقريباً، ولم يقطع صلته بي حيث يأتي إلي من حين لآخر، لكنه يحرص على أن يكون ذلك سراً حتى لا يثير غضب أهله، وزوجته وأهلها، وعندما أتبرم وأرفض استقباله أو رؤيته وأطالبه بإعادتي إلى عصمته، يتعلل بالصبر، ويقول لي:«اصبري.. سيكون لك ما تريدين في الوقت المناسب:»، إنني في حيرة كبيرة من أمري، ولا أعرف، هل أقطع علاقتي به أم لا، وكيف أواجه الحياة دونه؟ أم أنتظر حتى يفي بوعده ويعود إلي ثانية؟ هـ .هـ النصيحة رغم تقديري لظروفك، ورغم أنني أخجل من طرح تساؤلات عديدة تفرض نفسها، لا أجد مفراً من ذكرها، أنت تزوجت هذا الشخص في سن عقل ونضوج، فكيف حكمت عليه، واقتنعت به؟ وهل قبلت الزواج في السر في البداية أم كان الزواج علنياً؟ وهل كنت تعلمين أنه يعيش مع زوجته التي طلقها تحت سقف واحد من أجل أولاده أم كان يقتصر على زيارته لهم؟ وكيف لرجل في الخمسين من عمره يخضع لضغوط أهله، أو أهل زوجته؟ هل لازال قاصرا؟ أم أنه رأى أن الزواج عارا»، وعليه يتخلص منه قبل العودة إلى زوجته ثانية؟ ثم، السؤال الذي يتقدم كل تساؤلاتي السابقة، أي شكل من الأشكال يستمر في علاقته بك بعد طلاقكما، وكيف تلتقيان، وأين؟ وما طبيعة هذه العلاقة المحرمة؟ والى أي وقت يطالبك بالصبر والتحمل؟• سيدتي•• هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بتصرفات زوجك وقناعتك المبطنة، ويبدو أنه من النوع الذي يجيد حبك القصص والمواقف والعواطف أيضاً، ويمارس عليك نفوذاً نتيجة استغلال ظروفك وضعفك وتقبلك• فإما أن تكوني زوجته وإما أن تكوني طليقته، ولا وسط بين الحالتين، ودون تضييع وقت، ولا تأجيل أو تسويف تحت أي مسميات وحجج، وإما أن تختاري أن تعيشي حياتك دونه، فلست أول المطلقات في هذا الزمن، ولاسيما أنكما لم تنجبا أطفالاً، أما إذا عجزت عن مواجه الحياة بدونه، وقبلت هذا الوضع المريب، فعليك تحمل النتائج وحدك• غرام ابنتي المشكلة عزيزي الدكتور: ابنتي في سن العشرين واكتشفت أنها تحب زميلاً لها بالجامعة، وقد علمت بذلك مصادفة، وعند مواجهتها أكدت أنها تحبه، وأنه أكد لها أنه سوف يتزوجها بعد إتمام دراسته، مع العلم بأنها ملتزمة أخلاقياً، وتؤدي جميع الفرائض بانتظام، وأنا أكتم هذا الأمر عن أبيها، ولا أستطيع منعها أوالسيطرة عليها وأخشى عليها من أشياء كثيرة، ولا أضمن أن يصدق هذا الشاب في وعوده لها، فكيف أتصرف؟ أم ريمة النصيحة سيدتي: أولاً.. لا أتفق معك مطلقاً على أي شيء دون علم والدها بأي حال من الأحوال، وحتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه، وتتحملين أنت النتائج. ثانياً.. ميل ابنتك إلى الجنس الآخر وإلى شاب بعينه هو أمر فطري وطبيعي وليس حرامًا ولا عيبًا في أصله، لكنه يصبح كذلك إذا كان بلا هدف أو حين يقترن بأفعال محرمة، مثل: الخلوة، وما يترتب عليها من انزلاقات لا قدر الله باسم الحب. إن كلمة الحب أصبحت تستخدم للدلالة على أشياء لا علاقة لها به من قريب أو بعيد، لذلك ينبغي أن نتفق وتتفقي مع ابنتك بوضوح حول معنى الحب، هل هو الميل العاطفي أم يشمل أيضا التواصل بدرجاته؟ سامحيني هنا ينبغي الصراحة التامة والوضوح الكامل، وهكذا ينبغي أن يكون الحوار بينكما في منتهى الوضوح. ثانيا: الحب بمعنى الميل العاطفي على وعد بالارتباط ينبغي أن يجري في العلن، وليس في السر، فمثلا الجميع يجلسون في النادي وسط المجموعة بلا انفراد، أو جلسات في الركن البعيد الهادي، أهلا بالمقابلات تحت سمع وبصر الأسرة، وحبذا لو تعارفت الأسرتان، وفي حدود الحوار العام دون تخطي هذا إلى ما لا يُحمد عقباه، ولا يسمح به شرع ولا عقل إلا بعد الارتباط الرسمي، ولا تتصل به هي في منزله لأي سبب يكون، ليكون هناك نوع من الجدية والالتزام الضمني، ويتم إسباغ نوع من الوضوح على العلاقة بغض النظر عن مقادير الله سبحانه عندما يحين وقت الارتباط. هذا بعد السؤال جيدًا عن الشاب وأخلاقه وتصرفاته في وسط جيرانه، وأصدقائه، ومكان دراسته، وعليكم إذا كانت ابنتك جادة في الارتباط به أن تنظر بعين العدل إلى عيوبه التي سيكون مطلوبًا منها أن تتحملها، كما تنظر إلى مميزاته التي تحبها فيه، أما اختلال النظرة باسم الحب وغياب التقييم الموضوعي للشخص فيكون مقدمة تقليدية لفشل ذريع قبل أو بعد الارتباط. وإذا تأكد لكم أن هذا الشاب مناسب لظروفكم، ويليق بابنتكم، ويروق لها فلا بأس أبدًا من السير خطوة إلى الأمام بخطبة مثلا، وارتداء دبل الخطوبة، مع بقاء الوضع على ما هو عليه بالنسبة للمسموح والممنوع في العلاقة ولا توجد جلسات منفردة أو غيره وحركتهما تظل بين الجميع، واللقاءات كلها في العلن، وخطوة الارتباط هذه ستكشف لكم مدى جدية الشاب في رغبته بابنتكم. وينبغي أن تدرك ابنتك أن هذه الضوابط جميعها إنما هي للحفاظ عليها والسير قدما في إبرام الارتباط، فالبنت قليلة الخبرة، وقد تعتبر هذه الاحتياطات نوعا من القيود الزائدة، وقد تظن بحسن نية أن تخطي هذه المحددات يجعلها أقرب إلى قلب الحبيب بينما على العكس سترخص في عينه، والرجل الشرقي لا يتزوج انسانة انساقت وراء عواطفها بالمخالفة للتقاليد والأعراف والدين. ولتتمسك هي بكل هذا بصرامة، وتحت سمعك وبصرك إذا كانت فعلا تريد الارتباط بهذا الإنسان، لأنه لن يرتبط بها إلا إذا وجد أنها محترمة وأمينة على اسمه وسمعته، ولو حدث أي تنازل أو تهاون في كلمة أو لمسة أو غير ذلك فأول من سينقلب عليها سيكون هو من تنازلت معه أو من أجله، وسيقول: إذا فعلتْ هذا معي فستفعله مع غيري، وحبذا لو تتعرف ابنتك على صفحتنا وتطالع فيها إجابات سابقة لا شك أنها ستتعلم فيها الكثير من تجارب الآخرين، وتابعينا بأخبارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©