«زوايا خفيفة» يستعيد الرموز الأسطورية ويرصد تمزقات النفس البشرية

احتضن معهد الشارقة للفنون مساء أمس الأول بمنطقة الشويهيين معرض بعنوان «زوايا خفيفة»، الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بمشاركة سبعة فنانين يدرسون فن النحت بالمعهد وهم: حسن نوخذا آل علي من الإمارات، وفاطمة عز الدين ورولا حريري من لبنان وريم طعمة من سوريا وسكينة بنائي من إيران ومارينا كالانوفا وجوليا كالانوفا من روسيا. افتتح المعرض الذي يستمر حتى نهاية شهر مايو الجاري عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وحضره هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة ولفيف من الفنانين والمهتمين. اشتمل المعرض على 18 عملاً نحتياً تراوحت بين ضروب الرمز والتجريد والتشخيص واستعادة الرموز الأسطورية والدينية باستخدام خامات ومواد مختلفة مثل الجبس والخشب والألياف الزجاجية والطين والألوان الداكنة والخشنة التي تحمل سمات البرونز والمعادن الأخرى التي تعكس صلابة وثبات المنحوتة. ويمكن قراءة الأعمال النحتية في المعرض من خلال رؤى وتأويلات متعددة ذهبت في غالبها الأعم باتجاه المأساة الإنسانية المتوالدة وسط الحروب والهجرات وتمزقات النفس البشرية التي لا تخلو أيضاً من وعد ومن حنين ينتصر ولو إلى حين على اليأس الجاثم فوق الصدور. وسعت المنحوتات التي توزعت في ردهات المعهد على تثبيت حالات الانكسار الداخلي مع التركيز على التفاصيل النحتية العاملة أصلاً على كسر الهشاشة والخنوع من أجل الرهان على المقاومة الجمالية التي يشيعها التطلّع إلى الحرية والانعتاق. ويأتي معرض «زوايا خفيفة» في إطار سعي إدارة الفنون لإقامة حوار مثمر بين الأطياف الإنسانية والفنية المختلفة التي تجلب معها أنماطاً أسلوبية تمزج خصوصية التجربة بشمولية الهاجس الإبداعي وإن اختلفت الأمكنة والمناخات المنتجة للمادة الفنية. ويأتي المعرض أيضاً في سياق ملامسة التطورات الحاصلة في جوهر الأنساق التعليمية لدى القائمين على المعهد، وكذلك لملامسة العملية التذوقية لدى الفنان ولدى المتلقي لخلق حالة متواصلة من الوعي المضيء والشغل الاحترافي المتجدد والمتجاوز لمتواليات الهواية والتكرار والتقليد. وفي تصريح لـ»الاتحاد»، قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بثقافية الشارقة: «يؤكد معرض (زوايا خفيفة) دعم معهد الشارقة للفنون للمواهب المحلية والمقيمة من خلال الدورات والمعارض التي يحييها في مناسبات مختلفة، بحيث تسعى هذه المعارض إلى زجّ هذه المواهب في الحراك الفني والثقافي الذي تشهده الشارقة استناداً إلى توجيهات ومرئيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي طالما أضاء لنا هذا الحراك وجعله متوهجاً على الدوام»، وأضاف: «يحمل المعرض جانباً تخصصياً في مجال فن النحت القائم على معاينة الكتلة وإيحاءات المادة المستخدمة في النحت وكيفية التعامل مع الأبعاد الثلاثية أثناء إنتاج المنحوتة، وكذلك التعرف إلى المواد المناسبة التي يمكن لها أن تعكس قيمة ونوعية الموضوع الذي يشتغل عليه الفنان ويود التعبير من خلاله عن هواجسه وانشغالاته الفنية والإنسانية على السواء».