عشرات القتلى والجرحى بمعارك طاحنة في صعدة

استؤنفت المعارك العنيفة فجر امس بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن، ما ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى بعد ساعات على اعلان الحكومة تعليق هجومها على المتمردين. وكانت الحكومة اعلنت امس الاول هدنة استجابة لدعوة هيئات من الامم المتحدة اكدت ان الوضع الانساني في منطقة النزاع «مأساوي الى ابعد الحدود ويتفاقم» وان حوالى 150 الف شخص نزحوا جراء المعارك. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس من صنعاء «دارت معارك طاحنة بين الجيش والحوثيين طيلة ليلة امس الاول واستمرت حتى فجر امس في الملاحيظ وحرف سفيان» في محافظة صعدة، معقل المتمردين، ومحافظة عمران. واضاف المصدر ان «معارك امس اسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في الجانبين»، دون اضافة اي تفاصيل اخرى. ولم يتسن الحصول على حصيلة محددة للخسائر البشرية من مصدر رسمي او لدى المتمردين منذ اطلاق الهجوم الحكومي. ويأتي تجدد اعمال العنف اثر انهيار هدنة دخلت حيز التنفيذ امس الاول عند الساعة السادسة مساء بتوقيت جرينتش بمبادرة من الحكومة التي اتهمت لاحقا المتمردين بخرقها. وقالت اللجنة الامنية العليا في بيان ان «العناصر الإرهابية التخريبية ورغم إعلانها الالتزام بذلك القرار، قامت وكعادتها بانتهاكه ومواصلة ارتكاب اعتداءاتها وأعمالها التخريبية في قطاع الملاحيظ وبعض المناطق في حرف سفيان». وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان «الحوثيين اعدوا لهجوم شامل على موقع الجيش وتصدى لهم الجيش». وقال ناطق باسم اللجنة الامنية العليا ان المتمردين «خرقوا الهدنة واستأنفوا اعمال التخريب» في منطقتي الملاحيظ وحرف سفيان، وذلك بعد اقل من اربع ساعات على اعلان تعليق العمليات العسكرية، متوعدا بانهم سوف يتحملون «عواقب» اعمالهم. من جهة اخرى، قال مصدر عسكري ان مواجهات امس الاول في محيط قرية تقع شمال شرق صعدة انتهت بمقتل 15 متمردا. ولم يتسن التأكد ايضا من هذه الحصيلة. واعتبر نائب وزير الداخلية اليمني صالح حسين الزوعري في تصريح بثه موقع وزارة الدفاع «26 سبتمبر نت» ان «عصابة التمرد في صعدة عناصر خارجة عن النظام والقانون لا ينفع معها الا الحسم العسكري». في المقابل اعتبرت جماعة الحوثيين أن اللجنة الأمنية تسرعت في اتهاماتها قائلة إن مسلحيها لم يكونوا قد علموا بعد بالقرار. وقال الناطق باسم الجماعة إن قرار وقف العمليات لم يكن قد وصل بعد إلى مسلحيها، مؤكدة التزامها بالقرار. وفي سياق تطورات القتال نفى الجيش اليمني الاتهامات التي وجهها إليه الحوثيون باستعمال قنابل الفوسفور الأبيض في غاراته الجوية على مناطق صعدة، وقال إنه لا يملك هذا النوع من القنابل. كما نفى اتهامات أخرى باستعمال أسلحة سعودية في قتاله ضد الحوثيين، الذين وزعوا صورا قالوا إنها لذخائر سعودية استخدمها الجيش في صعدة. من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الألمانية تخصيص حوالي 500 الف يورو لمساعدة اللاجئين في اليمن.