اكتمال الحكومة اللبنانية والعقدة المارونية و الفيتوات تؤخران ولادتها

اكتمل عقد الحكومة اللبنانية الجديدة لكنه اصطدم بعقبات توزيرية بين أقطاب فريق الأكثرية، مصحوبة بـ''فيتوات'' على ترشيح اسماء معينة لحقائب وزارية بين قوى 8 و14 مارس، حالت دون اعلان الحكومة حتى الآن بانتظار حلحلة العقد المستجدة وحسم فريق السلطة خياراته نهائياً حول اسماء مرشحيه للحكومة· من جهته، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، احد مكونات قوى 14 مارس الموالية، أمس ان انجاز الحكومة ما زال بحاجة ''ليومين او ثلاثة او اربعة او خمسة'' حتى تتفق الموالاة على توزيع الحقائب التي تخصها· وبالتوازي، دعت السعودية أمس اللبنانيين إلى ضرورة استثمار اتفاق الدوحة ''الذي أنهى الأزمة السياسية في لبنان برعاية عربية بعد اتفاق أطرافها على انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون انتخابي جديد''· وكان فؤاد السنيورة المكلف بتشكيل الحكومة، عكف أمس في السرايا الحكومي وظل على اتصال دائم برئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة ''المستقبل'' زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري الموجود في الخارج في مسعى لمعالجة المشكلات التي تعترض ولادة الحكومة العتيدة، وتحدثت مصادره عن ظهورها إلى الوجود مساء اليوم او غداً الأربعاء على أبعد تقدير· وأكد الرئيس سليمان ان الحكومة المقبلة يجب ان تعمل كما هو اسمها، لتعزيز الوحدة الوطنية لمصلحة البلاد، وهذا يحتاج إلى مثابرة وتعاون بين اعضائها لأن المهم هو مصلحة لبنان· وكان الرئيس سليمان يتحدث خلال لقائه رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص الذي زاره في القصر الجمهوري ورأى الأخير ''عقماً'' في هذه الحكومة على صعيد اتخاذ القرارات نتيجة التناقضات السياسية بين أطرافها، وقال ان '' فترة ولايتها لن تكون كافية ولن تدوم أكثر من 10 أشهر''· أما رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي فسجل بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني تحفظه على الطريقة المتبعة في تشكيل الحكومة، مبدياً خشيته من ان تكون البلاد أمام ''حكومة اللا قرار'' بعدما بات لكل فريق متراسه وأفكاره داخل الحكومة· ونفى وجود مشاكل داخل قوى 14 مارس وقال ''ان المشاورات والاتصالات مستمرة بين أطرافها، ولفت إلى انه لا يعتبر توزير الرئيس السابق للحزب ''السوري القومي الاجتماعي'' علي قانصوه استفزازاً''· وأعلن القيادي في حزب ''الكتائب'' ايلي ماروني ان الحزب اختاره ممثلاً له في الحكومة من دون ان يذكر الحقيبة التي سيتولاها· غير ان صحيفة ''اللواء'' المقربة جداً من الأكثرية، كشفت عن حقيقة الخلافات بين فريق الأكثرية قائلة ''ان المشكلة الباقية ضمن فريق 14 مارس تنحصر بعقدتين اساسيتين: الأولى تتعلق بالتمثيل الماروني لـ''القوات اللبنانية'' و''قرنة شهوان''، حيث تطالب قيادة القوات بمطلبين احدهما يتعلق بالحصول على حقيبة رئيسية من بين 4 هي الاشغال العامة، الاعلام، الاقتصاد والعدل، والثاني بالتمسك بتمثيل الوزيرة نائلة معوض في الحكومة العتيدة''· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر في الأكثرية ان الحقيبة المارونية ضمن حصة قوى 14 مارس تشهد تجاذباً شديداً بين 3 أطراف هم ''المستقبل''، حيث يرغب الحريري بإسنادها إلى النائب السابق غطاس خوري، و''قرنة شهوان'' التي يتصارع عليها النائبان بطرس حرب ونائلة معوض، و''القوات اللبنانية'' التي تريدها لأحد قيادييها وسمت وزارة العدل بحجة إيجاد توازن بين ''القوات'' وتكتل ميشال عون·