السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسرار بيونج يانج النووية

7 سبتمبر 2009 00:42
إنه لنبأ سيئ أن تتباهى كوريا الشمالية بتطوير مهاراتها وقدراتها التكنولوجية في تخصيب اليورانيوم، خاصةً إذا ما نظرنا إليه في ضوء الجهود الدولية المبذولة لوقف البرامج النووية لتلك الدولة. وفيما لو صحت المعلومات الواردة من بيونج يانج بهذا الشأن، فإنها تؤكد أن تلك الدولة قد تمكنت من تطوير وسائل احتياطية تساعدها على إنتاج تلك المادة الانشطارية، التي تدخل في صميم صناعة الأسلحة النووية. وكما نعلم، فإنه يسهل دائماً إخفاء الوسائل الاحتياطية هذه. فبينما يتطلب إنتاج مادة البلوتونيوم توفير مفاعلات نووية كبيرة، فإن تخصيب اليورانيوم يمكن أن يتم بواسطة استخدام أنواع مختلفة من الأنابيب الدوارة المعروفة باسم أجهزة الطرد المركزي. كما يمكن أن يخصب اليورانيوم في منشآت عديدة صغيرة يصعب التعرف عليها، ربما لا تزيد مساحتها عن مساحة أي مستودع عادي. ذلك هو رأي «فيكتور تشا» الخبير المتخصص في شؤون كوريا الشمالية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وفي رسالة وجهتها بيونج يانج إلى الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، أعلنت إكمالها سلفاً إعادة معالجة الآلاف من قضبان الطاقة النافدة، وتحويلها إلى مادة بلوتونيوم انشطارية في مفاعل يونج بايون النووي. وذكرت الرسالة أن المادة الانشطارية المنتجة من قضبان الطاقة النافدة، سوف تستغل في صناعة الأسلحة النووية. كما أضافت الرسالة قائلة إن العلماء النوويين الكوريين قاموا بإجراء اختبارات ناجحة لليورانيوم المخصب، مع العلم أن هذه المرحلة تعد النهائية في عملية التخصيب. وتكتسب هذه الرسالة أهميتها من كونها تمثل أول اعتراف رسمي من قبل كوريا الشمالية بأن لها برنامجاً سرياً لتخصيب اليورانيوم، بعد مضي سبع سنوات من إنكارها لهذا البرنامج، على حد قول الخبير «فيكتور تشا». وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد تشككت منذ فترة طويلة بشأن وجود هذه البرامج السرية. وكما سبق القول فإنه من المعروف عن الأسلحة النووية المصنعة من اليورانيوم المخصب، أنها كبيرة الحجم ويسهل استخدامها بالمقارنة مع تلك التي تصنع من مادة البلوتونيوم. غير أن تخصيب اليورانيوم لا يخلو من كونه عملية مملة طويلة وشاقة للغاية. يتم خلالها تحويل اليورانيوم الخام إلى غاز في المرحلة الأولى، ثم يمرر الغاز عبر أنابيب دوارة في المرحلة الثانية. وتساعد قوة الطرد المركزي داخل الأنابيب في فصل اليورانيوم الغازي إلى جزيئات ثقيلة لنظائر مشعة تسمى يورانيوم 238 تدور نحو الخارج، بينما تدور نظائر اليورانيوم 235 الخفيفة باتجاه المركز. والهدف من هذه العملية الطويلة المملة المعقدة هو الحصول على أكبر تركيز ممكن للنظائر الخفيفة المسماة برمزها العلمي U-235 التي لا تمثل سوى نسبة 1 في المئة تقريباً من اليورانيوم الطبيعي. وفي المرحلة الثالثة يتم شفط الغاز الدائر في جهاز الطرد المركزي نحو الخارج، ويمرر إلى أنبوب آخر لتتكرر هذه العملية مرات عديدة، حتى تتم تدريجياً زيادة نسبة U-235 إلى حوالي 20 في المئة. وعندها يتحول الغاز إلى مادة اليورانيوم المخصب. وحتى نهاية الأسبوع الماضي، كان الخبراء في شؤون كوريا الشمالية يعتقدون أن بيونج يانج لا تزال تفصلها سنوات عديدة عن إنتاج اليورانيوم المخصب القابل لاستخدامه في أغراض تطوير السلاح النووي. غير أنهم لم يعودوا قادرين على الحديث بذات الثقة التي كانوا يعلنون بها تلك التصريحات، بعد أن وجهت بيونج يانج خطابها المذكور إلى الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي. ومما يثير القلق أن اليورانيوم الخام متوفر للغاية في كوريا الشمالية، على حد قول السيد «فيكتور تشا»، الذي قدّر احتياطياتها من هذه المادة بحوالي 4 ملايين طن. وقد جاءت تصريحات الخبير «تشا» هذه في إطار تحليله لرسالة بيونج يانج إلى الأمم المتحدة. بيتر جراير محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©