السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة الليبية تستعيد أجدابيا والبريقة

المعارضة الليبية تستعيد أجدابيا والبريقة
27 مارس 2011 12:50
عواصم (وكالات) - حقق الثوار الليبيون إنجازا كبيراً أمس حيث استعادوا السيطرة تماماً على مدينتي أجدابيا والبريقة اللتين اضطرتهم كتائب العقيد معمر القذافي للانسحاب منهما مؤخراً، فيما تقهقرت القوات الحكومية إلى مواقع دفاعية ولاذت بالفرار غرباً أمام زحف مسلحي المعارضة، ما يشير إلى أن المبادرة على الأرض شرق البلاد تتحول مجدداً لصالح القوى المناوئة للنظام الحاكم. بينما أكد الطبيب أسامة القصي في مستشفى الهواري ببنغازي أنه تم العثور على 21 جثة من قوات القذافي على بعد نحو 10 كيلومترات غرب أجدابيا الاستراتيجية التي أحكم الثوار سيطرتهم عليها صباح أمس بعد قتال ضار طوال الليل. بالتوازي، تواصلت موجات القصف الجوي لقوات التحالف فجر أمس على أهداف للنظام الليبي في مختلف مناطق العاصمة طرابلس وضواحيها، حيث هزت 3 انفجارات هائلة ضاحية تاجوراء واشتعلت النيران في موقع عسكري فيها، في حين أعلن التلفزيون الرسمي أن الائتلاف شن غارات الليلة قبل الماضية وفجر أمس على مدينة زليطن على بعد 160 كلم شرق العاصمة وعلى منطقة الوطية الغربية. وفيما واصلت القوات الحكومية هجومها بقصف كثيف على مصراته من جهتي الغرب والشرق، واستهدفت ميناء المدينة والمناطق المحيطة بقذائف المورتر والمدفعية، سارعت طائرات التحالف بتسديد ضربات جوية غربية أمس، لعدد من مناطق تمركز كتائب القذافي على مشارف مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضة ما أدى لتراجع الهجوم الحكومي على المدينة. من جهته، كتب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لشكره على ما قام به، لكنه كرر رفض وجود “قوات أجنبية” على الأراضي الليبية. بينما قال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إنه سيتم تقليص نطاق العملية العسكرية التي يقودها التحالف في ليبيا بعد تعطيل منظومة الدفاع الجوي الليبي. وفي أجدابيا، رقص المعارضون المسلحون فوق حطام الدبابات الحكومية الليبية وقدموا للأهالي الخبز والماء أمس، بعدما استعادوا المدينة التي تشكل بوابة الشرق الليبي والتي تحولت إلى مدينة أشباح بعد قتال دام أياماً. واستعاد الثوار المسلحون أجدابيا مع ساعات الفجر الأولى، بعد أن انسحبوا منها الأسبوع الماضي. وفرت القوات التابعة للعقيد القذافي نحو الغرب على الطريق الساحلية. وكان قصف جوي للتحالف استهدف عصر أمس الأول مواقع قوات القذافي في المدينة التي تشكل محور طرق شرق البلاد، فاغتنم المتمردون هذا الدعم لشن هجوم مضاد ودخلوا المدينة التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة. وبذلك تصبح أجدابيا أول مدينة يستعيدها الثوار منذ بداية هجوم الائتلاف الدولي في 19 مارس الحالي. واعترف خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي أمس، بسيطرة المعارضة على أجدابيا، وأجبارهم القوات الموالية للقذافي على الانسحاب. كما استعاد المتمردون عصر أمس، السيطرة على البريقة النفطية، حيث أكدت صحفية ترافقهم أنهم باتوا موجودين وسط المدينة الواقعة على بعد 80 كلم غرب أجدابيا. وقال أحد المتمردين عبد السلام المعداني في اتصال هاتفي مع فرانس برس “نحن في وسط البريقة بعد انسحاب قوات القذافي منها”. بدوره، أكد رمضان البرقي أحد سكان البريقة السيطرة على المدينة وقال “الأمور لغاية 360 كلم من بنغازي كلها تحت السيطرة”، موضحا أن “الثوار وصلوا إلى مدخل راس لانوف”. ولاحقا، أفادت الصحفية المرافقة للثوار أن هؤلاء واصلوا تقدمهم غرباً وسيطروا أيضا على منطقة البشر التي تبعد 30 كلم غرب البريقة، لافتة إلى انهم وصلوا إلى بوابة العقيلة حيث تستمر المواجهات وسمع إطلاق نار. وكان المتمردون الليبيون اضطروا في 13 مارس الماضي للانسحاب أيضاً من البريقة إثر قصف كثيف من قوات القذافي، واعلن التلفزيون الليبي يومها “تطهير” المدينة. وبالتوازي، واصلت قوات الائتلاف تكثيف الضغط على مواقع حكومية أخرى من البلاد، فقصفت ليل الجمعة مدينة زليطن (160 كلم شرق العاصمة) ومنطقة الوطية الغربية وموقعاً عسكرياً في تاجوراء بضواحي طرابلس بحسب التلفزيون الليبي وشهود. وهناك مواقع عسكرية كثيرة في هذه الضاحية الشرقية للعاصمة التي تستهدفها يومياً غارات الائتلاف. وقال أحد سكان تاجوراء يقع منزله على بعد 300 متر من هدف أصابه قصف التحالف “اهتز الحي بثلاثة انفجارات متتالية وتكسر زجاج النوافذ واستهدفت الغارة موقعاً عسكرياً للرادارات ما زالت تشتعل فيه النيران”. وأكد وكيل وزارة الخارجية الليبي أن قوات القذافي انسحبت من أجدابيا الاستراتيجية وقال إنها “ستعود” وان غارات الائتلاف خلفت ما لا يقل عن 114 قتيلاً و445 جريحاً بين الأحد ـ الأربعاء الماضيين، معظمهم في طرابلس وضواحيها. بالتوازي افاد الجيش الفرنسي ان العمليات دمرت حتى الآن 5 مقاتلات ليبية ومروحيتين. إلى ذلك، قال جيتس في تصريحات لقناة “روسيا-1” إنه “لا يوجد جنرال مسؤول يحاول فرض منطقة حظر جوي دون تعطيل وسائل الدفاع الجوي”، بحسب ما ذكرته وكالة “ريا نوفوستي” الروسية أمس. وأضاف الوزير الأميركي “يتم تطبيق حظر الطيران بهذه الطريقة على وجه التحديد. قمنا بذلك في البلقان والعراق وأماكن أخرى”. في حين قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل في رسالة نشرتها صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية أمس، متوجهاً إلى ساركوزي “إننا لا نريد قوات خارجية. لن نحتاج إليها. سنتمكن من الانتصار في المعركة الأولى. وسننتصر في المعركة التالية بوسائلنا الخاصة. إن تحريرنا وشيك. نحتاج فقط إلى بعض الوقت”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©