الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة تبحث جماليات الخط العربي في المنظور المعاصر

7 سبتمبر 2009 00:43
افتتح في متحف الحضارة الإسلامية بالشارقة صباح أمس ندوة دولية تداولية بعنوان «الحقيقة والمجاز.. الخط العربي في ميزان الجماليات الإنسانية المعاصرة» بمشاركة 11 باحثا في جماليات الفنون الإسلامية من الوطن العربي. وتقام الندوة التي افتتحها هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، في إطار مهرجان الفنون الإسلامية الذي تقيمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت شعار «فلك الفسيفساء» وتستمر على مدار يومين. وقال المظلوم خلال الافتتاح «تمثل هذه الندوة، «الحقيقة والمجاز – الخط العربي في ميزان الجماليات الإنسانية المعاصرة»، تعبيرا عن مضامين وأبعاد متعددة». مؤكدا أنه «بقدر ارتباطها بمرئيات المهرجان وأهدافه، نراها الطريقة المثلى للتفكير بخصوصيات الهوية الثقافية التاريخية التي خرجت من تضاعيف الدين الحنيف وسارت على درب التواشج الإنساني مع الآداب والفنون المختلفة، وقدمت تمائم للدلالة والمعنى، مما تتسع له الرؤى والمقاربات». وبدأت أولى جلسات الندوة التي أدارها الدكتور طاهر البني من سوريا وشارك فيها الناقد التشكيلي عمران القيسي من لبنان بورقة حملت العنوان: حول مشروعية وجود اللوحة الخطية، والدكتور موليم المعروسي من المغرب بورقة حملت العنوان: مدى الحاجة إلى تقديم لوحة خطية اليوم. وأشار الناقد القيسي إلى أن «الحركة الحروفية كانت قد انطلقت بمواصفات جاهزة وبثيمة أساسها الحرف العربي، ولكن بصحبة غطاء نظري كثيف. لو راجعناه الآن بهدوء وبمعزل عن الرعشة التي كانت تنتابنا في أول الأمر جراء تعميم النص اللغوي الصوفي، فإننا سنجد نفياً ذاتياً لما أسماه الفيلسوف الأول للحروفية المرحوم شاكر حسن آل سعيد بـالوجود للإمكان الموجود» على حدّ تعبيره. وأضاف «عندما يرسم الفنان العالم الخارجي بوصفه حضورا مجردا وليس عالما خارجيا فسوف يحيله إلى إمكان للوجود الممكن. أي إنه إظهار للعالم الباطني – سيحيل بالتالي العمل الفني إلى وجود للإمكان الموجود، أي يعكس العالم الخارجي في أماكنه». مؤكدا أن «العمل الفني لم يعد تقريراً للعالم ولا تحويراً أو غياباً له بل هو حالة جديدة تعبر لنا عن اللاتقريرية واللاتحويرية واللاغياب معاً في آن واحد، ذلك لأنها بمثابة حالة سلبية ذات ماهية إيجابية». أما الدكتور موليم العروسي، فاستهل ورقته بالقول «يجب الاعتراف أن السجال حول شرعية اللوحة الخطية أو الحروفية قد خفت إلى حد ما اليوم، وهذه الحالة تسمح للباحث المتزن أن يتأمل الموضوع خارج ضغط المواقف والمواقف المضادة التي تتشيع لهذا الاتجاه أو ذاك». وأضاف «بغض النظر عن الخطاب المؤسس لهذا الاتجاه الفني، وبغض النظر عن الحماسة الوطنية والقومية التي رافقته في بعض الأحيان، هل يمكن الحديث عن ميلاد طبيعي للوحة الخطية أو الحروفية داخل السياق الفني العربي؟ هذا السؤال يكاد يغطي سؤالا آخر أكثر جذرية ويتعلق بمدى شرعية اللوحة الخطية ومدى الحاجة إليها في التعبير عن وجدان عربي عميق من خلال اللمسة الفنية التشكيلية» ليتساءل بعد ذلك، « إلى أي مدى يمكن اعتبار اللوحة الخطية بالخصوص و الحروفية على العموم فنا قائم الذات، بإمكانه أن يقوم مقام فن تشكيلي عربي خالص؟ ما الذي يميز الخط العربي عن سائر الخطوط في الحضارات الأخرى حتى يجعل منه مادة قابلة، دون غيرها، لكي تتحول إلى فن؟». وتساءل أيضا «هل بإمكان الفنان الخطاط (إذا افترضنا جدلا أنه بإمكاننا أن ننعت الخطاط بالفنان) أن يُصمِت الرنين «الفونيمي» الذي يمثله الخط والذي يجعل منه أداة صوتية أكثر من أي شيء آخر؟ هل باستطاعة الخطاط الطامح إلى التحول إلى فنان أن يحول الخطوط إلى علامات ومن ثم إلى رموز لا تحيل إلا على نفسها؟ هل بإمكانه التخلص من التقنيات للانسياق وراء الإيقاع ونسيان القواعد الخطية السالبة للحرية في كثير من الأحيان حتى ينصت لنبض روحه عوض الخضوع لتمكن يده فقط؟.» وانطلاقا من أسئلته هذه حاول الدكتور العروسي تأمل إمكانية التحول من الحِرَفية الخطية إلى الخطية الفنية. بحسب ما قال.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©