السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المريض يملك الحق في رفض الخروج لشعوره بعدم التحسن

المريض يملك الحق في رفض الخروج لشعوره بعدم التحسن
23 مارس 2012
عندما تترك المستشفى بعد تعافيك من مرض، تأمل أن تُصبح تلك الأيام التي قضيتها هناك ذكرى بعيدةً، لكن هذا الأمر لا يتحقق دائماً. إذ يُشير تقرير، أصدره معهد دارتماوث للسياسات الصحية والممارسات السريرية، أن مريضاً واحداً من بين كل ستة مرضى يعود ليرقد في سرير المستشفى بعد شهر واحد فقط من خروجه منه. ولكن غالبية حالات العودة إلى المستشفى هي من النوع الذي كان يمكن تفاديها لو أن المريض اتبع الرعاية الصحية المناسبة. وإذا كان أفراد فريق الرعاية الطبية يهتمون بالمريض تمام العناية خلال فترة وجوده في المستشفى أو العيادة، فإن أمر الاهتمام والعناية يُصبح موكولاً إلى المريض نفسه أو ولي أمره أو من يرعاه شخصياً عند عودته إلى البيت. المتابعة عن بعد يُنصح كل مريض باتباع مجموعة خطوات من أجل تقليل احتمالات اضطراره إلى العودة إلى المستشفى بعد قضائه فيها أياماً وليالي قبل السماح له بمغادرتها. ومن بين هذه الخطوات المقارنة بين المستشفيات حسب معداتها وكوادرها ومرافقها، ووضع جدول زمني بمواعيد المتابعة المنتظمة بعد التسريح. ويقول ديفيد جودمان، أستاذ الطب المجتمعي والأسري في كلية دارتماوث الطبية وباحث رئيس في تقرير 2011، إن “رؤية طبيب أو ممرضة بعد أسبوعين من مغادرة المستشفى يقود إلى تحقيق مخرجات صحية أفضل ويُقلل احتمالات اضطرار المريض إلى معاودة المكوث في المستشفى”. وكان جودمان وجد أن أكثر من نصف المرضى المنضوين تحت برنامج “ميديكير” للتأمين الوطني، ممن تصل أعمارهم 65 سنةً فما فوق، يخفقون في الحصول على موعد لرؤية الطبيب خلال هذا الحيز الزمني. والحال أن جدولة زيارات المتابعة ينبغي أن تكون أسهل، يستطرد جودمان، خُصوصاً إذا كان للمريض سجل مدمج في نظام صحي يتشارك بياناته ومعلوماته مع المزودين بخدمات الرعاية الصحية. ومن بين الأشياء التي يُنصح بالاستفسار عنها قبل مغادرة المستشفى مدى توفر خدمة المراقبة الطبية والمتابعة عن بعد. فهذه الخدمة التكنولوجية تسمح للمريض بأن يظل تحت المراقبة والمتابعة الصحية وهو مستريح في بيته من خلال إشارات حيوية يُستعان بها لمعرفة تطورات حالته. وتنفع هذه التقنية أكثر الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فمثل هذه الأمراض تُضاعف احتمالات اضطرار المريض لمعاودة المكوث في المستشفى دون سابق تخطيط، وذلك حسب تقرير خدمات المجلس البحثية. خطط مكتوبة تنص قوانين برنامج “ميديكير” للتأمين الوطني ولوائحه على حق جميع المرضى في التوصل بتعليمات مكتوبة بشأن التصريح بمغادرة المستشفى، بما فيها تلك الخاصة بقوائم مواعيد المتابعة، والأدوية المفروض تناولها إلى حين قدوم موعد الزيارة التالية بمقاديرها وجرعاتها الكافية وبما يتماشى مع خطة الطبيب العلاجية والدوائية. وحسب تقرير خدمات المجلس البحثية، فإن هذه الخطط المكتوبة عادةً ما تكون غير تامة ولا مكتملة. ولذلك يُنصح كل مريض بأن يطبع خطة تصريح بمغادرة المستشفى ويطلب من الفريق المعالج تعبئتها كاملةً وشرح ما فيها قبل الخروج، وخصوصاً منها مواعيد زيارات المتابعة. واطلع باحثون في دراسة جديدة على مجموعة مرضى خضعوا لجراحات لإدخال دعامة معدنية لتوسيع شرايين القلب التاجية، فوجدوا أن خطر التعرض لجلطة قلبية أو الوفاة في بحر 30 يوماً عقب الجراحة وصل الضعف تقريباً لدى المرضى الذين لم يُعبئوا الوصفة الخاصة بمضاد التخثر خلال 24 ساعةً بعد مغادرة المستشفى مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا أدويتهم في الوقت المطلوب. ويرى الباحثون أن المرضى الذين يكونون محاطين بدعم أفراد العائلة والأصدقاء هم أقل رُجوعاً إلى المستشفى للمكوث فيها بعد مغادرتها. وإذا كان المريض وحيداً، فيجب على الرعاة الصحيين من فريقه المعالج تزويده بقائمة تشمل عناوين الوكالات الصحية المنزلية أو المرافق التي يمكن للعاملين بها تقديم المساعدة له عند اللزوم. ويوصي خبراء الرعاية الصحية كل مريض يُطلَب منه مغادرة المستشفى مع عدم شعوره بتحسن أن يرفض ذلك وله كل الحق في ذلك، لا سيما إن كانت حالته لم تتحسن أو تنتظم أو تستقر، أو ظل يشعر بالوهن أو فقدان البوصلة، أو لازمه ألم لَمْ تنفع الأدوية الفموية في التحكم فيه والسيطرة عليه، أو في حال عدم قدرته على الذهاب للحمام بدون مساعدة، أو عَجَزَ عن التبول أو التغوط، أو كان يُفرغ معدته بعد كل وجبة من كل ما يأكل أو يشرب عبر التقيؤ. عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©