الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستقرار العاطفي والاجتماعي والمهني يمهد طريق السعادة المستدامة

الاستقرار العاطفي والاجتماعي والمهني يمهد طريق السعادة المستدامة
23 مارس 2012
على الرغم من كثرة ما أُلف وقيل عن السعادة من أقوال وحكم ومؤلفات فلسفية ودينية وعلمية، تظل السعادة ذلك الهدف الذي يلهث وراء تحقيقه الجميع ولا يُدركه إلا القليلون. فهي قد تُعرض عن طالبها وتُطارد المُعرض عنها، ولكنها قد تأتي طائعةً لمن يُروض عقله الظاهر والباطن بأنه سعيد حقاً وأنه ينبغي أن يعيش سعادته. ولعل هذه من بين التصورات التي يختزلها أحد الأقوال المأثورة عن السعادة وهي “الشخص يكون سعيداً بمقدار الصورة التي يكونها عن نفسه في عقله”. فإذا كنت تعتقد أنك سعيد، فأنت كذلك. وإن كنت تحسب أنك تعيس، فأنت أيضاً كذلك. إلى ذلك، يقول بعض الخبراء إن السعادة طويلة المدى هي شعور غير قابل للتغيير بفضل الجينات ونوع شخصية الإنسان. وتقول دراسة سابقة إن الحمض النووي لكل شخص مسؤول عما بين 44% إلى 52% من سعادته. ويعتقد العديد من الخبراء وعلماء الاقتصاد والنفس أن كل شخص يمكنه أن يتخذ خطوات تجعله إما أكثر سعادةً أو أكثر تعاسةً. وفي دراسة نُشرت في مجلة “الأكاديمية الوطنية للعلوم”، قام باحثون من جنسيات مختلفة بجمع معلومات وبيانات من آلاف الألمان الراشدين بعد متابعة حالاتهم النفسية لمدة ربع قرن (من 1984 إلى 2008). وكل سنة، كان يُطلب من المشاركين في الدراسة الإجابة عن أسئلة تخص أسرهم وعائلاتهم ووظائفهم وصحتهم وأنشطتهم الاجتماعية، ومدى رضاهم عن نمط حياتهم. وبناءً على أجوبتهم عن مثل هذه الأسئلة، استخلص الباحثون أن للسعادة جالبات وطاردات. ويمكن إيجاز جالباتها في الأمور الآتية: ? الارتباط عاطفياً بشخص ما والاستقرار معه (زوج أو زوجة). ? إعطاء أولوية لأهداف فعل الخير مثل مساعدة الآخرين، أو المشاركة في أنشطة اجتماعية أو سياسية أو تطوعية. ? إيلاء أولوية للعائلة (بالنسبة للنساء، فإن الزوج الذي يضع أهدافه الأسرية على رأس قائمة أهدافه يُعد مغنماً نادراً ومكسباً إضافياً). ? التمتع بحياة اجتماعية نشيطة. ? القيام بتمارين رياضية منتظمة. أما طاردات السعادة، فقد استخلص الباحثون أنفسهم قائمةً بها وحددوا أكثر الأشياء التي تقف حجرة عثرة في طريق السعادة وهي: ? الارتباط عاطفياً بشخص يعاني من اضطراب عصبي. ? إيلاء الأولوية للنجاح الشخصي وتحقيق الأهداف المادية. ? العمل ساعات أطول أو أقصر من المعدل الطبيعي. هذا علماً أن البطالة أو إيجاد عمل بدوام جزئي فقط رغم الحاجة لدوام كامل يبقى أسوأ بكثير من العمل ساعات أطول. ? زيادة الوزن بالنسبة للرجال. ? السمنة بالنسبة للنساء. ويختم الباحثون دراستهم بالقول إن “النتائج التي تُظهر أن السعادة طويلة المدى يمكن أن تتأثر بشكل كبير بالاختيارات الفردية والشخصية هي أخبار طيبة وجيدة، ليس فقط لعلماء الاقتصاد، ولكن أيضاً للحكومات والبشرية بشكل عام”. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©