الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تطارد «القاعدة» في اليمن

الإمارات تطارد «القاعدة» في اليمن
29 يونيو 2016 00:48
أبوظبي، واشنطن (رويترز) تعمل الإمارات العربية المتحدة على التصدي لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في اليمن، وتطرح بذلك مساراً جديداً، هناك حاجة ماسة إليه من أجل التصدي للإرهاب في المنطقة العربية. وتتولى قوات خاصة تنظيم مطاردة التنظيم في الصحارى والجبال النائية لتضيف بذلك قدرات قوات عربية تمرست على العمل في مناطق، مثل أفغانستان والصومال إلى حملة اقتصرت المشاركة فيها لفترة طويلة على الجيشين الأميركي واليمني. وتظهر هجمات انتحارية أسفرت عن سقوط 48 قتيلاً في المكلا أمس الأول حجم التحدي. وفي حين ساعدت الإمارات ضمن قوات «التحالف العربي» في إخراج «القاعدة» من تلك المدينة الساحلية الجنوبية في أبريل الماضي، لا تزال تهديدات المسلحين قائمة، فقد أعلن المسؤولية عن الهجوم تنظيم «داعش» الذي يمثل قوة إرهابية، إلى جانب تنظيم «القاعدة» في اليمن. وكانت قوات الإمارات شاركت مع قوات «التحالف» في التصدي لمتمردي الحوثي والمخلوع صالح، دعماً للشرعية اليمنية، وحالياً تلبي الحملة التي تشنها الإمارات على تنظيم «القاعدة» مطلباً يتمثل في أن تبذل دول الخليج العربية المزيد لضمان أمنها، ويأمل مؤيدو حملة الإمارات أن يكون اليمن مثالاً أفضل. وجاء رد الإمارات باستخدام القوات الخاصة لمحاولة تركيز حملة مستمرة منذ فترة طويلة على «القاعدة في جزيرة العرب» الذي يعتبر من أقوى فروع شبكات التنظيم الإرهابي، وتعمل قوات الإمارات مع الولايات المتحدة لتدريب المقاتلين اليمنيين وتوجيههم وتزويدهم بالعتاد، فيما يشير إلى أن لديهم القدرة على التحمل لمواصلة هذه الحملة التي قد تستمر فترة طويلة، بعد التوصل إلى تسوية للمواجهة مع متمردي الحوثي والمخلوع صالح. وأشادت دول غربية بالقدرة على إدارة عمليات جوية وبحرية وبرية ونشر قوات سراً، وذلك بعد أن رأت تلك الدول صعوبة تصدي الجيش اليمني بقدراته الحالية للتصدي لتنظيم القاعدة. وقال الجنرال المتقاعد أنتوني زيني الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركية لـ«رويترز»، «إن الإمارات تمثل قوة عسكرية من الطراز الأول في المنطقة وقدراتها تتزايد على نحو متصاعد، مقارنة بما يشير إليه حجمها»، وأضاف «يظهر هذا أيضا القدرة على الصمود هناك رغم سقوط ضحايا.. أثبتت الإمارات عزمها على القتال إلى جانب الولايات المتحدة والتحالف». وبعد أشهر من التحضير، تولت الإمارات تنسيق مهمة دحر «القاعدة» في المكلا من خلال حلفاء يمنيين في عملية معقدة دعمتها الاستخبارات الأميركية وعمليات إعادة التزود بالوقود في الجو. وقالت مصادر في قوات التحالف، إن التنظيم في الحقيقة تلقى ضربة موجعة، وقال مسؤول عسكري بارز طلب عدم ذكر اسمه: «كان التركيز على عدم السماح للقاعدة بالتعويض. ننوي دائماً إبقاءهم في موقف دفاعي». وقال مسؤول أميركي يعمل في مكافحة الإرهاب، وهو مطلع على الوضع في اليمن: «الإمارات أهم قوة في مجال مكافحة الإرهاب على الأرض في اليمن، وعملية المكلا أظهرت ذلك». وبينما ضخت الإمارات أكثر من 400 مليون دولار في عمليات الإغاثة الإنسانية، فإن اليمنيين لا يزالون في أمس الحاجة لإعادة الإعمار. وقالت نسمة العذيبي، وهي طالبة عمرها 21 عاماً تدرس الهندسة المدنية في عدن، «إن كثيرين يرون في السعودية والإمارات ملائكة لأنهم أنقذوهم من الحوثيين»، وحتى الآن لا تهاب الإمارات التحدي، وتصر على أن حملتها توفر الحماية للمنطقة بأسرها. وأكد مسؤول التحالف، «إنهم (الإماراتيين) يملكون قدرة على التعامل مع المقاتلين اليمنيين وكسب ثقتهم لكونهم ليسوا أجانب». وتولي واشنطن لذلك أهمية، فالتحرك الأميركي ضد «القاعدة» تعثر في البداية بسبب الحرب ضد «الحوثيين» التي أجبرت الولايات المتحدة في أوائل 2015 على إجلاء أفرادها، لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قالت بعد عملية المكلا، إنها نشرت عدداً صغيراً من الأفراد العسكريين لدعم مساعي مكافحة الإرهاب في بادرة محتملة على زيادة تصميم الولايات المتحدة للعودة للانخراط في العمليات على الأرض. وقال «البنتاجون»، إن مهمة الدعم هذه ستمدد بعدما كانت في البداية لمدة قصيرة. وكتب مايكل موريل النائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في مجلة «بوليتيكو»، أن الهجوم الذي نسقته الإمارات في المكلا كان الحل النموذجي للتعامل مع المجموعات الإرهابية التي تسيطر على مساحات من الأرض. وقال مسؤول عسكري بارز بقوات التحالف، إن فريق عمليات خاصة قوامه ثمانية أفراد من المراقبة الجوية المتقدمة هبط بطائرة (تي.إتش-47-شينوك) في شبه جزيرة عدن الصغرى في سرية تامة بين 13 و15 أبريل 2015 أي بعد أيام من بدء القتال. وأضاف أن الفريق انضم إلى حليف يمني على الأرض يعمل ضمن المقاومة الجنوبية ضد الحوثيين، وخلال 10 أيام نفذت عملية إنزال برمائي لمزيد من القوات. وفي الأسابيع التالية تولت فرق ضمت كل منها ما بين أربعة وستة من عناصر القوات الخاصة الإماراتية، ضمن «التحالف» مجموعات يمنية قوام كل منها 50 شخصاً، وقدمت القيادة، وأنشأت تشكيلاً من 2000 مقاتل من المقاومة في عدن. وفي يوليو 2015 أي بعد أشهر من التحضير والتواصل مع الشركاء بقيادة المملكة العربية السعودية نجحت تلك القوة في طرد الحوثيين من عدن، ومن قاعدة «العند» الجوية. وذهبت الإمارات لتدريب أربعة آلاف مقاتل يمني لتشكيل قوة مهمتها منع الفوضى في المدينة. وفي الخريف أدارت الإمارات بيسر عملية مناوبة آلاف من قواتها في مسرح العمليات وخططت في الوقت نفسه لعملية المكلا. ووصف محمود السلامي الأستاذ بجامعة عدن ما قامت به الإمارات من إعادة بناء لمستشفيات ومدارس بأنه دور استثنائي. وقال مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، «إن عمليات التصدي للمسلحين في اليمن قد تستمر سنوات طويلة، لكن الإماراتيين قادرون على الوفاء بذلك الالتزام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©