الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان.. خسائر مدنية فادحة

17 ابريل 2018 23:30
كان حادث انفجار سيارة إسعاف محملة بالمتفجرات في كابول والتفجير الانتحاري خارج مزار شيعي هناك من بين الحوادث المميتة التي أدت إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين إلى 2258، ليقترب بذلك من المستويات القياسية في أفغانستان خلال الربع الأول من هذا العام. وذكرت بعثة المتحدة للمساعدة في أفغانستان أن عدد الوفيات بين المدنيين بسبب النزاع بلغ 763، بالإضافة إلى إصابة 1495 آخرين في جميع أنحاء أفغانستان خلال الفترة بين شهري يناير ومارس. وتتشابه هذه الأرقام مع المستويات القياسية من الخسائر المذكورة خلال نفس الفترة في العامين السابقين، حيث زادت الهجمات العدوانية التي يشنها متمردو «طالبان» و«داعش». وفي إشارة تنذر بالخطر بشكل خاص، أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن عدد الإصابات الناجمة عن عمليات التفجير الانتحارية أو هجمات المتمردين المجمعة باستخدام القنابل والمدافع على حد السواء زاد بنحو الضعف، مقارنة بالربع الأول من عام 2017، حتى مع شروع الآلاف من القوات العسكرية الأميركية في القيام بجهود طموحة لتوسيع وتعزيز أداء قوات الدفاع الأفغانية. وما زال الجهد الحربي المدعوم من الغرب يعاني عدداً من المشكلات، من بينها انخفاض الروح المعنوية بين القوات الأفغانية والفساد المنتشر بين المسؤولين العسكريين. وفشلت «طالبان» في الاستيلاء على أي مدن، لكنها تسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في جميع أنحاء البلاد، أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب عام 2002. واستهدف تنظيم «داعش» بشكل رئيس المجتمعات الشيعية الحضرية، مع شن العشرات من الهجمات. وجاء أكبر ارتفاع في الإصابات المدنية خلال عشرة أيام من شهر يناير عندما هاجمت قوات «داعش»، و«طالبان» أهدافاً عديدة في كابول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصاً وإصابة المئات. وتتضمن هذه الهجمات الهجوم الانتحاري باستخدام سيارة الإسعاف بالقرب من مستشفى، وحصار قوات الكوماندوز لفندق فخم، علاوة على غارة مسلحة على منشأة تدريب عسكرية. وكان الاتجاه الثاني المميت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام من خلال سلسلة من التفجيرات والهجمات الأخرى على المجتمعات والمساجد الشيعية، إلى جانب أهداف أخرى، في كابول وكذلك في مدن أخرى، من بينها هيرات ومزار شريف. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن معظم هذه الهجمات. وأسفرت إحدى هذه التفجيرات التي وقعت في شهر مارس بالقرب من مزار في كابول. وقالت «إنجريد هايدن»، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، «لا يزال المدنيون الأفغان العالقون في الصراع يعانون بطرق يمكن منعها. يجب أن يتوقف هذا الآن». وأضافت المسؤولة الدولية في بيان لها «ينبغي على كافة أطراف الصراع بذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين من الأذى». وحسب تقرير الأمم المتحدة إن الخسائر التي تسببت فيها القوات الموالية للحكومة هذا العام حتى الآن كانت أقل قليلاً منها في النصف الأول من العام الماضي، ولكن سرعان ما تراجعت هذه الأخبار الإيجابية جراء القصف الجوي الأفغاني القاتل الذي وقع في الثاني من أبريل في مدرسة دينية في مقاطعة قندوز، ما أسفر عن مقتل 30 مدنياً على الأقل، من بينهم طلاب صغار. وقال بعض السكان إن عدد القتلى بلغ 50 قتيلاً. يعد موقع المدرسة الدينية، في حي «دشت آركشي»، معقلاً لطالبان منذ فترة طويلة ولم تكن القوات الأفغانية قادرة على استعادته على الرغم من شهور من القتال المكثف والغارات الجوية. من جانبها، أدانت جماعات حقوقية أفغانية ودولية القصف الجوي، قائلة، إن عدة مئات من الأشخاص كانوا محتشدين في المكان للاحتفال، بيد أن المسؤولين لم يفعلوا ما يكفي لحماية المدنيين. وسلط هذا الحادث الضوء على مشاكل القوات الجوية الأفغانية الوليدة، وذكرنا بالضربة الجوية الأميركية المثيرة للجدل في عام 2015 في مدينة قندوز، والتي استهدفت بطريق الخطأ مستشفى للطوارئ، ما أسفر عن مقتل 42 شخصاً. *مديرة مكتب واشنطن بوست في أفغانستان وباكستان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©