مكاتب الخدم.. وعود معسولة وواقع مر

“اختر خادمتك من مكتبك أو منزلك”، “نؤمن لكم خدم المنازل والسائقين وجميع الأيدي العاملة لجميع الجنسيات بأسعار مميزة وخدمات سريعة”، “خبرة في الخليج وإجادة اللغة الإنجليزية”، “ضمان 3 أشهر وسرعة الوصول” . “لاداعي لزيارة المكتب لدينا خدمة توصيل الخادمات للمنزل هدفنا التميز” : هذه نماذج من عشرات الشعارات الكاذبة التي تقدمها معظم مكاتب الخدم لمن يريد جلب خادمة أو مربية أو سائق للبيت . كثيرون يلجأون لقراءة الصحف والجرائد التي تعج بإعلانات لتوريد الأيدي العاملة لجلب خادمة أو مربية إلى بيته. غير أنه كم مشكلة تعرض لها الكثير من طالبي الخدم من تأخر الخادمة عن الوصول إو هروبها من البيت، أو حصل علي خادمة مسترجعة من أحد الكفلاء ليكتشف بعد استقدامها ودفع مبلغ ما للمكتب أن الخادمة مصابة بمرض وسرقت كفيلها. تجارب عديدة في هذا التحقيق لمجموعة من النساء والرجال حصلوا على وعود كاذبة وكلام معسول من أجل جلب خدم للمنزل. موبايل الخادمة البحث عن الخادمة المناسبة صعب المنال، عن ذلك تقول أم راشد موظفة عاملة ولديها اثنان من الذكور و3بنات في عمر الزهور:” من منا لايحتاج إلي الخادمة في البيت، هذه الأيدي العاملة التي أصبحنا لانستغني عنها في كل شئ، حاجتي الماسة لوجودها في البيت دفعني لجلب خادمة من المكتب”. عن معاناتها مع مكتب الخدم تواصل أم راشد حديثها وتقول:”بعد تصفح ملف الخادمات وقعنا نظرنا على خادمة “ شرق آسيوية”، صغيرة السن وليس لديها خبرة ولم تعمل في الإمارات من قبل، وهذا طبعاً حسب تأكيد المكتب. ولكن كل هذا الكذب كشفته الخادمة نفسها بعد وصولها إلي البيت بيومين، تتابع أم راشد: “ للأسف اكتشفت أن الخادمة لديها موبايل خاص بها ومجموعة أرقام وهواتف صديقاتها الأخريات إلى جانب أنها ليست المرة الأولي التي تأتي إلى البلاد ولديها خبرة كبيرة في كل شبر بها، فقد عملت سابقاً مع أسرة عربية كما تجيد فنون الطبخ وتربية الأطفال بشكل ممتاز”. ويشارك “أبو راشد” يوسف حميد بالحديث قائلا :” بعد القيام بكل الأجراءات وإظهارالبطاقة الصحية اكتشفنا هروب الخادمة وكان ذلك بتحريض من موظفات بالمكتب، وقد علمنا بكل هذه المعلومات من خادمة الجيران التي فضحت سرها وقالت لها كل ذلك قبل هروبها”. يضيف يوسف:” إن الكثير من مكاتب الخدم لديها حلول سريعة، حيث تقنع من يأتي إليها لطلب مربية أو خادمة منزل بوعود كاذبة ومعسولة تجعل الشخص يوقع على عقد جلب الخادمة وهو مغمض العين وبعد ذلك في حالة هروبها “يضرب رأسه بالجدار”. تحايل المكتب جميع المواصفات مغرية من الشكل إلى العمر وحتى التحصيل الدراسي واللغة، هذه هي المواصفات التي قادت بدرية خليفة ( ربة منزل )لاختيار خادمة، تقول بامتعاض :” بعد أن اخترنا الخادمة أكد لنا صاحب المكتب أنها ستصل بعد أسبوعين، ولكن انتهت الفترة المحددة ومر الشهر الأول ولم تصل إلا بعد شهر ونصف الشهر من المعاناة والتأخير. “ مما جعل ذلك التأخير في التفكير جدياً بإلغاء طلب استقدام الخادمة لكن الذي منعنا من ذلك هو دفع عربون مقدم للمكتب” . تتابع بدرية :” بعد وصول الخادمة كنا في صدمة كبيرة فلا العمر ولا المستوى التعليمي والخبرة مطابق لما ورد في أوراق الخادمة” . تتنهد بدرية وتضيف :” اتصلت بالمكتب لابلغهم بما اكتشفته لكن لاحياة لمن تنادي صاحب المكتب يتهرب من الإجابة والخادمة ليس لديها أي خبرة وتبين لي أنها فاشلة في التنظيف والطبخ. فهي كما شعرت بدرية علي حد قولها “ما تبغي تشتغل”. مؤكدة “ لقد طفح الكيل، حاولت استبدال الخادمة بواحدة بديلة وتم ذلك، لكني اكتشفت أن البديلة كبيرة بالعمر ومريضة بالسكري وتحتاج إلى من يساعدها. وحاولت جديا تحمل وضعها الصحي، ولكن بعد مرور 9 أشهر لم استطع الصبر وطلبت من زوجي تسفيرها وتم ذلك ووعدت نفسي إلا أجلب خادمة أخري فمتاعبهن كثيرة ومشاكلهن لاتنتهي إلامع سفرهن إلى أوطانهن “. عقد اتفاق وينتقد طلال اسماعيل رب أسرة الشروط المبرمة في عقد جلب الخادمات ويقول عن تجربته:” يضم عقد الاتفاق بين صاحب الطلب ومكتب الخدم بنداً يحتوي على تخلي مسؤولية المكتب قانونياً في حال هروب العاملة بعد تسلمها، ما يجعل الزبون يدخل في دوامة عند مجيئه لتسلم قيمة نقل الكفالة بعد فترة من الزمن، مشيراً بانزعاج” تصرف المكتب يؤكد لصاحب الطلب أن خادمته قد هربت وبالتالي ليس له حقه في أي مطالبة قانونية أو مالية، بينما في الحقيقة فإن المكتب قام بإيواء هذه الخادمة مع مثيلاتها في مقرات معينة لتأجيرها لعائلات أخرى “. طب وتخير تحت شـعار “طب وتخير” اختارت بروين سمير مقيمة في أبوظبي خادمة من الجنسية الإثيوبية .عن ذلك تحكي فصل من فصول تحايل ونصب المكاتب وتقول بصراحة :”تخيرت من مجموعة أوراق موجودة بملف طلب الخادمات خادمة ذات خبرة وكفاءة في الأعمال المنزلية وتربية ورعاية الأطفال وأخذت الموافقة المبدئية من “أبو العيال طبعاً” ودفـعت عربونا من المال لحـجزها، ومـن ثم عمل “الـفيـزا” المطلوبة، ولـكن مع مــرور الأيام طــار العربون واتصل المكتب يخبرنا بأن الخادمة المطلوبة مريضة ولذا لابد من عمل طلب آخر لخادمة أخرى والعربون السابق لا يمكن استرجاعه”. تواصل بروين حديثها وتقول:” حاولت اختيار خادمة أخرى ولكن هذه المرة غير الجنسية التي أثرت في قيمة مصروفاتي فقد وصلت تكلفتها ما بين قدومها إلى الفحص الطبي حوالي أكثر من 13ألف درهم . لينتهي المطاف بي انها تأخرت كثيراً إلى أن وصلت. لكن هذه المرة اكتشفت أن المكتب حجزها لشخص آخر دفع مبلغاً أكثر نظراً لحاجة زوجته المريضة لخادمة تساعدها في العناية بها. ولتستمر الشكوى بيني وبين المكتب وتصل إلى المحاكم “. رأي مكاتب الخدم لأصحاب مكاتب الخدم رأي آخر حول التهم الموجهة لهم من حيث النصب والتحايل والوعود الكاذبة عن ذلك يقول حمزة أمين - صاحب مكتب لتوريد الخدم :” بمجرد دخول الزبون إلى المكتب نقدم له مجموعة من الطلبات لمختلف الجنسيات وحين يقع اختياره على الخادمة المناسبة يتم دفع عربون مقدم لحجزها، ثم بعد ذلك نطلب تأشيرة الفيزا لإرسالها إلى المكتب الرئيسي وخلال الأسبوعين تكون الخادمة موجودة في البيت. “ويتابع حمزة مبيناً أسباب تأخر بعض العاملات:”إن الكثير من الطلبات التي يتم إرسالها تصل يوم السبت أو الأحد وهذا يومين إجازة في معظم دول الخادمات، إضافة إلى ذلك تأخر المكتب الرئيسي في في البلد الاصلي، فهؤلاء يعطوننا وعوداً بأنها سوف تصل خلال فترة محددة ثم يتبين عدم صحة ذلك لنبدأ بخوض دوامة من الوعود.ومن أسباب التأخير ايضا أن اجراءاتها تستغرق وقتا طويلا والفحوصات ايضا واعتمادها وادارة الهجرة في بلد الخادمة”. وتؤكد أم هاني- صاحبة مكتب توريد الخدم على حديث أمين حمزة وتضيف:”أن أسعار الاستقدام ارتفعت بشكل ملحوظ وهذا الأمر ليس بيد المكتب نفسه ولكن الزيادة جاءت من البلد المصدر. موضحة “يتفاوت سعر الخادمة الأندونيسية حوالي ما بين (6000-7000) درهم ويصل راتبها تقريبا إلى 700درهم أو أكثر. بينما الخادمة الفلبينية فهي أقل سعراً وتكلفتها تتفاوت ما بين (6000-6800) بينما الأثيوبية من (1500-3000) درهم والراتب بين (500-600) درهم . سوء المعاملة وعن سؤالنا عن الخادمات المسترجعات أو اللاتي يتم ارجاعهن للمكتب من قبل الكفلاء لرفضها للعمل لديه أو لسوء المعاملة توضح أم هاني ذلك وتقول:” البعض من المكاتب حتى لايدفع الكثير يحاول أن يبحث عن كفيل آخر ليأخذها رغم عيوبها وذلك من أجل الربح المادي، حيث هناك الكثير من الزبائن يبحثون عن خادمات ولو لمدة مؤقتة مقابل راتب شهري للخادمة وهذا السوق رائج كثيرا في الكثير من المكاتب، وهذا طبعا أمر غير قانوني”. وحول التهمة الموجهة لمكاتب الخدم أنها تحرض الخادمة على رفض العمل بعد شهر أو الهروب. تؤكد أم هاني ذلك بالقول:” هذا الكلام غير صحيح والمكتب ليس له مصلحة بذلك، بل إن هروب الخادمة يسبب ضررًا كبيرًا على سمعة المكتب، وفي كثير من الأحيان المكتب يتحمل بعض الخسائر ليتفادى المشاكل والصراخ من الزبائن حيث إن أكثر زبائننا هن من النساء”. من بنود عقد الاتفاق في حالة استقدام خادمة ? إذا طالب الكفيل بإعادة المبلغ الذي دفعه نقداً. فإنه يتم إعادة نصف المبلغ وإذا طلب تسفير الخادمة يكون المكتب ملتزما بشراء تذكرة السفر وتسليمها إلى الكفيل من أجل إلغاء إقامة الخادمة . ? المكتب غير مسؤول عن أي خادمة يتركها الكفيل في المكتب من غير تسلم سند موقع من صاحب المكتب. ? لايتحمل المكتب أي مسؤولية في حالة هروب الخادمة من العمل لدى الكفيل بعد تسلمها من المكتب. ? في حالة هروب الخادمة من الكفيل فإن المكتب لايلتزم برد أي مبلغ نقدي للكفيل أو تعويضه بخادمة أخرى. - يقوم الكفيل بإجراء الفحص الطبي للخادمة خلال الأيام الأولي لوصول الخادمة وذلك في مدة أقصاها 14 يوماً والمكتب غير ملزم بأي ضمان بعد ذلك.