ارتياح في السودان حيال مساعي دعم الوحدة بين الشمال والجنوب

يسود ارتياح كبير الأوساط السياسية السودانية جراء تصريحات بثتها حكومة الجنوب بزعامة سلفاكير وأخرى بادرت بإعلانها حكومة الوحدة الوطنية بزعامة البشير، أكدت جميعها تضافر الجهود لتعزيز مساعي الوحدة بين الشمال والجنوب وأشارت إلى قرب تجاوز نقاط الخلاف بين الشريكين في مسائل جوهرية تتعلق بالقوانين والانتخابات. ويرى مراقبون أن تزامن تصريحات نائب الرئيس السوداني علي عثمان عن مساعي حزبه بجعل الوحدة بين الشمال والجنوب هدفًا يتحقق طواعية عبر الحوار مع تصريحات لنائب حكومة الجنوب د.رياك مشار في ذات الشأن يشير إلى تقارب جديد بين الشريكين في الرؤى حول وحدة البلاد. وأشار المراقبون إلى أن مبادرة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، والتي انتهت بتوقيع إعلان مبادئ أمس الأول في جوبا، نجحت في تحريك المياه الراكدة في المجرى السياسي للاستنهاض الفعاليات الحزبية من أجل القيام بمسؤولياتهم الوطنية بإدارة الأزمات التي تواجه البلاد عبر الحوار والمشاركة الفاعلة في وضع الحلول. وكان حزب الأمة القومي والحركة الشعبية لتحرير السودان قد وقعا في مدينة جوبا عاصمة جنوبي السودان على مذكرة تفاهم حول استفتاء تقرير مصير جنوب السودان المزمع إجراؤه في عام 2011 حسب اتفاقية السلام الشامل والعمل على جعل الوحدة بين شمال السودان وجنوبا خيارًا أساسيًا للسودانيين. كما اتفق الطرفان على تكوين لجان عليا مشتركة لإدارة الأزمات التي تمر بها البلاد. ووصف زعيم حزب الأمة الصادق المهدي المبادرة بـ«الخطوة الإيجابية نحو الوفاق الوطني وتجاوز مشكلات البلاد»، مناشداً المجتمع السوداني والدولي بدعم المبادرة . وقال «إن المبادرة قومية تهدف لتجاوز الأزمات التي يمر بها السودان ووضع حلول سريعة للعقبات التي تعترض توجه البلاد نحو التغيير الديمقراطي وإحلال السلام الشامل في دارفور وجنوب السودان». وأضاف «إننا نأمل أن يشارك جميع السودانيون في وضع معالجات لمشكلات بلدهم، كما نتوقع أن تحظى المبادرة باهتمام ودعم على المستويين المحلي والإقليمي». ومن جانبه، أكد د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب إنه تم تجاوز معظم النقاط الخلافية حول قانون الاستفتاء وأكد أنهم مجمعون حول ما يختاره الشعب بعد الرجوع إلي دستور البلاد القومي. وأضاف إن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اتفقت مع حزب المؤتمـــر الوطـــني على تعديل القوانين المؤثرة على التحول الديمقراطي في السودان بما في ذلك قانــــــون الإجراءات الجنائية وقانون النقابات، قبل نهاية دورة المجلس الوطني (البرلمان). إلى ذلك، قال عمر فرح عضو البرلمان السوداني إن مبادرة زعيم حزب الأمة سيكون لها أثر إيجابي على مسار الأحداث السياسية في السودان، خاصة أنها تناولت نقاط جوهرية أثرت علي عملية السلام في السودان. وأشار إلى أن حصافة الصادق الذي يتمتع بحنكة وخبرات سياسية واسعة مكنته من الوصول إلي جوبا وطرح مبادرته التي قوبلت بالترحيب من الحركة، مؤكدًا أن البلاد بحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تدعم مساعي الوحدة الوطنية. وقال إن معظم الأحزاب السـودانية كـان همــها الكبير إجراء التحالفات والبرامج من أجل الفوز بمقاعد في ميدان السلطة والحكم، وكانت أحيانًا تشير إلى مساعي لحل أزمة دارفور لكنها بقيت مجرد كلمات تجول داخل دور تلك الأحزاب، لكنها لم تثمر عن خطوة إيجابية تعزز أحاديثهم عن المصلحة الوطنية.