الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكوكو.. «نجار» تحول إلى «أراجوز» ليصبح معشوق الجماهير وملك «المونولوج»

شكوكو.. «نجار» تحول إلى «أراجوز» ليصبح معشوق الجماهير وملك «المونولوج»
23 مارس 2012
رغم احتفاء بعض الفضائيات الكوميدية بالذكرى السابعة والعشرين لرحيل محمود شكوكو من خلال عرض بعض أفلامه ومونولوجاته التى تمثل مادة أساسية لهذه القنوات، فإنه لم يحدث احتفاء حقيقى به يتناسب وما قدمه كواحد من نجوم الضحك، وأحد ملوك الكوميديا في ساحة الفن، خصوصاً وأنه يعد الفنان الوحيد الذي صنعت له تماثيل بيعت في الشوارع واشتراها الناس، كما صنعت تماثيل له من الحلوى كانت تباع في المناسبات الدينية، وطبعت صوره على علب الكبريت، وهو ما يمثل دليلاً على شهرته ونجوميته والحب الجارف الذي كان يكنه الجمهور له. (القاهرة) - يحسب محمود شكوكو، أنه حفر مشواره بنفسه وبعبقرية وذكاء نادرين، وأصبح أحد كبار فرسان الكوميديا على شاشة السينما، حيث صنع لنفسه تاريخاً حافلاً، وقدم أكثر من 100 فيلم عمل خلالها مع كل نجوم السينما وكبار مخرجيها، واضطلع في بعضها بأدوار البطولة المطلقة. أتقن النجارة ولد محمود شكوكو إبراهيم إسماعيل موسى في حي الدرب الأحمر بالقاهرة في 1 مايو عام 1913، لوالد يعمل نجاراً، وكان يريد لابنه أن يتعلم وأرسله إلى الكُتاب في سن مبكرة، ولكن الابن لم يبد حماساً للتعليم فما كان من أبيه إلا أن ألحقه بالعمل فى ورشته، وأتقن حرفة النجارة وخلال تلك الفترة تأثر كثيراً بصوت مطربة شعبية تدعى «زينب المنصورية» كانت تغني في الأفراح المجاورة لمنزله، وتبعها في كل مكان تغني فيه. وبمرور الوقت تطوع بالغناء مجاناً في الأفراح، وكان يخرج من منزله سراً ليحييها، واستمر على هذه الحال أربع سنوات، حتى حدث خلاف كبير مع والده، واستقل بنفسه وافتتح ورشة نجارة خاصة به حتى يكون حراً في عمله وفي هوايته. شكوكو كمنولوجست ولعبت الصدفة دوراً كبيراً في دخوله عالم الفن، ففي بداية الأربعينيات من القرن الماضي شارك في إحياء فرح أحد لاعبي الكرة المشهورين، وتقابل مع ممثل اسمه محمد صادق أعجب بموهبته، واصطحبه إلى علي الكسار فضمه إلى فرقته ليقدم المنولوجات الخفيفة بين فصول مسرحياته. وبدأ شكوكو يحقق النجاح كمنولوجست ما جعل علي الكسار ينتج له منولوجاته، وأشركه في بعض المشاهد التمثيلية في مسرحياته، وفي تلك الفترة شاهده واستمع إليه محمد فتحي، وكان من كبار مسؤولي الاذاعة المصرية فألحقه بالإذاعة لأداء منولوج، ومثلت هذه الخطوة نقلة مهمة في مشوار شكوكو، حيث زادت شهرته وانتشرت منولوجاته وبدأ الجمهور يرددها ومنها «ورد عليك» و«حبيبي شغل كايرو» و«أشوف وشك تمورو» و«بنت الجيران». وبدأ مؤلفو الأغاني والمنولوجات والملحنون ينتبهون لموهبته وجماهيريته، فقدموا له أعمالاً خاصة، حيث تعامل مع حسيب غباشي وفتحي قورة ومحمود إبراهيم، ولحن له الكبار أمثال منير مراد ومحمود الشريف وعزت الجاهلي، وقدم له الموسيقار محمد عبد الوهاب ألحاناً لبعض منولوجاته مثل «يا جارحة قلبي بإزازة» ولحن له زكريا أحمد أيضاً «بفلوسي» و«بنت البلد». الجلباب والطاقية ومن أجل أن يواكب مظهره وشكله الفن الشعبى الذي يقدمه، تخلى عن الملابس التقليدية، وارتدى الجلباب البلدي والطاقية فوق رأسه والتي تحولت إلى «طرطور»، وتقبل الجمهور الزي الجديد له وأعجب به، والتفت الطبقات الشعبية حوله أكثر وزادت شعبيته بصورة أكبر مما تخيل هو نفسه. والتفت إليه مخرجو السينما، حيث استعان به المخرج نيازي مصطفى عام 1944 ليشارك في فيلم «حسن وحسن» مع حورية حسن، واعتمدت عليه السينما فى الشكل الجديد للبطل، حيث قدم فيلم «شارع محمد علي» مع عبد الغني السيد وهاجر حمدي، ولم تتأخر أدوار البطولة المطلقة في الوصول إليه من خلال أفلام «عودة طاقية الإخفاء» عام 1946، و«البريمو» و«بنت المعلم» 1947، و«حدوة الحصان» عام 1949، كما شارك فى أفلام «أحب البلدي» و«الدنيا بخير» و«الصبر طيب» و«صاحب بالين» و«عنبر» و«أحبك أنت» و«الستات كدة» و«ليلة العيد» و«بنت حظ». وحمسه نجاحه ونجوميته لتكوين فرقته الغنائية الاستعراضية الخاصة عام 1946، وحققت عروضها نجاحاً كبيراً، خصوصاً وأنه بذكائه الفني أضاف لعروضها مسرحيات كوميدية قصيرة من ذات الفصل الواحد، وحققت فرقته على مدى عشر سنوات نجاحاً هائلاً، وطاف بها العديد من البلدان العربية والأوروبية. فن «الأراجوز» وفى بداية الخمسينيات واصل انطلاقته السينمائية محافظاً على النمط والشكل الفني الذي اختاره لنفسه، ولعب بطولة «عنتر ولبلب» مع حورية حسن عام 1952، وقدم بعده «بلدي وخفة» و«أسمر وجميل» و«ظلموني الناس» و«أفراح» و «المعلم بلبل» و«شباك حبيبي» و«الصبر جميل» و«فتاة السيرك» و«خد الجميل» و«ابن الحارة» و«انتصار الحب» و«ماليش حد». وحين لمس شكوكو في نهاية الخمسينيات تراجع شعبيته، فكر في اتجاه جديد يعيد به إنعاش جماهيريته وهداه تفكيره لإحياء فن «الأراجوز» الذي تعلم فنونه ومهاراته في بدايات الأربعينيات عندما شاهد فرقة رومانية للعرائس تقدم عروضها بالقاهرة، وأخذ على عاتقه إحياء هذا الفن من خلال إنشاء أول مسرح للعرائس في مصر عام 1960، وقدم من خلاله العديد من عروض الأراجوز ومسرحيات العرائس، ولم يكتف بذلك، حيث استأجر سيارة نقل كبيرة وحولها إلى مسرح، وطاف بها محافظات مصر واستعاد شعبيته مرة أخرى، خصوصاً وأنه بعد نكسة يونيه 1967 بدأ يوجه إيرادات عروضه داخل مصر وخارجها لصالح المجهود الحربي، فأكسبه هذا الحس الوطني مزيداً من حب الجمهور واحترامه. وفي بداية السبعينيات أنشأت الدولة مسرحاً للعرائس وقرر مسؤولو الثقافة الاستفادة من جهوده وشهرته ونجوميته، فأنشأوا «فرقة المنوعات» وانضم إليها ليكون أهم أعضائها ويحقق بها نجاحات هائلة، خصوصاً وأنه طاف بعروضها عدداً من الولايات الأميركية وبعض الدول الأوروبية. متاعب نفسية ورحيل في الثمانينيات انضم شكوكو إلى فرقة «الفنانين المتحدين» المسرحية وشارك في عدد من عروضها ومنها «الزيارة انتهت» مع محمود ياسين وشويكار، و«زقاق المدق» مع معالي زايد وصلاح السعدني عام 1984، وخلال عرض المسرحية شعر ببعض المتاعب الصحية وازدادت حالته سوءاً بعد وفاة زوجته في شهر سبتمبر من نفس العام، وساءت حالته النفسية بعد أن ظن أن نهايته اقتربت، وتم نقله إلى مستشفى القاهرة التخصصي أول فبراير عام 1985 وهو يعاني حساسية صدرية شديدة، وتوفى في مارس 1985 عن 71 عاماً، بعد أن عاش حياة أسرية مستقرة مع زوجته وأبنائه الثلاثة سلطان ومنيرة وحمادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©