الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اللقاءات الخليجية.. إلى أين؟

18 مايو 2010 23:45
لم يتوقع أكثر المتشائمين أن تكون اللقاءات الخليجية الرياضية إلى هذا المستوى من الشد والتعصب والفرقة بدلاً من الندية والإثارة والمتعة والدعوة إلى التلاحم، هكذا أردنا للقاءاتنا الرياضية أن تكون ميداناً للتراشق الإعلامي في وسائل الإعلام الرسمية وفي المنتديات وبين الجماهير والمسؤولين بمختلف شرائحهم، فقد رسموا لرياضة الخليج طريقاً ومسلكاً لا نبتغيه وبعيداً كل البعد عن أهدافها المرجوة بدءاً من دورة كأس الخليج التاسعة عشرة مروراً بأحداث مماثلة في البطولات الأخرى وانتهاءً ببطولة الخليج للأندية التي جمعت أندية الوصل والنصر السعودي وقطر القطري في مباراتي بطولة الخليج للأندية التي بدأت بعقوبة حرمان الوصل من مساندة جماهيره والأحداث التي رافقت مباراة تتويج الوصل بطلاً للبطولة ورفض الفريق القطري تسلم ميدالياته انتهاءً بقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بمقاطعة أنديته للبطولات الخليجية. لقد كانت الرياضة دائماً وأبداً وسيلة للتقارب والتآخي والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد والإقليم الواحد والقارة الواحدة والعالم أجمع، هذه هي رسالتها وأهدافها ولهذا وجدت الدعم كل الدعم من الحكومات والمنظمات وأكدتها الدساتير ووضعت لها نظماً ولوائح لتعزيز هذا التوجه إلا أن ما ذهبت إليه الرياضة الكروية اليوم تدعو إلى التوقف والتأمل لواقعها المرير وخروجها عن النص وابتعادها عن الأهداف وانزلاقها إلى هاوية البغض والكراهية بين أبناء مجلس التعاون وأبناء العروبة. رياضة الخليج ولقاءاتها باتت تشكل هاجساً أمنياً لرجال الأمن في دولنا وعند أي لقاء يجب أن نستنفر كل قوانا الأمنية للحفاظ على أمن المباراة ولاعبيها وجماهيرها وأصبحت تشكل عبئاً على رجال الأمن وحيرتهم في التعامل معها كرياضة أم كقضية جنائية بحق اللاعبين والجماهير والحكام وتطول القائمة لتصل إلى الأجهزة الفنية كما بدر من طبيب نادى الهلال السعودي. لقد أثبتت الأحداث التي رافقت المباراتين بأن لوائح البطولة ليست بالمستوى التي تؤهلها بتنظيم البطولة والارتقاء بها، وضبط الأمور في المستطيل الأخضر ولا على المدرجات بدليل بأن العقوبة التي صدرت بحق الوصل لم يستند فيها إلى بند في لائحة البطولة ولم تكن هناك مخالفة تستحق العقوبة بدليل أن لا مخالفة صريحة نصت عليها اللوائح يعاقب عليها الوصل وإنما نتيجة ضغط الإعلام الرياضي السعودي وتصريحات المسؤولين الرياضيين هناك دعت اللجنة التنظيمية لاتخاذ هذا القرار إرضاءً لطرف على الطرف الآخر وتردد اللجنة في إحالة الأمر إلى “الفيفا” الذي ليس طرفاً في هذه البطولة وهو غير معترف بها كونها بطولة إقليمية بعيدة عن تبعيته وإشرافه عليها. لقد وصلنا في مسيرتنا الكروية الخليجية إلى مستوى يضعنا أمام مسؤولية العمل بلوائح الاحتراف التي اخترناها طريقاً للتطور الذي ننشده وعلينا أن نكون كذلك في إدارتنا لبطولاتنا التي ننشد من ورائها الارتقاء بكرتنا والوصول بها إلى العالمية لا التعامل مع الأحداث بطريقة حب الخشوم والانفعال الزائد والرضوخ إلى ضغوطات الإعلام والمسؤولين والمتشنجين. نحن لا نلوم الاتحاد السعودي على قراره إلغاء مشاركة أنديته في جميع بطولات الخليج على الرغم من عدم قناعتنا به أولاً في توقيت صدوره، ففي الوقت الذي كان قادة دولنا يلتقون في الرياض في قمتهم التشاورية إذ بالاتحاد السعودي يصدر قرار المقاطعة، قمة في التضارب في اللقاءين الخليجيين في المكان والزمان الواحد، فإن كنا نريد التمتع بجمالية الرياضة وبلوغ أهدافها فعلينا الابتعاد عما يشوبها من ممارسات خاطئة وعدم الخروج عن لوائحها المنظمة والتمسك بقيمها.. فإلى أين نحن سائرون بلقاءاتنا الخليجية؟، هل نطمح إلى أن تكون وسيلتنا إلى التطور والرقي أم نريدها مضيعة للوقت؟.. فالتزاماتنا القارية أكثر جدوى لكرتنا وتفرض علينا واقعاً جديداً يحتم علينا الاستغناء عنها والتوجه إلى ذات الجدوى فنياً بعيداً عن العبث والعك والخروج عن النص وفي النهاية إخفاقات نتباكى عليها. عبد الله إبراهيم | Abdulla_binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©