الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الميركات» حيوان يعيش تحت الأرض في مجموعات والأمهات الأكثر قوة ونفوذاً

«الميركات» حيوان يعيش تحت الأرض في مجموعات والأمهات الأكثر قوة ونفوذاً
27 مارس 2011 19:57
الميركات معروف أيضا بالـسرقاط، وهو حيوان لاحم صغير يعيش ضمن مجموعات وينتمي إلى عائلة النموس، ويعيش الميركات في بلدان جنوب أفريقيا بما فيها أفريقيا الجنوبية وناميبيا وبوتسوانا وأنجولا، خصوصا في المناطق القاحلة الممتدة على الجانب الجنوبي الغربي، والمجاورة لمناطق السافانا الجنوبية والكارو وهايفلد الواقعة في جنوب أفريقيا، والتي يعتبر وجودها شائعاً هناك، وهذا الحيوان الجميل موجود في متنزه العين للحياة البرية، وقد وجهنا مجموعة أسئلة لإدارة المتنزه للتعرف على المزيد من المعلومات عن الميركات، وقد علمنا أن لهذا الحيوان الجميل بنية اجتماعية فهو يعيش ويتعاون كفريق في كل تحركاته. لأن الميركات بطبعه متعاون في حالات الولادة والتربية، فإن أعضاء مجموعة الميركات تساعد بعضها على تربية الصغار، حتى وإن لم يكن لها علاقة قربى مباشرة، ويعيش الميركات ضمن مجموعة تضم ما بين 2 و50 عضوا، والزوجان هما المهيمنان ويتبعهما ذريتهما التي تبقى ضمن العائلة حتى سن البلوغ، من أجل مساعدة الزوجين على الاعتناء بالمزيد من الصغار، وعادة ما يكون الزوجان الرئيسان هما العضوين اللذين يوفقان بولادة ناجحة ضمن المجموعة، ويعتمد بقاء الصغار على قيد الحياة على الأمطار، التي لها تأثير على مدى توفر كمية الطعام، كما يستند بقاؤها على توفر عدد الأعضاء المساعدة في تربية الصغار، لأن الحياة تتطلب أعضاء للحراسة خشية أي هجوم من الأعداء، بجانب أعضاء يعملون لتوفير المتطلبات. مواليد الميركات يقول فرشيد مهردادفر مدير تجمع الحيوانات في متنزه العين: حين تلد أنثى الميركات فإن هناك أيضا أعضاء يتكفلون بالمساعدة، وتتم رعاية مجموعة مواليد الميركات التي تضم عادة من واحد إلى سبعة مواليد، وذلك من قبل أعضاء الميركات البالغة إلى أن يحين موعد خروج الصغار من جحرها الكائن، وهو يقع تحت الأرض وذلك عند بلوغها ثلاثة أسابيع من العمر، وفي كثير من الأحيان تلد الإناث غير الرئيسية أيضا وترضع ما يزيد على خمس إناث مختلفة مواليد الميركات الأخرى في مشهد من التكافل بين أفراد المجموعة من الإناث، والتي يصل عددها عادة إلى 13 مولوداً. ويضيف فرشيد: تبدأ صغار الميركات السفر مع أعضاء المجموعة عند بلوغها أربعة أسابيع من العمر، وهي تتغذى على اللافقريات والفقريات الصغيرة بمساعدة البالغين من الميركات، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمرها، وعلى صغار الميركات تعلم كيفية التعامل مع المواد الغذائية الصعبة، بما في ذلك العقارب التي من المحتمل أن تكون خطرة، لذلك تعمد أعضاء الميركات البالغة إلى تعليم الصغار ومساعدتها على كيفية التعامل تدريجيا مع الفرائس صعبة المنال، وعلى عكس قريناتها من النموس، لا تعتمد صغار الميركات بشكل دائم على مجموعة معينة من أعضاء الميركات المساعدة، إذ أن تلك الأخيرة لا تفرق بين الصغار ذات صلة أو بعيدة القربى، وعلى الأرجح تتخذ قرارات المساعدة استنادا إلى عمر الميركات المساعد وجنسه، وعلى مقدرته إطعام الصغار في وقت معين، ويقاس مدى نجاح تجربته من خلال عثوره على الطعام خلال الفترة الأخيرة. صاحبات نفوذ وحيوان الميركات لديه خطط وتكتيك دفاعي وذلك يدل على الذكاء، مثلما دل على ذلك عملية الإرضاع من الإناث لصغار إناث أخريات، وربما لفطرة تدلهم على أهمية ان يكون عدد المجموعة أكبر لخلق مزيد من القوة، بدلا من تركها تموت جوعا وتخسر المجموعة فريقا من الصغار قد يكبرون بسرعة ليدافعوا عن البقية، وعندما تقوم الأنثى بهذه الخطوة فهي تفعلها بعد طرد أمهات أخريات لأنها الأم الرئيسة ذات النفوذ وترغب في الحفاظ على صغارها من بقية الأمهات، ولذلك تستطيع حيوانات الميركات وضع منطقة دفاع، وهي تدافع عن أرضها ضد المجموعات الأخرى الدخيلة. فربما تكون المجموعات الدخيلة مجاورة لها أو أنها تشكلت حديثا وهي تبحث عن أراض جديدة، أو ربما تكون مجموعات صغيرة من الذكور التي تترك مؤقتا مجموعتها بهدف التزاوج مع إناث المجموعات الأخرى، وتبلغ مساحة الأرض التي تسكنها مجموعة الميركات عادة من 1 إلى 3 كلم مربع، وهي تشكل مركزا دفاعيا منتظما ذا مظهر وعرض مهيب يهدد المجموعات الدخيلة، وفي حال لم تنجح تلك العروض التأثيرية فالقتال هو خيارها الوحيد. تشتت الإناث والذكور يبلغ الميركات مرحلة النضوج عند مرور سنة من عمر ولادته، وتتفرق الذكور من تلقاء نفسها عند بلوغها ما بين 18 و30 شهرا، سواء للهجرة إلى مجموعة قائمة أصلا واحتلال مكان الذكور الموجودة أو الرئيسة فيها، أو لتشكيل مجموعة جديدة مع إناث جديدة، فالإناث لا تهاجر أبدا من تلقاء نفسها بهدف البقاء ضمن مجموعات أخرى قائمة، إنما تتعرض للطرد من قبل الأنثى الرئيسة لمجموعتها الأصلية التي تكون في المراحل الأخيرة من حملها، أما الإناث الحوامل الأخرى فإنها تكون أكثر عرضة للطرد من قبل الأنثى الرئيسة للمجموعة، التي تستخدم هذا التكتيك بهدف زيادة فرص بقاء صغارها على قيد الحياة، لأنها تكون عرضة للأكل من قبل الأمهات الأخرى، وعلى الرغم من أن معظم الإناث المطرودة تعود إلى مجموعتها الأصلية بعد أن تضع الأنثى الرئيسة مواليدها، فقد يتفرق بعضها بشكل دائم وتشكل مجموعات جديدة إلى جانب ذكور غريبة عن مجموعتها بشكل عام، ولا يأتي تشتت الإناث عنوة إنما يعتبر تشتت الذكور أمرا طوعيا.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©