السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البقمي والمحيني والبوعينين يتأهلون والرميثي يتحدى بالغزل

البقمي والمحيني والبوعينين يتأهلون والرميثي يتحدى بالغزل
23 مارس 2012
مساء الثلاثاء الفائت كان الجمهور على موعد مع الحلقة الأخيرة من المرحلة الثالثة من مسابقة “شاعر المليون”، وقد حضر الشعر بأبهى تجلياته، حيث بدا البيرق في متناول مجموعة من الشعراء الذين أمكنهم تجاوز الكثير من المراحل الصعبة، ولا تزال أمامهم بعضها، في حين صار واضحاً لهم، وللجنة التحكيم، ولجمهور المتابعين أيضاً، أنهم جميعاً يستحقون الفوز، وأن المسافات الفاصلة بينهم تكاد تكون غير مرئية، وإن كان لابد من وجودها ليكون الرابح الفعلي هو متقدم بين متساويين. في مستهل الحلقة رحب مقدما البرنامج حسين العامري وحصة الفلاسي بأعضاء لجنة التحكيم: سلطان العميمي، حمد السعيد، ود.غسان الحسن، معلنين تأهل كل من الشاعرين عبدالله البقمي وبدر المحيني بأصوات الجمهور، فحصل الأول على نسبة 63% من مجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور، فيما كان نصيب الثاني 62% منها ليحجز الشاعران مكاناً لهما في تصفيات المرحلة السادسة، في حين سجل خروج بقية الشعراء من مرحلة الـ12 وهم صقار العوني (45%)، ومشعل الدهيم (44%)، ونايف الدوسري (58%). ستة شعراء الجدد وفي ختام الحلقة أعلن حسين العامري عن الشاعر المتأهل بقرار من لجنة التحكيم إلى مرحلة الـ6، وهو الشاعر علي البوعينين التميمي الذي حصل على 47 درجة من 50، أما بقية الشعراء فسيكون عليهم الانتظار حتى بداية الحلقة المقبلة لمعرفة نتائج تصويت الجمهور، وقد جاءت نتائجهم في الحلقة الماضية على النحو التالي: راشد أحمد الرميثي 45%، سيف مهنا السهلي 44%، علي الغامدي 45%، ماجد لفى الديحاني 44%، منصور الفهيد 44%. واستضافت خشبة مسرح شاطىء الراحة ستة من الشعراء الجدد هم: راشد أحمد الرميثي من الإمارات، سيف السهلي، علي البوعينين، علي الغامدي، منصور الفهيد، من السعودية، ومن الكويت الشاعر ماجد لفى الديحاني، ليقدموا إبداعاتهم الجديدة. الرميثي: الموقع من الإعراب كان راشد أحمد الرميثي من الإمارات أول المتقدمين إلى حلبة الشعر، وهو اختار الغزل، عبر قصيدة أعطاها عنوان بـ “الموقع من الإعراب”. رصد فيها د. غسان الحسن حالة من التورية التي جاءت بمعنيين، معنى مقصود أكثر من المعنى الآخر، حيث ذهب الرميثي نحو اللغة والبلاغة والعروض والصرف لإيصال المعاني التي يريدها، لكنه اقتصر على فن التورية دون سواها، ما جعل المسألة لا تحتمل، وتمنى الحسن لو أن التورية جاءت جزئية في النص لكان ذلك أفضل، ولأوضحت أن الشاعر يعرف في فنون أخرى. من جهته سلطان العميمي رأى أن القصيدة جميلة، لكنها لا تعتمد على التجربة بقدر ما تعتمد على الصناعة المبنية على اللغة العربية، أي ما يتعلق بحركات التشكيل والتفعيلات والإعراب وحروف الجر، ومع ذلك فإن النص يحتاج إلى ذكاء من أجل بناء الصور الشعرية، وهو ما نجح فيه الشاعر، وأوضح العميمي كذلك أنه لم يمر عليه مثل هذا الأسلوب منذ بداية المسابقة، وهو ما رأى فيه نوعا من التجديد والجمال الشعري، وما وجده العميمي في النص استحضار جمال اللغة وحركات الإعراب وأسماء الأعلام واستعراض المعلومات، وبشكل عام جاء البناء متناسقاً، وإلى خلوه من الفجوات في الأفكار. حمد السعيد رأى أن النص جاء في قالب عاطفي جميل، حيث وظف الشاعر أدوات اللغة في شعر لا يعترف عادة بتلك الأدوات، فبدا الأسلوب متميزاً، وما أعجب السعيد ترابط النص من بدايته إلى نهايته، سيما وأنه كتبت بإدراك وبوعي. السهلي يواكب ممدوحه كان سيف السهلي ثاني شعراء الأمسية، حيث ألقى فيها قصيدة أهداها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وقد حمل النص اسم “حاكم دبي”، وقد دفع العميمي للقول معلقاً أن السهلي كان متميزاً كعادته بشعره وبحضوره، وأضاف أن أغلبية قصائد المدح تذهب إلى صور نحو الارتفاع والمجد والعلو، وقد جاء الشاعر بعدد غير قليل من المفردات التي تذهب إلى تلك الدلالات، كما لاحظ العميمي اعتماد السهلي على أسلوب العطف، حيث يعطف الشطر الأول على الثاني، أو أنه استخدم العطف بين المفردات في ذات البيت، وهذا الأسلوب يساهم في خفوت الشاعرية. أما الصياغات الشعرية ففيها ما يميز الشاعر، وجاءت لتدل على الشاعرية المرتفعة في كثير من الأبيات. حمد السعيد أشار إلى أن المديح يحد عادة من شاعرية الشاعر، ويقيدها بقيوده، ومع ذلك ظهرت في قصيدة السهلي عدة صور جميلة إلى جانب التسلسل، مبدياً إعجابه ببعض الأبيات، فهذا الجمال الشعري ـ كما قال ـ نادراً ما نجده، ثم إن قصر الطَّرِق لم يعق الشاعر في إنجاز نص متميز. د. غسان الحسن قال: عندما يكون الممدوح متميزاً في جوانب كثيرة سواء على مستوى منجزاته أو على مستوى شخصه فإن ذلك يساعد الشاعر على الإتيان بأشياء كثيرة، وهنا تألقت شاعرية الشاعر وتجلت بحكم ما يملكه من تجربة عميقة، أما القافية فهي من القوافي الصعبة العسرة، فيما كادت الأبيات الشعرية أن تكون كلها محملة بالصور الشعرية، وأي بيت هو شاهد على ذلك، وما أعجبني أن الشاعر جعل شعره لصيقاً بالممدوح وبمنجزاته وبتوجهاته وبنسبه وبشخصيته. البوعينين: عند حسن الظن بعد ذلك تقدم الشاعر السعودي علي البوعينين بنص شعري وصفه حمد السعيد بأنه جاء على بحر الهجيني الطويل، وهو جميل جداً، كما انه نص عاطفي حبكه شاعر محترف، فالشاعر أعطى مفاتيح النص من خلال بيتين، في حين كان التسلسل واضحاً في نص مترابط، وختم بالقول: إن البوعينين شاعر شامخ، وليس غريباً عليه أن يكتب هكذا نص. ولم يُفاجأ د. غسان الحسن بمستوى النص الذي قدمه البوعينين، حيث إنه ومنذ بداية المسابقة وهو يأتي بنصوص حسنة، ولم يتردد الحسن في القول مشيداً: “هذا هو الشعر”، فقد عبر الشاعر منذ مطلع القصيدة عن جمال بقية الأبيات التي تسلسل منها إلى موضوع النص الذي حاصر فيه الشاعر نفسه شعرياً ببلاده لتصبح داخله، كما لجأ الشاعر إلى كشف ما في ذلك الفضاء الوطني من مجهودات، ومن فقر، ومن فئات إلى أن وصل إلى النهاية التي بقيت مفتوحة. من ناحيته وجد سلطان العميمي أن النص كان عبارة عن مونولوج فيه سفر في الذات والذكريات وبوح، كما فيه استحضار لثلاث أزمنة من خلال 3 أجيال، وفي النص كذلك استحضار للمكان وللزمان اللذين جاءا مرتبطين بصورة كبيرة من خلال عدة مفردات، حيث امتزجت عناصر الزمان والمكان بوعي وطرحها الشاعر بشكل جميل، وبناءً على كل ذلك جاء النص جميلاً، وفيه رومانسية واضحة، ورهافة في الإحساس، وإتقان ووعي، واصفاً الشاعر بأنه متميز. الغامدي: سطحية الوصف الشاعر السعودي علي الغامدي أطرب جمهوره بنص شعري عاطفي عنوانه: “يا فيض الشعور”، رأى د. غسان أن في القصيدة استقراء لبعض مجريات الأمور وحياة الناس، والشاعر يذهب بالموضوع نحو الحكمة أو النصيحة، غير أن القصيدة جاءت وصفية وسطحية، فلم يتم تكثيف المعطيات فيها للوصول إلى الحكمة وإلى المثل، كما أن الصور لم تأتِ مكثفة، في حين كانت 80% من الأبيات على حافة المباشرة. سلطان العميمي أشار إلى أن الغامدي تحدث بضميري الأنا والجماعة التي ينتمي إليها، ومن خلال النص بدا واضحاً أن هناك استحضارا لمختلف أنواع الصراع بين الكتابة القول، بين الخير والشر، بين الوجه الحقيقي والآخر المقنّع، وهذا ما يظهر الوعي في الطرح، والصراع الفكري بين البشر، ومع كل ذلك لم يغفل الغامدي الصور الشعرية الجميلة، ولا عن الصياغات التي رفعت من المستوى الفني للنص المميز والجميل. أما حمد السعيد فقد وجد النص جميلاً جداً بدءاً من طَرْقِه، وصولاً إلى ما فيه من مفردات وصفات يعشقها الرجال والمرتبطة بالجلد وبالصبر وبعدم الاستسلام، وما أعجب السعيد طريقة الربط بين أبيات وأخرى، حيث أن أبياتاً جاءت تهيئة لأبيات تليها، وأضاف موجهاً كلامه للشاعر: “أبياتك لم تأتِ من فراغ، ونصك مترابط وفيه إبداع شعري وصور شعرية واضحة”. الديحاني... تفكك النص جاء إثر ذلك دور الشاعر ماجد الديحاني عبر قصيدة رأى فيها سلطان العميمي غزلاً لغوياً غير قائم على التجربة أو على الوصف المباشر، وما فيها من أوصاف تدور حول تأثير المعشوقة على الشاعر أكثر من وصفها هي، كما غلّب الشاعر الوصف الروحي على الوصف الحسي، لكن الوصف جاء جميلاً والصياغات التي جاءت فيه كذلك كانت جميلة، وما استوقف العميمي البيت الأخير الذي كان بإمكان الشاعر الاستغناء عنه لأنه بعيد عن الجو الرومانسي. أما حمد السعيد فوجد أن النص ينتمي إلى الغزل العفيف الراقي أو “الحشيم” على حد تعبيره، وهو جميل جداً ويدل على تجربة ذاتية. في حين لمس د. غسان الحسن تفككاً في النص، فبرر الشاعر ذلك بأنه اضطر إلى اختصاره لأنه كان مكوناً من 25 بيتاً، وأضاف د. الحسن أن ما يحكم عليه هو نتف من تجربة، ومع ذلك أشار إلى الأبيات الجميلة، كما انتقد تكرار مفردات بعينها في بعض الأبيات، وكذلك الأبيات التي لم تخدم القصيدة بسبب تداعي الفكرة دون حساب في المشاعر، ما أسهم في إضعاف النص فقط دون الشاعر. مناجاة الفهيد إثر ذلك قدم منصور الفهيد نصاً هو عبارة عن مناجاة للخالق، تحدث عنه حمد السعيد بالقول: يبدو كأنه ثمة ندم في النص تدل عليه مفردة “تطهر”، وقد كان أسلوب منصور جميلاً وواضحاً. كما أشار السعيد إلى خصوصية اللهجة التي قدمها الشاعر من خلال عدة مفردات. د. غسان الحسن أكد أن الشاعر سار من خلال تلك القصيدة على نهج كثير من الشعراء من أمثال الهزاني وبن لعبون، كما أشار إلى جمال البيت الأول، وإلى البيت الثاني الذي جاء مرادفاً للأول، وعلّق على التباين المتميز بين بعض الصور، وعلى التسلسل الرائع في الأبيات الذي جعل من القصيدة متقنة جداً. سلطان العميمي ختم آراء لجنة التحكيم بالقول: إن الصدق أثبت نضج الشاعرية، والاعتناء بدا جلياً في كل بيت، ولهذا اعتبر النص من النصوص المتميزة في المسابقة. مجاراة متميزة اختار شعراء الأمسية شعراء استثنائيين لمجاراتهم، فذهب راشد أحمد الرميثي لمجاراة قصيدة الماجدي بن ظاهر إيماناً منه بأهمية الشاعر وبتواصل الأجيال، ومما جاء في بداية المجاراة، أما سيف السهلي فجارى قصيدة للشاعر سعيد بن دري الفلاحي، وذلك لأهمية الفلاحي في الساحة الشعبية. من جانبه علي البوعينين جارى قصيدة للشاعر الكويتي سعيد الحريّص على قاعدة أن الحريّص قامة شعرية باسقة. في حين اختار علي الغامدي قصيدة لمحمد أحمد السديري لمجاراتها، وذلك لأهمية الشاعر. ماجد الديحاني جارى قصيدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وكانت آخر مجاراة مع منصور الفهيد الذي جارى بن لعبون في إحدى قصائده. د. غسان الحسن رأى في مجاراة الرميثي أنها جميلة لغوياً، لكنها ارتكزت على معنى بن ظاهر ثم ذهب من خلالها إلى مجال آخر غير الذي ذهب إليه الماجدي، أما مجاراة السهلي فقد تتبعت الشاعر في المعاني، لكن السهلي جاء بأوصاف المحبوبة بشكل كاريكاتوري، فيما تتبع البوعينين معاني القصيدة التي جاراها، وكذلك التصوير، فأتقن في ذلك، ولم يخرج عما يجب قوله، وكان هذا حال الغامدي الذي أحسن في مجاراته، غير أنه كان خشناً جداً، الديحاني كذلك تتبع المعنى جيداً، وختم بالفهيد الذي لم يذهب إلى المجارة إنما إلى الاتكاء على الشاعر والذهاب إلى موضوع آخر. سلطان العميمي رأى أن الرميثي خاطب الشاعر ولم يجاريه، وكأنه يرد عليه، ثم ذهب إلى خطف الموضوع، لكن البداية جاءت بصورة خطابية، وما يميز الرميثي أنه يملك زمام تطويع اللغة، السهلي كانت قصيدته مرصعة بالجمال وبالصور الجميلة، فيما وصف قصيدة البوعينين بالرهافة، كما قال على قصيدة الغامدي بأنها جارت الصورة مع أنه كان يجب الاعتناء بالصور الشعرية أكثر، أما الديحاني فكانت مجاراته هي الأكثر إتقاناً من بين زملائه، في حين لم تذهب أبيات الفهيد إلى الموضوع على الرغم من روعتها. من جهته قال حمد السعيد إن الرميثي أتقن المجاراة، متمنياً لو أنه ابتعد عن الساحة الإماراتية فاختار شاعراً آخر، أما السهلي فكان جميلاً في مجاراته، وبالنسبة لقصيدتي “العليين”الغامدي والبوعينين فكانتا بعيدتين عن القصيدتين اللتين جاراهما على الرغم من الإتقان فيهما، الديحاني والفهيد من جهتهما جاريا بشكل جميل. تحليل ونتائج من استوديو التحليل أشارت د. ناديا بوهنّاد إلى أن الرميثي بدا قوياً وثقته بذاته عالية، ولم يظهر عليه الارتباك أو الخجل، فيما زادت حركات السهلي الدالة على قلقه، وهو بذلك تراجع قليلاً عما سبق، والبوعينين كان مرتاحاً ومستعداً للتقييم، حاله في ذلك حال الغامدي صاحب الكاريزما الواضحة، الديحاني من جانبه لم يكن يشعر بالراحة، مع العلم أنه كان متفاعلاً ومتحمساً، أما الفهيدي فلم يبتسم نهائياً إنما كان جامداً، لكنه كان متفاعلاً، وثقته عالية بذاته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©