الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل أتزوج أخت زوجتي ؟

27 مارس 2011 19:59
المشكلة: عزيزي الدكتور: تزوجت منذ خمس سنوات، ولم أنجب من زوجتي “ابنة خالتي” التي توفاها الله منذ سنة ونصف تقريباًـ رحمها الله ـ ، انني مقدم على طلب الزواج من اخت زوجتي يرحمها الله ولا يوجد لدينا اطفال. وكنت أحبها حباً كبيراً. ولديها شقيقة أصغر منها كانت تعلم قدر هذا الحب والمودة بيننا. وبعد الوفاة لم تنقطع علاقتي بأهل زوجتي لأنهم يعتبرونني ابناً لهم. وعلاقتنا قوية للغاية ويسودها الود والاحترام والمحبة. وقد فكرت أن أتزوج من تلك الأخت. وأستشف أن أهلها سيوافقون. لكنني أفكر في كيفية التعامل معها في كل النواحي، ابتداء من الخطبة إلى الزواج والعشرة. ولا أتخيل أن أسمعها نفس الكلام الذي كنت أقوله لأختها، رغم أنني عازم على أن أعوض كل ما أنقصته من حب لزوجتي المتوفاة إلى أختها. فهل يمكن أن أوفق في ذلك؟ وهل أستطيع أن أزيل هذا الحاجز النفسي بيني وبينها؟ وبم تنصحني؟ مشاري عبد الله النصيحة: أتفهم تماماً حساسية الأمر في هذا الموقف. وأحييك على نبل مشاعرك ووفائك للمرحومة زوجتك، ورغبتك في حل مشكلتك. فمن يستعين بالله عز وجل لن يضل أبداً. إن مشكلتك تتلخص في مشكلة شخصية بينك وبين نفسك وواضح أنك لا زلت تعيش ذكرياتك الجميلة مع المرحومة ولا تتصور معيشةً مع غيرها. وهنا أريد أن أذكرك أنه لا مسوغ قانونيا ولا شرعيا ولا اجتماعيا يدعم وجهة نظرك هذه، بل على العكس، اعتقد أن الشرع والدين والعرف والعادة، والمجتمع بشكل عام يدعمك في أن تستقر وتبدأ حياتك من جديد، وهذا لا يضيرك ولا ينقص من قدرك ولا قدر أي إنسان بل على العكس فالبداية الجديدة مطلب ملح لك حتى تتحرر من مشاعر الضغط والتوتر التي تمر بها، وما أجمل أن يكون الارتباط بأخت المرحومة فهو يعد وفاءً وتقديراً لها ولأهلها، وهي كما تقول ابنة خالتك ويثقون بك ويعتبرونك جزءاً منهم. وهذا يجعل الأمور أسهل مما تتصور، وتأكد أنهم ينتظرون منك تلميحاً أو تصريحاً فتوكل على الله واطلب ابنة خالتك فالطيبون للطيبات، وستجد منهم كل ترحاب، وبالنسبة لك ستجد الأمور ربما في البداية فيها نوع من الحساسية لكن بعد حين ستسير الأمور بشكل هادئ وسهل وايجابي بإذن الله. من فضل الله علينا أن منحنا نعمة النسيان وخاصة للمواقف الصعبة والمؤلمة بعد مرورنا بخبرات ايجابية، فما بالك عندما يتعلق الأمر بزواجك وهو بمثابة ستر وحصانة لك ولابنة خالتك. امضِ على بركة الله واقدم ولا تتردد واطلب ابنة خالتك على شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، راجياً المولى عز وجل أن يحفظك ويسدد خطاك ويبدلك خير الدنيا، الزوجة الصالحة والذرية الصالحة بإذن الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©