السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التسلية والاستمتاع» أقصر طريق لإكساب الطفل حب القراءة

«التسلية والاستمتاع» أقصر طريق لإكساب الطفل حب القراءة
27 مارس 2011 20:00
للأطفال حماسة من نوع خاص للقراءة، يبدو أنها جزء من ولعهم باكتشاف كل جديد، أما التعلٌّم فهو، ولا ريب، غريزة فطرية ورثوها من أبيهم آدم الذي علم الأسماء كلها! في هذا ويقول الخبراء إن ولع الطفل بالكتب يبدأ حالما يكمل شهره السابع، أي أنه يبدأ بطلب العلم من المهد كما يطلب منا الحديث الشريف، وفي ذلك الحين يبدأ الطفل بالانتباه لما يُقرأ له، أما في شهره العاشر فإنه سيجيد عادة الإصغاء من دون فهم للكلمات، ويظل كذلك إلى أن يكمل عامه الأول، حيث يبدأ بالتقاط بعض الكلمات، وهذه كلها علامات مشجعة ينبغي أن تقود خطى الآباء في هذا المضمار. .. يشير الخبير التربوي محمد وقيع اللّه، إلى كيفية تحفيز الطفل وإكسابه حب القراءة، ويقول "إن تجارب ودراسات الخبراء دلت بالفعل على أن أفضل وقت لإدخال الطفل إلى عالم القراءة هو نصف الساعة التي تسبق مواعيد نومه، فالقراءة تهدئ أعصابه وتسليه وترسله الهوينى إلى غيبوبة النوم، وهنا لا بد من تخير الكتيبات الطريفة الحافلة بالصور والكلمات الإيقاعية المطربة ذات الجرس، وببلوغ الطفل ثلاثة أعوام يمكنه أن يفهم كثيراً مما يُقرأ له، ولكن لا بد من وجود الصور ترافقها القراءة المطربة والمعبرة التي تشخص رموز القصة وتبرز دراميتها. .. فما بين سن الثالثة والسادسة فيمكن أن يقرأ المرء لطفله أكثر من أربعين كتاباً من هذا النوع في العام، وما بين السادسة والتاسعة، فيمكن أن يقرأ لهم ما يزيد على الأربعين كتاباً، ولكن من مستوى أعلى قليلاً. أما ما بين التاسـعة والعاشرة، فيمكن أن يقرأ لهم عشرين كتاباً في العام، ولكن من كتب تركز على الوصف أكثر مما تركز على التصوير، وهنا يلاحظ أن الطفل يمكن أن يقرأ لنفسه منفرداً. المتعة والتسلية ويكمل وقيع اللّه "في غضون كل ذلك لا بد من التركيز على جانب المتعة والتسلية والحرص على التماشي مع ميول الطفل وهواياته الأثيرة، فمثلاً إذا كان الطفل ذا تعلق خاص بالحيوانات، فمن الأفضل أن تقرأ له قصصاً أبطالها وشخوصها من الحيوانات، وإن كان من عشاق السير والتاريخ فأحضر له كتب السِّير والبطولة، وإن كان محباً للغرائب والألغاز، فزوده بكتب من ذلك الطراز، وإن كان ممن تستهويهم حقائق العلوم ومشاهد الطبيعة، فكتب الخيال العلمي "المُيَسَّرة" هي التي تلبي ذلك حاجة ذلك التوق و النزوع. فإن كان من هواة الرياضة، فإن كتب الرياضة تكون أقرب إلى قلبه، وإن كان من محبي القصص المسلسلة التي يكون بطلها شخص واحد، فهذا من أجمل الخيارات، إذ ربما يدفعه إلى أن يقرأ منفرداً، فبعد قراءة كتاب أو كتابين له، فقد يشجعه ذلك لإكمال السلسلة منفرداً، وفي كل الأحوال فينبغي ألا نخشى من أن يدمن الطفل ذلك النوع بعينه من القراءة، فهي قراءة مرحلة سيتخلص منها لا محالة عندما يتقدم به العمر". غرس العادة ويضيف وقيع اللّه: "إن المطلوب هنا هو غرس عادة حب الاطلاع في قلب الطفل، أكثر من الاتجاه به إلى تحصيل معلومات جافة بعينها، وقد ظل عالم مرموق في هذا المجال هو البروفسور موريس فريدمان يبشر بهذا الرأي لمدى خمسة عقود تعاطى فيها التدريس بجامعات ميرلاند ونيويورك ونيو ميكسيكو، وقد وصى طلابه في كليات التربية بأن يجاروا رغبات الأطفال وأن يتجنبوا الإلزام والفرض، قائلاً إن الإلزام لا يأتي بنتيجة جيدة، وقد استند البروفيسور فرديمان، بالإضافة إلى خبراته الأكاديمية إلى تجربة شخصية له مع طفله الذي لم ينهمك في عالم القراءة إلا بعد أن زوَّده بمواد مسلية نالت إعجابه في النهاية. ولتجنب إعراض الطفل وتفادي مقاومته للقراءة، فالأفضل إقناعه بأن كتب الاطلاع العام هي أحلى وأبهى وأبهج من كتب المقررات الدراسية الجافة، التي قصد بها التعليم لا الاستمتاع، فكثير من الطلاب حتى في سنوات الدراسة الجامعية يعتقدون أن كل الكتب مملة مثل الكتب الدراسية تماماً! ويحبذ إلا يُلزم الطفل بأن يقرأ أو يسمع أكثر مما يريد، وألا يُجبر على إكمال الكتاب في جلسة واحدة، ويمكن ترك الكتاب مفتوحاً على المنضدة أو الرف، وسيلاحظ الأب أو الأم أن الطفل سيحضر لاحقاً لطب المزيد". بيئة القراءة يوضح وقيع الله فيما يتعلق ببيئة القراءة بأنه يحبذ ألا يُلزم الطفل بأن يقرأ أو يسمع أكثر مما يريد، وألا يُجبر على إكمال الكتاب في جلسة واحدة. ويمكن ترك الكتاب مفتوحاً، ويلاحظ الخبراء أن دمج الطفل في عالم القراءة يتطلب أن يجد نفسه في بيئة قارئة، أي في أسرة لها صلة بالثقافة والاطلاع، وقد دلت التجارب أن دور البيت في جذب الطفل إلى الاطلاع أكبر بكثير من دور المدرسة، فالمدارس قلما تعتني بثقافة الطفل العامة، ولكن بعض المعلمين الموهوبين يعطون عناية خاصة لتلك الناحية، وهنا دلت الإحصاءات على أن المدارس التي بها معلمون من ذلك النوع، تكون نسبة استعارة الأطفال من مكتباتها أعلى بكثير من غيرها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©