الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماجد الأنصاري: فيلم «جن» فرصة ذهبية للتعلم

ماجد الأنصاري: فيلم «جن» فرصة ذهبية للتعلم
27 مارس 2011 20:07
المخرج الإماراتي المتخرج حديثاً ماجد الأنصاري، بدأ تخصصه في الإخراج السينمائي واتجه بعدها للتخصص أكثر في الموسيقى والأفلام، فدرس الإنتاج الموسيقي وهندسة الصوت وكان قد مال إلى هذا الاتجاه في عالم السينما بتأثير من زملائه وغالبيتهم في عالم هندسة الصوت. من أميركا إلى لندن ومن ثم العودة إلى الإمارات، ليبدأ إلى جانب العمل الخاص الذي يقوم به لإنتاج صور متحركة وأفلام أخرى، التطوّع والتدرّب وصولاً إلى المشاركة في برنامج “مواهب” في شركة “إيميج نيشين”. يقول الأنصاري “نحن حديثو العهد في صناعة السينما على الرغم من أن لدينا جمهورا شبابيا إماراتيا يحبّ السينما”. ولدى العودة إلى الإمارات، وجدت أن الاتجاه كان أكثر لعالم الإلكترونيات والكومبيوتر، وعالم السينما كصناعة ليس في البال ولا يمكن اعتبار العمل فيه مهنة أعتاش منها. فتوجهت إلى شركة مهمة في أدوات الإنتاج السينمائي ولم يفوتني تفصيل صغير لم أتعلّمه، حتى أني نظفت المعدّات السينمائية والأرض وأعددت القهوة، وكنت أتعلّم. وبعدها، تطوعت في لجنة أبوظبي للأفلام، وعملت في الأفلام الوثائقية، وأول عمل قمت به معهم وبمحض الصدفة المساعدة بمؤتمرهم “ذي سيركل” ويقول “لا يمكن تخيّل الأبواب التي تفتح أمامنا في هذا المجال، حيث نلتقي بأهم الناس في المجال السينمائي”. سافرت كمتدرّب ويضيف “في الواقع، لم أعمل في السينما كمهنة لمدة سنة ونصف أمضيتها متطوّعاً كيفما ذهبت ولم يسيئني هذا على الإطلاق لأنني تعلّمت الكثير. لا تكفي الشهادة للانطلاق في المجال السينمائي، فعلينا تعلّم هذه المهنة، وقد دخلت في كل المجالات وصولاً إلى قراءة القصص، ونحن لدينا نقص فادح في القصص من حيث البناء السينمائي، ولأوضح أكثر لدينا في الإمارات قصصاً أكثر من جيدة في مستواها إنما لا نعرف كيف نبنيها من أجل السينما، في حين أن بناء القصص من أجل التلفزيون متوفر ولا مشكلة فيه، ولكن للأفلام الأمر مختلف تماماً”. وعن اختياره في “ايمج نيشين” بمبادرتهم برنامج “مواهب”، يقول “إنه لأمر رائع، فما يتوفّر لي في هذا البرنامج لا يتوفّر للخريجين الموجودين في المدن العريقة سينمائياً، وحين يعرف زملائي في الخارج ما يتوفر لي، يُذهلون. ففي برنامج “مواهب” الذي أخبروني به في لجنة أبوظبي للأفلام، سافرت كمتدرّب في أهم الأعمال السينمائية على المستوى العالمي. وفي البداية، وقبل السفر مبتعثاً من قبلهم طلبوا مني المشاركة في “ظل البحر” الذي صوّر في الإمارات، وعملت على كل ما يتعلّق بمكان التصوير، من تحديد المكان المناسب إلى التواصل مع المحيط للحصول مثالاً على التصريحات من المعنيين للتصوير، كما عليّ حتى العمل مباشرة مع الناس وإقناعهم وأحياناً نحتاج إليهم للمشاركة في بعض اللقطات”. فرص مذهلة ويقول “صحيح أنني ابتعدت عن عالم الموسيقى الذي دخلته في دراستي الجامعية ولكنني لست بعيداً عن كلّ ما يجري في مجال صناعة السينما. توجّهت أكثر إلى القصة والنصوص والسيناريوهات. ولا أجد أنني أزهقت سنتين مثلاً في دراسة الموسيقى والصوت لأن ثمة كتاب سيناريو لا يعملون إلا على الإيقاع الموسيقي الذي له علاقة بالحركة في المشهد وبالصورة والحوار”. ويضيف “لا أعمل في هندسة الصوت وأخلق الصوت المطلوب لمشهد مثلاً، ولكن توجهي للنص وللسيناريو ليس ببعيد عن الصوت في عالم السينما، كما أن الموسيقى هي جزء كبير من أي فيلم وبالتالي أنا لا أضيّع وقتي في مجال التركيز على النص”. وعن الدخول الحديث في الخليج في صناعة السينما، يقول “في الواقع عرفت من شباب تخرجوا قبلي أنهم عادوا إلى الإمارات ليجدوا اللاشيء في هذا المجال في حين أن الفرص التي توفرت الآن لنا جميعاً هي بالفعل مذهلة، وقد تم العمل عليها في وقت قياسي جداً. وبسبب أننا لا نزال في خطواتنا الأولى نجد الكثير من الناس الذين لم يدخلوا المجال السينمائي يخلطون في طبيعة عمل كل متخصص في مجال السينما، ومثالاً على ذلك أن البعض يخلطون في دور المخرج بحيث يعتبرون أن المخرج مصوّر، في حين أنه ليس مصوراً أبداً وهذا الأمر قد يكون متوفراً عنده كشخص، بمعنى أنه ربما تعلّم التصوير كما تعلّم التمثيل وباستطاعته القيام بهذه الأدوار، إنما هو كمخرج ليس مصوّراً وليس ممثلاً، و”ليس ذلك من دوره أبداً”. ويقول “ما ينقصنا بالفعل في الخليج كما في العالم العربي السوق للأعمال التي ننتجها.. فهناك ثمة نقص نواجهه في التوزيع والتسويق”. على الطريقة الهوليوودية ويعمل ماجد حالياً في تصوير فيلم “جن” الإماراتي الذي يتم تصويره في هذه المرحلة بين رأس الخيمة ودبي. وقد عاد حديثاً من دورة تدريبية مكثفة مع برنامج “مواهب” أحد مبادرات شركة “إيمج نيشين” أجريت في الولايات المتحدة الأميركية. وكان ماجد قد اختار في المجال السينمائي ضمن “مواهب” التوجّه نحو التركيز على ما يعتبر عملا مكتبيا، وهو يتعلّق بنص وسيناريو الفيلم، وخلال نحو الشهر والنصف قام بقراءة العديد من النصوص السينمائية ولخصها ووضع انتقاداته وتوجيهاته فيها تحت إشراف متخصصين في هذا المجال على المستوى العالمي. ويقول “لقد تدرّبت فعلا وبشكل مكثف على تطوير النصوص المتمحور حول صناعة القصة، وقد تعلّمت عن قرب كيفية صناعة القصة على الطريقة الهوليوودية أو الطريقة الأميركية”. ويتحدث عن التحدي الذي يواجهه لدى كتابة صفحة واحدة يغطي فيها القصة الأساسية في النص السينمائي الطويل الذي قرأه، كما التحدي في وضع نقاط نقد للنص كان لزاماً عليه أن يكون نقداً بنّاء. ويقول “لقد قرأت خلال شهر ونصف نحو 70 نصاً سينمائياً أو قصة مبنية سينمائياً، وقد ارتكبت أخطاء “بالجملة” وصححوا لي أخطائي وتعلّمت الكثير فعلاً إلى درجة أشعر فيها الآن أكثر ثقة في نفسي في هذا المجال. وعن فيلم “جن” الذي تنتجه “إيمج نيشين” والذي يتحدث في غالبيته باللغة العربية مع قليل من اللغة الإنجليزية عند الحاجة، فيقول ماجد إنه قرأ النص الذي كتبه دايفيد تالي المقيم في الإمارات، ويرى ماجد أنه قريب جداً من الحياة الإماراتية ومن ثقافتها، وهذا يعود إلى الجهد الذي بذله كاتب النص والسيناريو والأبحاث التي أجراها. خوض التجربة يثق ماجد أن الطريق لا تزال في أولها بالنسبة إليه، وهو يحب أن يتعلّم الكثير قبل أن يحدّد عنواناً لما يقوم به في عالم صناعة السينما، لأن البناء يتطلب في هذا المجال تواضعاً من أجل الاستزادة في العلم والخبرة. وعلى الصعيد الشخصي، يعمل ماجد على فيلم مع زملاء له، وهو يفضّل المتابعة وإن وقع في الخطأ فيريد التعلّم منه وليس مجرد الجلوس وعدم القيام بالتجربة، كما يقوم بإخراج فيلم صور متحركة.. ولكن مع تصوير “جن” فهو يركز على عمله في فيلم “جن” لأنه أولوية بالنسبة إليه للمزيد من التعلّم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©