الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واحة السجاد.. «نسيج من الفن» يؤرخ لحضارة الشعوب

واحة السجاد.. «نسيج من الفن» يؤرخ لحضارة الشعوب
10 يناير 2014 20:58
واحة السجاد والفنون تطل من جديد في عامها الثامن عشر، تحت مظلة مهرجان دبي للتسوق، لتبهر محبي وعشاق اقتناء السجاد، بقطع عريقة من السجاد اليدوي، والتي تقام هذا العام تحت شعار «نسيج من الفن»، وتستوحى الفكرة من جماليات الخط العربي، وانسجامه مع ما تتميز به حرفة السجاد العربي من فنون إبداعية. وكل قطعة منها تسرد قصة أو أسطورة حدثت في الأزمنة الغابرة، وتؤرخ لحضارة شعب عبر خيوط نسجت بدقة وصبر وعمل متواصل. وتقع الواحة في خيمة ممتدة على مساحة 6 آلاف متر مربع من منطقة «فيستفال ستي» بدبي القريبة من طريق المطار، ما يتيح لمحبي اقتناء السجاد النادر الوصول إليها بكل يسر وسهولة. مشاغل عريقة يحرص تاجر السجاد عادل الأزرق على المشاركة في معرض واحة السجاد سنوياً، والتواجد في هذه التظاهر الفنية القيمة. إلى ذلك، يقول «في كل عام نحاول أن نفتح مطويات السجاد لنبهر الباحثين عن النوادر في صفوف السجاد، والتي تكشف عن حضارة غزلت بأنامل حرفيين مهرة، عشقوا هذه الحرفة التي بين أياديهم فعملوا بحب ودقة وصبر، لتكتمل تلك اللوحة التي تعتبر نافذة حية نطل من خلالها على ثقافة ومعتقدات وأدب لمفكرين غيبهم الموت». ويضيف «من باب ولعي بالسجاد اليدوي وبحثي المستمر عنه واقتنائه من مشاغله العريقة التي اشتهرت بصناعة السجاد اليدوي، كونت فكرة وافية حول هذه القطع الفريدة من السجاد التي أصبحت تضاهي الذهب في قيمتها». ويعرض الأزرق مجموعة من مقتنياته من السجاد النادر منها ما أطلق عليه «شجرة الحياة»، المنسوجة من الحرير بغرز ملونة بالحناء، وتبلغ قيمتها 500 ألف درهم، وهذه السجادة المستوحاة من «شجرة الحياة» في البحرين، وغزلت في تبريز. ومن بين أغلى أنواع السجاد المعروضة في واحة السجاد، وفق صالح إقبالي الذي يشارك للمرة الأولى في المعرض، سجادة جلبها من قم في إيران من الحرير الفاخر، تبلغ قيمتها 6 ملايين دولار، ومساحتها ثلاثة أمتار في مترين وتضم 44 مليون عقدة، و350 لوناً، وقد استغرقت عملية تنفيذها 40 سنة، نظراً لصعوبة العمل ودقته فالحرفي لا يستطيع أن يعمل أكثر من ثلاث ساعات يوميا. وترمز هذه السجادة إلى القصور الملكية قديما حيث يرمز التاج الذي يتوسط السجادة إلى الملك وحوله عدد من الجنود في حراسته، وتتوزع على أطرافها تشكيلة رائعة من قطع السجاد بتفاصيل مختلفة، وتظهر بألوان مختلفة من زاوية إلى أخرى، وهي مسجلة في جنيف ضمن حقوق الملكية الفكرية. انتقاء الأفضل حول المعرض، يقول عبد الرحمن عيسى، رئيس اللجنة المنظمة لواحة السجاد والفنون «ينطلق المعرض في دورته الـ 18، وهو معرض متخصص بالسجاد اليدوي النادر، ولقد حرصنا على انتقاء أفضل السجاد اليدوي على مستوى العالم، حتى أخذ هذا المعرض سمعة عالمية بمعروضاته التي تتجاوز قيمتها المليار درهم». ويضيف «ركزنا على انتقاء أشهر مصادر صناعة السجاد اليدوي في العالم، وعلى رأسها إيران متمثلة في كل من قم وتبريز وأصفهان وكاشان، وهذه المناطق عريقة جدا في صناعة السجاد حيث تمتد فيه الصناعة إلى 4000 آلاف سنة». وحول المشاركين في المعرض، يوضح عبدالرحمن «يشارك فيه نحو 60 شركة تعرض قطعا من السجاد اليدوي الفاخر، الذي تمت حياكتها في أشهر مناطق صناعة السجاد اليدوي في العالم. وبالإضافة إلى إيران جاءت مشاركة من أفغانستان وتركمانستان التي تعتبر أول مشاركة لها في هذا المعرض، ونجد أيضا السجاد الهندي والباكستاني، إلى جانب عارضين من الصين وتركيا»، لافتا إلى أن الواحة تقام هذا العام تحت شعار «نسيج من الفن»، وتستوحى الفكرة من جماليات الخط العربي، وانسجامه مع ما تتميز به حرفة السجاد العربي من فنون إبداعية تبهر العين بجمالياتها ومدلولاتها لمحبي وعاشقي السجاد. ويضيف «تجاوز عدد المعروضات 200 ألف سجادة يدوية، غالبيته من السجاد المصنوع من الحرير. تطور «الواحة» مع انطلاق مهرجان دبي للتسوق عام 1996 ارتأت جمارك دبي أن تشارك في هذا الحدث السنوي المهم، من خلال واحة السجاد نظرا لأهمية هذا النشاط الحرفي وجاذبية منتجاته لشرائح واسعة من الناس. وقد بدأت واحة السجاد أولى دوراتها في إحدى قاعات مركز جمارك مراسي الخور بالقرب من جسر آل مكتوم. وتميزت دورتها الأولى بعرض أكبر سجادة يدوية في العالم بلغت مساحاتها 700 متر مربع. وفي الدورة الثانية وبسبب زيادة حجم المشاركة أنشئت للواحة أكبر خيمة على مستوى العالم حينها، حيث أقيمت على مساحة نصف كيلومتر مربع مقابل حياة ريجنسي. ومع كل دورة كانت الواحة تشهد جديداً في معروضاتها وفعالياتها حتى غدت موسماً ناجحاً للعمل، ينتظره تجار السجاد والمهتمون باقتنائه من مقيمين وزوار. وحظيت الواحة بدعم كبير ما دفع القائمين عليها للارتقاء بها من خلال الاهتمام بنوعية وجودة المعروضات والمشاركين فيها. وارتبطت واحة السجاد والفنون ارتباطاً وثيقاً بمهرجان دبي للتسوق، فهي واحدة من فعالياته الرئيسية منذ انطلاقته للمرة الأولى في عام 1996، وازدادت تألقا عاما بعد عام من خلال عرض عدد من قطع السجاد النفيسة والنادرة، التي تم جلبها من أشهر مناطق صناعة السجاد اليدوي حول العالم، وتستقطب المهتمين بهذا النوع من الأعمال اليدوية الرائعة التي تعتبر أرثا تاريخيا وحضاريا للشعوب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©