السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطريق الدولي أبوظبي - الغويفات غارق في الظلام و البلدية و الكهرباء تتقاذفان المسؤولية

الطريق الدولي أبوظبي - الغويفات غارق في الظلام و البلدية و الكهرباء تتقاذفان المسؤولية
9 يوليو 2008 02:12
طالب أهالي المنطقة الغربية الجهات المعنية بسرعة وضع حلول سريعة لنقص الخدمات التي يعاني منها الطريق الدولي المار من أبوظبي إلى منفذ الغويفات الحدودي، والذي يعتبر الملجأ الوحيد للشاحنات الكبيرة التي تنقل البضائع والسلع الاستهلاكية إلى الدولة قادمة عبر الأراضي السعودية من مصر والأردن ولبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية الأخرى· وعلى الرغم من خطورة نقص الخدمات التي يعانيها الطريق الدولي لا سيما لجهة عدم وجود أعمدة إنارة عليه، إلا أن بلدية المجلس البلدي للمنطقة الغربية وشركة أبوظبي للتوزيع تتقاذفان المسؤولية، وكل يلقي بمسؤولية إنارة الطريق على الآخر· وكان الطريق الدولي قد شهد نقصاً حاداً في الخدمات خلال الآونة الأخيرة، ومنها عدم وجود إنارة على طول الطريق، إضافة إلى وجود مناطق غير مهيأة لتصريف الأمطار مما يتسبب في وقوع عدد من الحوادث عليه بشكل متكرر· وكانت دائرة البلديات والزراعة في بلدية أبوظبي وقعت اتفاقية مع كبرى الشركات لتطوير الطريق الدولي من المفرق إلى مركز الغويفات الحدودي بتكلفة تتجاوز 3 مليارات درهم، ويبلغ طول الطريق أكثر من 350 كيلومتراً، ويستغرق العمل فيه من 3 إلى 4 سنوات على أن يبدأ العمل به خلال العام الحالي· وسيساهم الطريق الجديد في تخفيف الازدحام، وسيتكون من أربع حارات في كل اتجاه بدلاً من حارتين فقط لاستيعاب الحركة المتزايدة عليه· وسيزود بالإنارة الكاملة، على أن يتم استبدال التقاطعات عليه بإقامة عدد من الجسور لتحقيق السلامة لمستخدمي الطريق· ورغم الإعلان عن الاتفاقية، إلا أن عدداً كبيراً من الأهالي يرى أن استمرار الطريق على هذا الوضع لمدة أربع سنوات أخرى، وهي المدة المقترحة للانتهاء من تنفيذ الطريق الجديد، سيعني مزيداً من الحوادث والضحايا خلال تلك الفترة· وهذا ما يؤكده حمد المنصوري أحد أهالي ''الغربية''، الذي يرى أن التدخل السريع والمؤقت أصبح مطلباً رئيسياً، وناشد الجهات المعنية بوضع حلول سريعة ''لوقف مزيد من الدماء التي تسيل على الطريق الدولي، والذي لا يعبر إطلاقاً عن الوجه الحضاري للدولة''· وحسب إحصائيات الشرطة، فإن عدد الحوادث التي وقعت على الطريق خلال العام الماضي بلغ 336 حادثاً، منها 153 حادث اصطدام، و144 حادث تدهور، و22 حادث دهس· وأسفرت تلك الحوادث عن وفاة 80 شخصاً، بينهم 23 مواطناً، إضافة إلى إصابة 635 شخصاً بجروح بينهم 126 أصيبوا إصابات بالغة، و429 تلقوا إصابات متوسطة وخفيفة· وبلغ عدد السيارات التي تعطلت على الطريق الدولي أكثر من ·1798 وكانت لجنة خدمات المدن التابعة للمجلس البلدي للمنطقة الغربية أعلنت خلال شهر أبريل من العام الفائت عن وجود خطة لشركة أبوظبي للتوزيع لإنارة الطريق الدولي بتكلفة تتجاوز 800 مليون درهم· وعلى الرغم من مرور أكثر من عام، إلا أن الطريق لم يشهد أي تغيير حتى الآن، حيث مازال الطريق من أبوظبي حتى منفذ الغويفات مظلماً· وأكد المدير التنفيذي للبنية التحتية في بلدية المنطقة الغربية عمر عبدالعزيز أن ''إنارة الطرق الخارجية تكون عادة من اختصاص البلدية عند إنشائها، ولكن في حالة الطريق الدولي الحالي، حيث تم إنشاؤه من دون إنارة فإن عملية إنارته تكون من اختصاص شركة الكهرباء وبناء على أوامر عليا مباشرة إليها وليس من تلقاء نفسها''· بدورها، ردت شركة الكهرباء لتلقي بمسؤولية إنارة الطريق على عاتق البلدية· وأكد مدير إدارة الشبكات في شركة أبوظبي للتوزيع محمد الرمحي أن ''إنشاء وتركيب أعمدة إنارة طريق الغويفات الدولي من اختصاص دائرة البلديات والزراعة التي من المفترض أن تتضمن مشاريعها الخاصة بالطرق عمليات الإنارة''· وقال الرمحي: ''إن البلدية مسؤولة عن تركيب أعمدة الإنارة في مشاريع الطرق الجديدة لغاية مرحلة تسليم المشروع وتوصيل الكهرباء إلى الأعمدة، بعد ذلك يتم تسليم أعمدة الإنارة إلى الهيئة (هيئة كهرباء ومياه أبوظبي) لتتولى الإشراف على تشغيلها وصيانتها''· ونفى الرمحي أن يكون من اختصاص الهيئة تركيب أي أعمال إنارة للشوارع ''نهائياً''· وشدد على أنه ''يقتصر دور الهيئة على الصيانة والتشغيل فقط، ودور البلدية هو التركيب، وبالتالي عليها تخصيص الميزانية اللازمة لذلك''· وأشار إلى أن هذا النظام متبع منذ تأسيس هيئة كهرباء ومياه أبوظبي في عام ·1999 وعن صحة تكليف المجلس التنفيذي في أبوظبي لهيئة كهرباء ومياه أبوظبي الإمارة بإنارة طريق الغويفات الدولي، قال: إن المجلس أرسل خطاباً حول مواضيع تتعلق بالمنطقة الغربية، منها موضوع إنارة طريق الغويفات، وتم الرد عليه بأن إنشاء وتركيب أعمدة الإنارة من اختصاص دائرة البلديات· ويؤكد علاء حسن أحد العاملين في المنطقة الغربية أنه يضطر لاستخدام الطريق الدولي بشكل شبه مستمر للتنقل يومياً من أبوظبي إلى ''الغربية'' والعكس· وقال: ''للأسف، إن الطريق لا يتضمن أبسط الخدمات''· ولفت إلى انتشار الشاحنات عليه ''بشكل خطير يمكن أن يشكل خطورة حقيقية على مستخدمي الطريق الآخرين''، خاصة أن وجود الشاحنات المستمر على الطريق يتسبب في وجود إصلاحات مستمرة مما يعيق حركة المرور على الطريق أيضاً· إلى ذلك، حرصت مديرية شرطة طريف على تكثيف الدوريات المرورية بشكل متواصل على طول الطريق الدولي لضمان انسيابية الحركة المرورية ومنع أي تكدس أو اختناقات يمكن أن تعيق استخدام الطريق الدولي· ويقول عيسى سالم المنصوري أحد الأهالي: إن الطريق الدولي ''لا يليق بما وصلت إليه دولة الإمارات من مكانة عالية مرموقه''· واعتبر أن الوضع الذي يشهده الطريق ''يضر بسمعه الدولة''، خاصة أنه أول ما يشاهده من يزور الدولة لأول مرة· وتساءل: ''هل من الممكن أن يكون هذا الطريق هو أول من تقع عليه أعين زوار الإمارات، حيث تختفي أعمدة الإنارة، ولا توجد سوى حارتين في الوقت الذي تسلك فيه جميع الشاحنات عبره، ولا يوجد عليه سوى ست محطات بترول في طريق طوله 350 كم، كما أن المطاعم والمحال كلها (كرفانات) وتشوه الوجه الحضاري للدولة فعلاً''· واعتبر مبارك علي المزروعي أحد الأهالي أن بعض أجزاء هذا الطريق قد تأثرت بفعل مرور الزمن وكثافة الاستخدام والأمطار وغيرها من العوامل والأسباب، وأصبحت أقل قدرة على استيعاب الزيادة المتواصلة في حركة النقل البري باستخدام المركبات والشاحنات الثقيلة· وطالب بتكثيف أعمال الصيانة العاجلة، والعمل على إنارة الطريق وإجراء بعض التعديلات الفنية عليها لتوفير عوامل الأمان والسلامة لمستخدميها وضمان انسيابية الحركة المرورية، والتقليل من احتمالات الحوادث والاختناقات المرورية· وردت بلدية المنطقة الغربية على شكاوى الأهالي بالقول: إن البلدية حريصة أشد الحرص على سلامة جميع طرق المنطقة الغربية خاصة الطريق الدولي لضمان أمن وسلامة مستخدميه، وإن عمليات الصيانة تتم بشكل مستمر بالتعاون مع بلدية أبوظبي ودائرة النقل''· وأوضح عمر عبدالعزيز أن عمليات الصيانة ستستمر حتى أوائل أكتوبر المقبل، حيث تنتقل بعدها جميع الطرق الخارجية ومنها الطريق الدولي إلى دائرة النقل في أبوظبي، كما هو مقرر لها· وقال إنه حتى ذلك التاريخ ستستمر البلدية في إجراء جميع عمليات الصيانة على الطريق للأجزاء التي تحتاج إلى صيانة سريعة سواء التي يتم اكتشافها أو التي يتم الإبلاغ عنها· وأكد أن هناك عدداً من أوامر العمل الصادرة من بلدية أبوظبي يجري حالياً تنفيذها على الطريق الدولي، وذلك بالتعاون مع بلدية المنطقة الغربية· وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة عن عدد السيارات والشاحنات التي تستخدم الطريق الدولي، إلا أن هناك أكثر من 4 ملايين و473 ألفاً و299 شاحنة عبرت منفذ الغويفات الحدودي خلال السنوات الثماني الماضية بين عامي 2000 وحتى نهاية عام ،2007 بينها مليونان و237 ألفاً و958 دخلت إلى الدولة ومليونان و235 ألفاً و341 غادرت الدولة، إضافة إلى أكثر من مليون و500 ألف سيارة سياحية دخلت عبر المنفذ خلال تلك الفترة ومليون و500 ألف سيارة أخرى غادرت المنفذ· وشهد المنفذ أكثر من 28 ألف سيارة استيراد وحوالي 366 ألف سيارة تصدير خلال السنوات الثماني الماضية، إضافة إلى السيارات الخاصة التي تنتقل من وإلى المنطقة الغربية باستمرار على طول الطريق الدولي، وفق مدير جمارك السلع بالإنابة مبارك مطر المنصوري·
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©