فهد الدركاني يصنع جهاز قياس «المخفي» بثلاثين درهماً!

يعرف الشباب بحبهم وولعهم بعالم التكنولوجيا والإلكترونيات ويحاولون بصورة مستمرة إلى جانب اقتنائها القيام بتفكيكها والتعرف إلى أجزائها وابتكار قطع شبيهه لها. الشاب الإماراتي فهد الدركاني 17 سنة واحد من هؤلاء الشباب الذين دفعهم انبهارهم بعالم التكنولوجيا إلى التفكير بأن يكون من صناعها أو من يتركون بصمة فيها، وحاول تحويل ذلك الحلم إلى حقيقة عبر ابتكاره لجهاز يقيس نسبة تلوين نوافذ السيارة بشكل يطابق الجهاز الذي تستخدمه الشرطة لفحص مدى مطابقة سمك المخفي الذي تضعه السيارات لحمايتها من أشعة الشمس الحارة خصوصا في فصل الصيف مع النسبة أو الدرجة المسموح بها، لكن بتكلفة أقل بكثير لا تتجاوز 30 درهماً فقط عبر استخدام مواد بسيطة محلية ستغني عن شراء هذا الجهاز من الخارج وتحمل تكاليفه الباهظة. يتحدث الدركاني عن السبب الذي دفعه إلى تصنيع هذا الجهاز والمهارات التي احتاجها في ذلك : بما أنني أدرس الهندسة الكهربائية الإلكترونية في معهد الشارقة للتكنولوجيا فقد تعلمت الكثير عن الأجزاء الالكترونية المكونة للأجهزة وكيفية عملها وبناء الدوائر الكهربائية وصار يستهويني كل ما له علاقة بذلك. وفي إحدى المرات كنت بصحبة أخي نتجول بسيارته في شوارع دبي وإذا بشرطة دبي تستوقفنا لفحص مخفي زجاج نوافذ السيارة عبر جهاز صغير يلصقونه بالزجاج فيعطيهم قراءة أو رقماً معيناً يقارنونه بالنسبة أو الرقم المسموح به وفي ضوء ذلك تتم المخالفة من عدمها، فكنت أتنبه لشكل هذا الجهاز وأراقبه بشغف وكأنني أريد أن أمسكه وأفككه لأتعرف إلى أجزائه وأصنع جهازاً يماثله. وعندما عدت إلى المنزل توجهت إلى الكمبيوتر وبحثت في شبكة الإنترنت عن طبيعة عمل هذا الجهاز ومكوناته من الداخل حتى صار لدي زخم من المعلومات عنها. وأخبرت أحد أساتذتي أنني أريد صناعة جهاز يماثله ليساعدوني بالمواد الموجودة في المعهد وفي تجاوز أي عقبة قد تواجهني، وفعلا تمكنت من ذلك بنجاح وبتكلفة لا تزيد على 30 درهماً « تكوين الجهاز يتابع الدركاني حديثه عن جهازه موضحاً مكوناته ومبدأ عمله :« يتكون الجهاز من صندوق بلاستيكي مستطيل الشكل محفور من وسطه ليدخل الزجاج منه عند فحصه ومثبت في داخله دائرة كهربائية ركبت عليها بعض الأجزاء مثل المقاومة والحساسات ومن الخارج يبدو ظاهرا المفتاح الذي يشغل الجهاز والمقاومة التي تتخذ شكل الرول تسهم في تعيير النسبة المسموح بها لظل النوافذ وضوء ونظام تنبيه يصدر صوت وبطارية 9 فولت. وعند تمرير الزجاج من بين حافتي الجهاز المزودتين بالحساسات المزودة بدورها بنظام قراءة سمك الظل على الزجاج فإذا كان الظل مخالفاً يصدر الجهاز عبر نظام التنبيه فيه صوتاً عالياً ويضيء ضوءاً برتقالياً، ويمتنع عن إصدار صوت أو إضاءة إذا كان الزجاج غير مخالف « شرائح زجاجية وقد قام الدركاني بتشغيل الجهاز واستخدم 3 شرائح زجاجية مغطاة كل منها بالمخفي الذي يختلف درجة سماكته في كل واحدة عن الأخرى حيث تصل في أحدها إلى 30% والثانية 50% والثالثة 70 % وبمجرد أن مرر تلك القطع في الجهاز الذي عيره من مفتاح المقاومة إلى الدرجة المسموح بها والتي تصل إلى 30 % فإذا بالجهاز يصدر صوتاً وضوءاً برتقالياً بمجرد مرور القطعتين الزجاجتين اللتين يصل المخفي فيهما إلى 70%و50% بينما يبقى صامتاً عند الزجاج الذي وصل مخفيه إلى 30% . صناعة محلية الجديد في جهاز الدركاني أنه صناعة محلية غير مكلفة يمكن أن توفر الكثير من المال على الدولة، وفي سياق آخر يشير الدركاني إلى أن الجهاز الذي تستخدمه الشرطة يعتمد على إعطاء رقم يكشف سمك المخفي بينما جهازه غير مزود بذلك القارئ لكنه مزود بمقاومة يعير عليها السمك المسموح به وفي ذات الوقت سيعمل الدركاني على إضافة هذا القارئ في إطار تطويره للجهاز . الصعوبة الوحيدة التي واجهها الدركاني كانت في تركيب الحساسات بحيث تتناسب مع قوة التيار الكهربائي. جهاز الفولتميتر ويقول : هذه الحساسات يتم التحكم بها عبر جهاز الفولتميتر الذي يعير المقاومة المطلوبة وأي خطأ في ذلك قد يسبب تماس كهربائي واحتراق مكونات الجهاز من حساسات وغيرها، لكن بفضل إشراف أساتذتي علي لم أقع في هذه المشكلة وكان عملي في غاية الدقة والاتقان والمهارة. ويتمنى الدركاني أن يؤخذ جهازه بعين الاعتبار من الجهات المعنية ويتم تصنيع أمثاله محليا والاستغناء عن شراء هذا المنتج من الخارج مما سيوفر تكاليفه على الدولة التي أعطت الدركاني وغيره الكثير وما قام به مجرد رد بسيط على جزيل عطاياها.