الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولويات الشراكة الباكستانية -الأميركية

27 مارس 2011 21:59
مع إطلاق سراح ريموند ديفيس، المقاول العامل مع وكالة الاستخبارات الأميركية والمعتقل في باكستان منذ شهر، مقابل تقديم تعويضات لأسَر الرجلين القتيلين، نغلق الباب على أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الوقائع التي أفشلت الثقة والتواصل بين الولايات المتحدة وباكستان. يعتبر فقدان أناس حياتهم أمراً مأساوياً، وتُظهِر الخلافات حول الحقائق والحوافز أن الوقت قد حان منذ فترة طويلة لإجراء حوار صادق حول مصالحنا وعملياتنا الأمنية الوطنية. وفي بؤرة العاصفة الحالية، بدأت مجموعة متنوعة مكونة من أربعين أميركياً وباكستانياً من خارج الحكومتين، وإنما لهم تأثير عليهما، تعمل على إعادة بناء الشراكات انطلاقاً من مصالح متكاملة وقيم مشتركة. نحن نركّز على الأمور التي تهم الأميركيين والباكستانيين العاديين؛ كالتعليم وفرص العمل والأعمال الابتكارية ومساءلة الحكومة. التقينا للمرة الأولى في لاهور. أتينا من جامعات وأعمال ومنظمات غير حكومية وهيئات إعلامية وبيوت للخبرة والفكر. يساور العديد منا قلق حول احتمالات الحوار البنّاء، والالتزامات المتوقعة من منبر يضم قادة أميركيين وباكستانيين في لحظة متوترة كهذه. تناقشنا في حادثة ديفيس، وتحدّينا فهم بعضنا بعضاً حول من خان الآخر خلال السنوات الثلاثين الماضية. ثم تراجعنا خطوة إلى الوراء ووجدنا أننا اتفقنا على مجموعة من الأولويات الواضحة والملحّة: إحضار مزيد من الصدق إلى الحوار الأمني بين حكومتينا، وتعميق الروابط بين شعبينا، وبناء شراكات جديدة في قطاعات نملك فيها نقاط قوة واحتياجات متكاملة. ركّزنا في البداية على التعليم والزراعة والحاكمية. يحتاج نظام التعليم الحكومي في باكستان إلى الإصلاح. لكن له قيادة ابتكارية بشكل متميز ونجاح في المدارس الخاصة والمستقلة. تخدم المدارس المستقلة وشبه الخاصة في كافة أنحاء البلاد أكثر من ستة ملايين طالب، ويخطط التربويون الأميركيون والباكستانيون منا للعمل معاً في كلا البلدين لتوسيع الشراكات العامة. تاريخياً، جاء العديد من أفضل طلبة باكستان إلى الولايات المتحدة لتحصيل دراساتهم العليا، وقد عادوا إلى بلادهم بوجهات نظر إيجابية حول أميركا وروابط قوية مع جامعاتها. وخلال العقد الأخير، اختار المزيد من الباكستانيين الدراسة في أوروبا، فقد جعلت متطلبات تأشيرات الدخول الأميركية وقيودها عمليات تبادل الطلبة والأساتذة أمراً صعباً. يلتزم القادة الجامعيون الأميركيون والباكستانيون في منتدانا بإيجاد جيل جديد من شراكات التعليم العالي، وسوف يقومون معاً بإطلاق بحوث تعاونية وتبادلات بين أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة وحوار على الإنترنت وشبكات اجتماعية تربط أعضاء الهيئة التدريسية بالطلبة. وفيما وراء النظام التربوي الرسمي، شكّلت قيادات الطلبة خيطاً قوياً في حوارنا. وقد قام أحد المشاركين معنا بتعميم عملية تبادل بين القادة الشباب، ويرغب كثيرون آخرون بالمشاركة. وفي مجال الزراعة، تعتبر باكستان واحدة من أكبر منتجي الحليب في العالم. لكن الجواميس مبعثرة في قطعان صغيرة متباعدة. ويرى الخبراء الزراعيون ورجال الأعمال في منتدانا احتمالات هائلة للحصول على كمية أكبر من الحليب وتحسين مستويات التغذية وإيجاد مشاريع تجارية مشتركة. وقد اتفقوا أيضاً على بحث احتمالات تطوير تبادل مستقبلي في السلع في باكستان، وبوجود سوق مستقبلي محتمل ومُجدٍ، يمكن للمزارعين الباكستانيين والتجار والمستثمرين الأميركيين أن يحققوا أرباحاً. وتكمن الحاكمية الجيدة في قلب تحديات باكستان على المدى البعيد، ويشكل انعدام المساءلة مشكلة خطيرة لبرنامج المعونة الأميركي في باكستان. وتقوم شركات تكنولوجيا المعلومات الأميركية بإنشاء أنظمة لمتابعة الأموال الموجهة للإغاثة من الفيضانات، وهناك احتمالات كبيرة لتطبيق ذلك في معونات أخرى وبرامج تنموية. ويمكن لبرامج توأمة الولايات وتوأمة المدن أن تشجّع المساءلة والمشاركة العامة من خلال ربط المسؤولين المنتخبين والإداريين وجماعات المواطنين للتشارك في التجارب والمشورة. وتشكل احتمالات الشراكات هذه مجرد جزء صغير مما ناقشناه، وقد بدأنا للتو في بحثها. وتوجد على أجندتنا مواضيع مثل قطاع الطاقة ورأس المال المشارك والتأمين الصحي والإعلام والفنون والثقافة. ويستطيع معظم الأميركيين والباكستانيين فهم احتمالات المكتسبات المشتركة في المجالات ذات الاهتمام الكبير للأسر والأعمال والمهنيين. تؤمن مجموعتنا بأن توسيع وتعميق العلاقات بين القادة والناس خارج الحكومة، وفي الوقت نفسه التعامل بشكل أكثر جدية وصدق مع الفروقات بين حكوماتنا، هو أفضل السبل إلى الأمام. ونعلم أنه ستكون هناك مشاكل مستقبلية في علاقاتنا، لكن يجب ألا تحد هذه المشاكل من علاقتنا. نستطيع أن نؤكّد وجود مزارعين ومعلمين وطلبة وأصحاب أعمال ابتكاريين وأطباء وممرضات ومسؤولين محليين ومجموعات مواطنين في كلا المجتمعين لديهم مجموعة مختلفة من القصص يخبرونها. نستطيع معاً توفير وزن مكافئ عندما تبرز التوترات على المدى البعيد. نستطيع تغيير مجتمعاتنا نحو الأفضل. سيد بابار علي - نائب رئيس جامعة لاهور للعلوم الإدارية ويندي تشامبرلين - رئيسة معهد الشرق الأوسط بترتيب خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©