السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمعاني المروزي.. علامة الأنساب العربية

29 يونيو 2016 20:47
محمد أحمد (القاهرة) الإمام السمعاني هو الحافظ العلامة الفقيه تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم التميمي السمعاني المروزي، من أهم المؤرخين الأوائل وعلامة في الأنساب، ومن كبار حفاظ الحديث. ولد أبو سعد السمعاني سنة 506 هـ في مدينة مرو «في تركمانستان حالياً»، وتقع على ضفاف نهر المرغاب. وسلالته سمعان نالت سمعة طيبة ومكانة مرموقة في الشرق الإسلامي عامة. وكان السمعاني من العلماء الذين أكثروا الترحال، فارتحل إلى نيسابور، وبيت المقدس وبغداد، والبصرة، وحلب، ودمشق، وصور، ومكة المكرمة، وهمدان، وصنعاء، وأقبل على التصنيف والوعظ والتدريس إلى أن توفي في عام 562هـ - 1160م. وعلم الأنساب الذي برع فيه السمعاني هو علم عربي أصيل يتعرف منه أنساب الناس، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب الشخص وهو علم عظيم الشأن، واعتنى العرب بضبط أنسابهم وحث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلمه وقال «تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم»، ولما كثر أهل الإسلام واختلطت أنسابهم مع غيرهم فتعذر ضبطه بالآباء، فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده أو حرفته. ويعد كتاب «الأنساب» للسمعاني من أشهر ما كتب في هذا العلم، وهو كتاب ضخم في ثماني مجلدات، افتتحه بمقدمة في أنساب العرب، وهو عندما يورد نسبة أحد إلى قبيلة يتبعها بشيء من أنسابها، والكتاب خلافاً لظاهر عنوانه ليس في الأنساب بمعنى تسلسل الآباء والأجداد، وإنما يراد به انتساب المرء إلى بلد أو انتماؤه إلى قبيلة، أو إلى صناعة أو تجارة، وحين يذكر السمعاني مادة ترجمته يحرص على ضبط حروفها وحركاتها لفظاّ، ثم يذكر أصل تلك النسبة، من بلد أو رجل أو قبيلة، ويعمد إلى تعريفها. قام عز الدين بن الأثير الجرزي باختصار الكتاب لكبر حجمه لكنه زاد فيه، واستدرك ما فات مؤلفه وسماه «اللباب» في ثلاث مجلدات، ثم لخصه السيوطي وسماه «لب اللباب»، كما أن القاضي قطب الدين الخيضري لخص أنساب السمعاني وضم إليه ما عند ابن الأثير والرشاطي وسماه «الاكتساب». ترك للأجيال من بعده مصنفات ومؤلفات نالت إعجاب العلماء، ومن مصنفاته بخلاف كتابه الشهير «علم الأنساب»، «الأخطار في ركوب البحار»، و«أدب الإملاء والاستملاء»، و«الأمالي»، و«الأنساب»، و«دخول الحمام»، و«فضل الشام»، و«قواطع الأدلة في أصول الفقه»، و«مقام العلماء بين يدي الأمراء»، و«الصدق في الصداقة»، و«بخار بخور البخاري»، وأكثر هذه الكتب ضائع أو موجود في خزائن المخطوطات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©