الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميانمار.. مسابقة لرصد تحديات التنمية

2 ابريل 2014 23:20
كيسي هاينز بعد ظهر يوم السبت، ظل «يي لين أونج» حبيس مكتبه طوال الليل، حيث كان يعمل مع مجموعة من أصدقائه على التوصل إلى تطبيق للهاتف الخلوي لمساعدة المزارعين على حماية محاصيلهم. «أنج» ورفاقه يتنافسون في أول مسابقة لـ«هاكثون» تجرى على الإطلاق في ميانمار، وهي عبارة عن مسابقة لمدة 48 ساعة لإيجاد حلول قائمة على التكنولوجيا لبعض تحديات التنمية الملحة بالنسبة للدولة. وقد أعد «لين يونج،» وهو مهندس برمجيات، وغيره من أعضاء فريق «نيلباج» مقراً للعمل بين المتسابقين الآخرين. وقاموا بتقسيم مجموعة المناضد التي لديهم بألواح بيضاء مدون عليها بعض الملاحظات تتعلق بوظائف التطبيق ورسائل تذكيرية للمطورين. كما أن فرق العمل الأخرى لديها أيضاً نفس الإعدادات، إلى جانب إمدادات من مشروب غازي و «نسكافيه». قد يكون هذا المشهد مألوفاً في سان فرانسيسكو أو نيويورك، ولكنه ليس كذلك في ميانمار، وهي الدولة التي تضم شريحة ضئيلة من السكان القادرين على استخدام الهواتف، كما أن الغالبية العظمى من السكان لم تستخدم الإنترنت مطلقاً. بعد عقود من الحكم العسكري والعزلة، بدأت ميانمار في الانفتاح على المساعدات والاستثمارات الدولية. ويعاني قطاع الاتصالات من تراجعات مقارنة بجيرانها مثل تايلاند والهند. وتمثل نسبة مستخدمي الهاتف النقال بين سكانها نحو 10 بالمائة، ومستخدمو الإنترنت لديها نسبتهم أقل من نسبة مستخدمي الهواتف النقالة. وبالرغم من هذا المعدل المتدني من الاتصال بشبكة الإنترنت، فإن مجتمع التكنولوجيا في ميانمار آخذ في النمو. كما أن الأحداث التكنولوجية، مثل مسابقة «الهاكثون» هذه، إلى جانب التعاون واسع النطاق بين مدوني البرامج وفاعلي الخير، قد تسفر عن حلول تكنولوجية تستخدم لأغراض التنمية والقضايا الإنسانية. «الهاكثون» هي تسمية جديدة من مصطلحات مجتمع قراصنة الإنترنت (الهاكرز). وهو عبارة عن حدث يجمع المبرمجين ليقوموا ببرمجة تشاركية. الفكرة الأساسية هي بناء برامج وتطبيقات بشكل تشاركي تعاوني. «إن القدرة على القيام بعمل جيد حقاً، واستخدام التكنولوجيا لحل المشاكل الحقيقية، واضحة للغاية،» بحسب ما قال «ديفيد مادين،» مؤسس مبادرة «شفرة من أجل تغيير ميانمار،» التي ساهمت في تنظيم مسابقة «الهاكثون» الأسبوع الماضي في مدينة «يانجون،» إحدى المدن الرئيسية في ميانمار. وفي مقر شركة اتصالات قطر «أوريدو» حيث انطلق الهاكثون، عرض أحد رعاة الحدث وممثلو المنظمات غير الحكومية التي تتخذ من ميانمار مقراً لها التحديات التي تواجه فريق العمل، والتي تتمثل في التوصل إلى إصلاح تكنولوجي لمهمة محددة. وتتراوح هذه التحديات بين الحد من انتشار الإيدز و كيفية مراقبة الانتخابات الخاصة بالتعهيد الجماعي، وهو عملية جمع، أو استيراد، أو الاستعانة بالجماهير بغية الحصول على المعلومات، تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وقد شارك في هذا الحدث (الهاكثون) 83 شخصاً، تم تقسيمهم إلى 17 فريقاً. وفي نهاية الحدث، قامت لجنة تضم أربعة خبراء بإعطاء كل فريق ثلاث دقائق لتقديم تطبيقهم أو موقعهم الإلكتروني. وفاز فريق «نيلباج» في المسابقة بتطبيق يتيح للمزارعين البحث عن أفضل المبيدات لاستخدامها في الحصول على إنتاج أفضل، وتبادل النصائح مع المزارعين الآخرين حول الوقاية من الآفات. وأتاح «الهاكثون» للمشاركين مثل «لين أونج،» الفرصة للقاء المحترفين في مجال التكنولوجيا ممن يعملون في مجال تصميم المشاهد الخاصة بالمشروعات في ميانمار وفي أماكن مثل استراليا وسنغافورة. «إن الأمر مثير للغاية ويمثل تحدياً» كما ذكر «لين أونج» . وبينما يعتبر حدث «الهاكثون» الذي أجري الأسبوع الماضي الأول من نوعه، إلا أن ميانمار قد استضافت من قبل أحداث مماثلة في مجال التكنولوجيا، والتي تم تمويلها من قبل بعض الجهات المانحة. وتشمل هذه لقاء «باركامب،» الذي عقد في شهر فبراير في يانجون، وهي شبكة دولية من المؤتمرات التي يولدها المستخدمون أنفسهم، و تركز أساساً حول التكنولوجيا وشبكة الإنترنت، بمشاركة أكثر من 5000 مشارك. وفي شهر يناير، دعمت السفارة الأميركية «تكامب»، وهو معسكر صيفي يركز على تعليم التكنولوجيا، بمشاركة أكثر من 150 ناشطاً من المجتمع المدني للتدريب على المهارات التكنولوجية. وقد أقيمت أحداث «باركامب» في «ماندالاين» ثاني أكبر مدن ميانمار. يقول مادين «هناك الكثير من الطاقة والشغف، وعندما تخلق البيئة الملائمة، يتمسك بها الشباب في ميانمار بكل قوتهم.» وبينما يقول المتحمسون إن انتشار محو الأمية التكنولوجية قد يؤدي إلى حدوث تطور في المؤسسات الديمقراطية الوليدة في ميانمار، إلا أن هذا ليس هو الدواء الشافي للدولة التي مزقتها النزاعات العرقية، والفقر المدقع في المناطق الريفية والانقسامات السياسية التي لا يمكن لأي تطبيق يذكر إصلاحها. ويعيش 26 بالمائة من شعب ميانمار تحت خط الفقر، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع. كما تتعطش البنية التحتية المتهالكة للاستثمار منذ عقود. وقد ذكر متحدث باسم السفارة الأميركية في يانجون أن محو الأمية الرقمية قد يساعد الجهود الرامية إلى التوصل إلى حكم أفضل في ميانمار إلى جانب حدوث نمو اقتصادي. كما سيعزز ذلك أيضاً من خدمات التعليم في المدارس من خلال التواصل مع نظرائهم في الدول الأخرى وتحسين الاتصالات مع الجماعات في المناطق الريفية. ومن جانبه، ذكر «فيل مورلي،» الرئيس التنفيذي لشركة «بولينايزر» ومقرها أستراليا، والتي تساعد في دعم المشروعات الجديدة في آسيا، إنه قد حان الوقت لحدوث ثورة رقمية في ميانمار. وخلال العام الماضي دشنت حكومة ميانمار رخصتين للهاتف الخلوي؛ الأولي هي شركة اتصالات قطر «أوريدو»، والثانية هي شركة «تيلينور» النرويجية للاتصالات. وتهدف الشركتان إلى الوصول بنسبة استخدام الهاتف الخلوي إلى 80 بالمائة بحلول عام 2015. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©