الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النووي الإيراني··· في انتظار الرئيس الجديد

النووي الإيراني··· في انتظار الرئيس الجديد
9 يوليو 2008 02:31
من غير المرجح أن توجه الولايات المتحدة الأميركية ضربة عسكرية إلى المنشـــآت النووية الإيرانيــــة في أي وقــــت قريب، لكن من دون أن يعني ذلك أن الاحتمـــال غير مطروح على الطاولة· أما إسرائيل المنزعجة من احتمــال ظهور جـــار إقليمي بميول عدوانية وأسلحة نووية، فربما تكون حددت جدولها الزمني الخــاص بإمكانيــــة توجيه ضربـــة إلـــى إيــران· هذه هي الخلاصة التي خرج بها عدد من الخبراء الأميركيين الذين تحدثوا في الأيام الأخيرة عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في مسعى إلى وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم· والمؤكد أن العلاقات الأميركية- الإيرانية ستكون أحد اثنين، أو ثلاثة مواضيع تحظى بأهمية قصوى في السياسة الخارجية التي يتعين على الرئيس الأميركي القادم التعامل معها· فعلى سبيل المثال سيكون على الرئيس الأميركي أن يقرر ما إذا كان الملف النووي الإيراني يستحق لتسويته تقديم تنازلات إلى روسيا لضمان تعاون أكبر في الجهود الرامية إلى ضبط ومراقبة الانتشـــار النووي الإيراني· وسيكون على الرئيس الأميركي القادم تحديد النبرة العامة التي يتعين مقاربة الإيرانيين بها، لا سيما وأن الحكومة في طهران أبدت مؤخراً بعض المرونة والاعتدال في تصريحاتها الأخيرة· ''جورج بيركوفيتش''، الخبير في قضايا الانتشار النووي في معهد ''كارنيجي'' للسلام العالمي بواشنطن يقول: ''يشعر الإيرانيون في هذه اللحظة أن لهم اليد الطولى··· إنهم يناورون بخطابهم الجديد''· والواقع أنه منذ نهاية شهر يونيو الماضي وإيران تتحدث إلى العالم بنبرة مخففة حول ملفها النووي، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الإيراني ''منوشهر متقي'' في لقــاء مع ''سي·إن·إن'' قــال فيـــه ''إن المحادثـــات تجري حاليـــاً في مناخ وتصور جديدين''· لكن في الوقت نفسه اتسمـــت ردة فعــــل المسؤول في الاتحـاد الأوروبي المكلف بالتفاوض مع طهران حول ملفها النووي على رسالة إيران بالكثير من الحذر والترقب· وكانت إيران قد وجهت رسالة إلى ''خافيير سولانا'' المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحـــاد الأوروبي قال إنه تلقاها في الرابع من شهر يوليو الجاري رداً على العرض الذي تقدمت به أوروبا لطهران في مسعى إقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم· ولحد الآن لم يُكشف عن فحوى الرد الإيراني الذي وصفه ''سولانا'' بأنه صعب ومعقد، مؤكداً أن الرسالة الإيرانية لم تولد لديه ''شعوراً بالتفاؤل''· ولم ينفِ ''سولانا'' احتمال لقائه مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، ''سعيد جليلي''، لكنه لم يحدد موعداً لذلك· وأعرب المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية عن أمله في ''استمرار المفاوضات مع إيران خلال الأسابيع القادمة وقبل نهاية الشهر الحالي إذا كان ذلك ممكنا، لكني لا أستطيع أن أعطي انطباعات متفائلة''· ويبدو أن التغير الذي طرأ على النبرة الإيرانية جاء بعد أسابيع من تبادل الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية للتهديدات حول ضربة أميركية، أو إسرائيلية محتملة ضد إيران إذا ما أصرت هذه الأخيرة على المضي قدماً في تخصيبها لليورانيوم، وضربت بعرض الحائط المخاوف الدولية بشأن ملفها النووي· ولا شك أن التدريبات العسكرية التي أجرتها إسرائيل في الشهر الماضي صعدت احتمالات الضربة، حيث اعتبرها الكثير من الخبراء تحذيراً مبطناً لإيران· بيد أن ''كينيث بولاك''، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد ''بروكينجز'' أكد على هامش منتدى حول السياسة الأميركية تجاه إيران نظم في 26 يونيو الماضي أن التدريبات الأميركية قد تكون رسالة إسرائيلية موجهة إلى الولايات المتحدة، موضحاً ذلك بقوله ''إن إسرائيل تسعى إلى إبلاغ واشنطن أنها فعلاً قلقة من الملف النووي الإيراني، وبأنها لن تترك الأمور تخرج عن السيطرة''· ويشير ''بولاك'' أيضاً إلى أن احتمال توجيه إسرائيل لضربة إلى إيران ليس منعدماً، لكنه ليس مرتفعاً كما يتوقع بعض الخبراء، ذلك أن إسرائيل تعرف جيداً أنها قد تواجه رداً عنيفاً من حلفاء إيران في لبنان وغزة إذا ما تجرأت على قصف المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية· ويوضح ''بولاك'' ذلك بقوله ''إن الإسرائيليين متخوفون من ضربهم لإيران، لأن ما سيحدث بعد ذلـــك هو أن طهران ستعطي الإشارة لـ''حزب الله'' و''حماس'' باستخدام 15 ألــــف صـــاروخ التي في حوزتهم، فهي لم تزودهـــــم بهــــا مـــن دون سبــــب!''· ومن جهة أخرى يرى ''جون ألترمان''، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الحديث عن استخدام القوة سواء كان بشكل مباشر، أو بالتلميح سيأتي بنتائج عكسيــة قائلاً: ''كلما تحدثنا عن استخــدام القـــوة، فإنه من المستبعــــد تأمين تعــــاون حلفائنـــا في الخليج···لأنهم مرعوبــون في هــذه اللحظــة''· لكن ''إليزابيث تشيني''، المساعدة السابقة لوزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى اعتبرت أنه من الضروري أن يشعر الإيرانيون باحتمال استخدام الولايات المتحدة للقوة لردعهم في حال قرروا مواصلة برنامجهم النووي وتحدي الإرادة الدولية، مؤكدة أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين التي تنفي توجيه ضربة إلى إيران لا تساعـــد في الضغـــط على الجمهورية الإسلامية· وتبقى الطريقـــة المثلى للتعامل مع الموضوع الإيراني هو تحديد المسؤولين الأميركيين ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعــــدة للتعايش مع إيران نووية· وفي هذا السياق يوضح ''بولاك'' أنه في حال قرر المسؤولون أنهم لا يستطيعون التعايش مع إيران تملك ترسانة نووية، فذلك يعني أنهم مستعدون لغزوها لمنع حدوث ذلك، لكنه استطرد قائلاً ''لا أعتقد أن الرأي العام الأميركي مستعد لغزو إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي''· بيتر جرير محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©