الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاريخ أسرته جعله يتخصص في التراث البحري سلطان بن غافان: عملت «كاتب رسائل» لأواصل تعليمي وأساعد أسرتي

تاريخ أسرته جعله يتخصص في التراث البحري سلطان بن غافان: عملت «كاتب رسائل» لأواصل تعليمي وأساعد أسرتي
8 سبتمبر 2009 00:12
يعتبر سلطان خلفان بن غافان أحد أكثر الباحثين في التراث البحري نشاطا، وهو يحفظ الكثير مما يتعلق بالموروث الشعبي والشلات الشعرية البحرية. ولد عام 1953 قرب شاطئ البحر بإمارة أم القيوين، وكل من أفراد أسرته رجال البحر ويطلق على الأسرة «أهل بحر». من أهم الذكريات التي أخبره عنها والده بعد أن كبر، كان غرق سفينة والده عام 1945 في منطقة «أم البزم» التابعة لأبوظبي، وهي من الهيرات التي يبحث فيها عن اللؤلؤ. وكانت السفينة معدة للغوص، والحمد لله فقد نجى كل من في السفينة. كاتب الرسائل يذكر بن غافان أنه دخل الى المدرسة عام 1959 في زمن مكتب المعارف الكويتية، يقول في ذلك: «توفي والدي حين كنت في الصف الثالث الابتدائي، وتركني مثل الكثير من الأطفال في ذلك الزمان، أخوض الكفاح وأواجه الحياة من أجل مساعدة الأسرة ومواصلة التعليم، فكنت أتعلم وأدخل إلى البحر مع الرجال للغوص في الصيف، ولأنني أقرأ وأكتب عملت في مهنة «كاتب الرسائل» للمراسلات بين أهل الإمارات ورجالها الذين يعملون في الخارج». كان يحصل على أجرة تبلغ من ربع إلى نصف درهم عن الرسالة الواحدة، وأحيانا كان لا يحصل على شيء، ولكنه كسب من مرافقة رجال البحر منهج البحر، فتعلم معنى حسابات الدرور الخاصة بالصيد أو الغوص أو موسم تكاثر السمك، وموسم الرياح، إلى جانب أسماء الشباك وأنواعها وكذلك أنواع الأسماك والأهازيج الخاصة بالبحر. انتظار النجدة يقول عن أهم الذكريات في طفولته: «ذهبنا في رحلة إلى سلطنة عمان- منطقة الباطنة، وكانت الرحلة تضم سبع أسر من أهلي وجيراني، وكانت وسيلة النقل شاحنة من نوع «بيد فورد» وفي طريق العودة كنا نحمل التمور والدواجن التي أتينا بها كهدايا تتناسب وذلك الوقت، لم تتحمل المركبة الحمولة فانكسرت عند منطقة «الحويلات» ولم يكن لدينا أية وسيلة للاتصال والطريق شديد الوعورة، وكان علينا انتظار مرور عابر كي ينجدنا ويخبر أحد عن وضعنا، وبعد خمسة أيام مر علينا رجل، وبعد يومين من مرور ذلك الرجل علينا جاءنا مندوب من أهلنا بسيارة أخرى، واستغرق نقل البضائع والمستلزمات والركاب 4 ساعات». كانت الرحلات تستغرق من تلك المنطقة إلى أم القيوين مدة يومين، ومن حسن الحظ أن ذلك الرجل الذي مر عليهم استطاع أن يخبر البعض كي يتم إنقاذهم. ولا ينسى أن يذكر بأنهم (كانوا يأكلون من تلك التمور خلال تلك الفترة، كما كانت قد سقطت أمطار وشكلت أودية وجداول أنقذتهم، حيث استطاعوا الاستفادة منها للشرب والوضوء والتنظيف). منحة دراسية بعد أن أنهى الصف الرابع المتوسط التحق بثانوية المعهد الديني في إمارة عجمان وتعلم حتى الثاني الثانوي، وفي نفس الوقت قدم طلبا للعمل في الديوان الأميري في أم القيوين حصل على الموافقة عام 1969، يقول في ذلك: «كانت وظيفتي كتابة بطاقات المرور من الإمارات إلى دول الخليج المجاورة للراغبين في السفر. وفي عام 1972 أذكر أنني قدمت طلبا للعمل في وزارة الصحة، فحصلت على عمل في قسم مرآب السيارات في دبي. ومن خلال تلك الوظيفة استطعت إكمال دراستي في الثانوية العامة بنظام المسائي، فكنت أنهي عملي في إمارة دبي لأعود إلى أم القيوين، فأصل عند الرابعة عصرا لتبدأ الدراسة المسائية، حيث كانت رحلة الذهاب والإياب عبر باص ينقلنا». في عام 1979 حصل على منحة دراسية في جامعة الإمارات وكانت مدة الدراسة 4 سنوات إلا أنه استطاع أن ينهي دراسته في ثلاث سنوات ونصف، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاجتماع وفرعي خدمة اجتماعية ضمن الدفعة الثالثة، وعاد للعمل في وزارة الصحة ليجد أن تخصصه لا يتناسب مع وظيفته في مرآب السيارات. رئيس القسم قدم سلطان طلب نقل إلى وزارة التربية والتعليم، فنقل الى أم القيوين، يقول: «كان مدير مكتب المنطقة التعليمية آنذاك راشد الكشف، وعملت في البداية منسقا للأنشطة، ثم تمت ترقيتي إلى رئيس قسم الأنشطة والرعاية الطلابية. ولم أترك نفسي رهين العمل المكتبي، لأنني كان أشعر أن كل ما يتعلق بالموروث يجب أن يتحول إلى مادة يمكن أن يستفيد منها الأهالي والطلاب». يتذكر بن غافان فيما يتذكر، أنه بدأ في إلقاء المحاضرات الخاصة بالبحر وكل ماله علاقة بحياة البحر على الطلاب في المدارس، ولا يزال يُطلب إلى اليوم في كثير من مدارس الدولة لنفس الغرض. كما أصبح من الشخصيات المطلوبة إذاعيا وتلفزيونيا من أجل إثراء المعلومات التراثية لدى المشاهد والمستمع.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©