الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استاد «خليفة» تحفة معمارية في المونديال القطري

18 مايو 2017 15:59
على مدار نحو أربعة عقود، كان استاد «خليفة» الدولي في العاصمة القطرية الدوحة ضمن أبرز أيقونات الرياضة القطرية خاصة والخليجية بشكل عام حيث لعب هذا الاستاد دوراً بارزاً في تاريخ الرياضة القطرية والخليجية والعربية منذ افتتاحه في 1976. والآن، يستعد هذا الاستاد في العاصمة القطرية الدوحة لدور جديد ومهم في تاريخ الرياضة القطرية والعربية حيث سيقدم جسر تواصل جديد مع الرياضة العالمية بعد عملية التجديد والتحديث الشاملة التي أجريت له ليصبح جاهزًا لاستضافة فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم والمقررة في قطر. ويدرك المتتبع لتاريخ الرياضة القطرية مدى أهمية هذا الاستاد الذي كان حجر الزاوية في نجاح العديد من الأحداث الخليجية والعربية والآسيوية على حد سواء بل إنه نال نصيباً من زخم البطولات العالمية التي تستضيفها قطر على مدار العام. والآن، سيكون استاد خليفة هو أول ملاعب المونديال القطري التي يتم تجهيزها لهذه البطولة التي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط. ويرفع الستار غداً الجمعة بشكل رسمي عن تحفة معمارية حقيقية في الدوحة حيث يفتتح الاستاد رسميا غداً من خلال المباراة النهائية لبطولة كأس أمير قطر والتي يلتقي فيها الريان ومنافسه التقليدي السد على كأس البطولة الغالية التي تأتي في ختام هذا الموسم المثير للكرة القطرية. وبقدر أهمية الاستاد والحدث، جاء اختيار المباراة النهائية لكأس الأمير لتكون ضربة البداية على هذا الاستاد بعد عملية التحديث التي أجريت له واستغرقت نحو عامين ليصبح الاستاد جاهزاً بالفعل قبل نحو ست سنوات كاملة على بداية فعاليات المونديال القطري. وعلى مدار نحو أربعة عقود مضت، استضاف استاد «خليفة» العديد من الأحداث الرياضية سواء في مجال كرة القدم أو غيرها من الرياضات كما كان هذا الاستاد شاهدًا على العديد من الذكريات الرائعة. وأنشئ هذا الاستاد لاستضافة فعاليات النسخة الرابعة من بطولات كأس الخليج والتي استضافتها قطر عام 1976 حيث بلغت سعة المدرجات وقتها 20 ألف مشجع وظلت هكذا حتى أجريت للاستاد عملية تجديد وتوسعة في 2005 لترتفع سعة المدرجات إلى 30 ألف مشجع من أجل استضافة فعاليات دورة الألعاب الآسيوية بالدوحة في 2006. وما بين البطولتين، استضاف هذا الاستاد نسختين آخريين لكأس الخليج حيث فاز المنتخب القطري (العنابي) على هذا الملعب بلقب كأس الخليج 1992 و2004. كما استضاف هذا الاستاد في 2011 فعاليات كأس الأمم الآسيوية ودورة الألعاب العربية. وعلى مدار العقود الماضية، شارك هذا الاستاد أيضا في استضافة العديد من الأحداث الرياضية ومنها فعاليات جولة الدوحة ضمن منافسات بطولة الدوري الماسي لألعاب القوى كما شهد عدداً من المباريات التاريخية مثل لقاء منتخبي إسبانيا وأوروجواي الودي عام 2013 ومباراة البرازيل مع الأرجنتين والمواجهة الودية بين باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الأسباني في 2014 إضافة للمشاركة في استضافة فعاليات كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في 1995. كل هذه الأحداث والذكريات جعلت من استاد «خليفة» ركناً أساسياً في خطة قطر لاستضافة مونديال 2022. وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث (الجهة المشرفة على مشروعات كأس العالم 2022 في قطر) ومؤسسة «أسباير زون» كشفتا عن التصميم المعدل لاستاد خليفة خلال حفل ضخم بالعاصمة السعودية الرياض وذلك على هامش فعاليات بطولة كأس الخليج الماضية (خليجي 22) في نوفمبر 2014. وإلى جانب زيادة السعة الجماهيرية للمدرجات إلى 40 ألف مقعد، جرى تزويد استاد خليفة بتقنية التبريد المبتكرة التي تضمن توفير أجواء مريحة للاعبين والجماهير خلال المونديال القطري. وكان تدشين التصميم في حفل بالرياض أكبر مؤشر على أن مونديال 2022 هو بطولة للخليج وللشرق الأوسط كله كما عكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة وكرة القدم تحديدا في تعزيز أواصر المودة بين الأشقاء في دول الخليج والإسهام في تقريب شعوب المنطقة من بعضهم البعض ليلتف الجميع حول هذا الإنجاز التاريخي. وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل تدشين التصميم المعدل لاستاد خليفة، قال حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: «الكشف عن تصميم أحد الملاعب المرشحة لاستضافة كأس العالم 2022 من مدينة الرياض، يؤكد أولًا على احتضان دول وشعوب المنطقة جميعا لهذا الحدث، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب ملفنا ودعمته منذ الأيام الأولى لتقديمه. كما يؤكد على عزم قطر والتزامها الراسخ بتنظيم بطولة تاريخية تترك إرثا طويل الأمد لقطر ودول الخليج والمنطقة بأسرها». وسبق للجنة العليا للمشاريع والإرث أن اختبرت تقنية التبريد المبتكرة في موقع تجريبي بالدوحة استخدم كمنطقة للمشجعين خلال كأس العالم 2014 بالبرازيل. كما أقامت مؤسسة «أسباير زون» أيضا موقعاً تجريبياً بحجم ملعب كرة قدم صمم لاختبار هذه التقنية في ملاعب ومرافق التدريب حيث نجحت هذه التقنية في خفض درجة الحرارة داخل هذه المواقع بأكثر من 12 درجة مئوية مقارنة بالحرارة الخارجية وتمكن أكثر من 15 ألف مشجع من متابعة المباريات في الهواء الطلق وبأجواء مريحة ومناسبة. والآن، سيتحول الحلم إلى واقع في أول استادات المونديال القطري حيث ستكون مباراة الغد فرصة مثالية لتجربة إمكانيات الاستاد بعد تحديثه وتزويده بتقنية التبريد المبتكرة. الجدير بالذكر أن تقنية التبريد لن تكون الإضافة الوحيدة التي ستضمن للجمهور تجربة مميزة خلال مونديال 2022، فهذه البطولة ستكون أولى البطولات متقاربة المدن في تاريخ كأس العالم، ولن تحتاج الفرق ولا الجماهير السفر من مدينة لأخرى للمشاركة في المباريات أو حضورها، حيث ستضمن شبكة النقل العام الحديثة التي تعكف قطر على الانتهاء منها في أقرب وقت ممكن وصول الجماهير إلى الملاعب من مختلف مناطق إقامتهم في زمن لا يزيد على 45 دقيقة كحد أقصى. ويتصل استاد خليفة الدولي بوسائل النقل العام من خلال شبكة الطرق الحديثة بالإضافة إلى محطتين للمترو (الريل) في محيط الاستاد لضمان وصول الجماهير إليه بسهولة ويسر. كما سيتمكن المشجعون من الوصول إلى الفنادق ومراكز التسوق المحيطة باستاد خليفة سيرا على الأقدام نظرا لقصر المسافة التي تفصله عنها. تجدر الإشارة إلى أن استاد خليفة الدولي أحد أبرز المنشآت الرياضية متعددة الاستعمالات في قطر، ويقع في منطقة أسباير التي تضم عدداً كبيرا ًمن المرافق عالمية المستوى مثل مقر أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي ومركز حمد للألعاب المائية وقبة أسباير ومستشفى سبيتار وبرج «الشعلة-أسباير». كما تضمنت عملية التحديث إنشاء متحف أولمبي وقاعة متعددة الأغراض ومناطق لكبار الزوار وبهو علوي يضم مجموعة من المحلات التجارية والمطاعم ومركزًا صحياً كما صممت قاعات كبار الشخصيات على طراز فريد يجمع بين التراث الثقافي لدولة قطر والطابع المعماري الحديث للدوحة. ويحتضن استاد خليفة الدولي عدداً من مباريات المونديال القطري بداية من الأدوار التمهيدية وحتى مرحلة دور الثمانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©