أبوظبي (الاتحاد)- كثف مركز خدمات المزارعين بأبوظبي من نشاطه على مدى الأسبوع الماضي، لتعزيز التوعية بأهمية ترشيد المياه بصورة عامة، والري على وجه الخصوص، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمياه 2013، والذي يحتفل به العالم في 22 مارس من كل عام.
وشهد كورنيش أبوظبي، أمس، فعاليات عدة، شاركت فيها فئات المجتمع كافة من طلاب المدارس أولياء الأمور، فضلاً عن فئات المزارعين، حيث نظم المركز مسيرة تحت عنوان «مسيرة من أجل المياه».
كما تم توزيع نشرات توعية وتنظيم مسابقات وبرامج ترفيهية، قدمتها مذيعة ستار اف أم شيماء حافظ، لتركيز الانتباه على أهمية المياه، وضرورة العمل على إدارة مواردنا المائية بطريقة مستدامة، تضمن للأجيال المقبلة حقهم في العيش من دون معاناة.
وجاء تنظيم المسيرة بهدف زيادة الوعي، خاصة لدى الأطفال والعائلات، لتعريفهم بكمية المياه التي يستهلكها قطاع الزراعة بإمارة أبوظبي، حيث يحرص مركز خدمات المزارعين، من خلال زيادة الوعي لدى شرائح أكبر من الناس، إلى حثهم على اتخاذ إجراءات أكبر للاقتصاد في استهلاك المياه بصورة عامة، واستهلاكها في الزراعة بصورة خاصة.
وكان المركز قد نظم زيارات مدرسية إلى عدد من المدارس الحكومية والخاصة في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، وتم توزيع آلاف من نشرات التوعية على طلاب هذه المدارس، تركز على توعية الأطفال بكميات المياه المستهلكة لإنتاج الأطعمة والمشروبات التي يتناولنها بصورة يومية، وذلك حتى يكون لديهم وعي كافٍ بأهمية المياه وضرورة ترشيدها، لأن شح المياه أو انعدامها سيترتب عليه الفشل في الحصول على غذائنا اليومي.
وتعاني دولة الإمارات بشكل عام مشكلة شح الموارد المائية وتناقصها بشكل كبير، حيث تقع في حزام المناطق الجافة والقاحلة، بمعدل متوسط لسقوط الأمطار يصل إلى أقل من 100 مم سنوياً، ومعدل تغذية طبيعي منخفض للمياه الجوفية يصل إلى أقل من 10% من إجمالي المياه المستخدمة سنوياً، بالإضافة إلى عدم وجود مصادر مياه سطحية يمكن الاعتماد عليها كمصدر دائم، الأمر الذي دفع حكومة الدولة لوضع الخطط والبرامج الهادفة للحد من تناقص هذه الموارد، والتشجيع على تبني وسائل وممارسات ترشد من استهلاك واستدامة المياه.
وقال كريستوفر هيرست، المدير التنفيذي لمركز خدمات المزارعين: «نحن حريصون على التوعية بأهمية الحد من استهلاك المياه على مدار العام، حيث نعمل على ابتكار وسائل لتشجيع المزارعين على ترشيد استهلاك المياه في الزراعة، لكن اليوم العالمي للمياه يمثل فرصة لتكثيف التوعية بأهمية الموارد المائية، باعتبارها قضية عالمية، ومن هنا حرصنا على اتخاذ المبادرة لتنظيم هذه الاحتفالات، وتسليط الضوء على التحديات المحلية في مجال المياه، خاصة المتعلقة بقطاع الزراعة.
وأضاف «استهدفنا الأطفال والعائلات في السنتين الماضيتين، لأن الزراعة غالباً على هامش اهتمامات الناس الذين لا يمارسونها، فالكثير من المقيمين بالمدن لا يدركون الدور الذي تلعبه الزراعة في المجتمع، وبما أن الماء عنصر مهم جداً بالنسبة لدولة الإمارات، فإن هذه المناسبة تعتبر فرصة مهمة للتشجيع على المشاركة والتعاون بين الجمهور وتوعية الأطفال الذين سيكون لهم الأثر الأكبر خلال السنوات المقبلة».
وأوضح هرست «لقد عمل المركز منذ إنشائه بالتعاون مع أصحاب المزارع والشركاء على التقليل من استهلاك المياه بصورة كبيرة، ونلتزم بخفض استهلاك المياه في الزراعة بنسبة 40% العام المقبل، حيث يتمثل جزء من هذا العمل في سلامة وتحديث أنظمة الري.
وأشار إلى أن المزرعة التي تستهلك كمية تصل إلى 130 ألف لتر من المياه خلال سنة واحدة، يمكن أن تخفض هذه الكمية بنسبة 40% إذا تم تحديث شبكة الري المستخدمة التي تحتوي على 10 صمامات بها تسربات. وإذا تمكنت مزارع أبوظبي كافة من إصلاح الأعطال التي تؤدي إلى حدوث تسربات، فسيؤدي هذا الإجراء إلى اقتصاد كميات هائلة من المياه. وعبر المدير التنفيذي لمركز خدمات المزارعين عن شكره للمؤسسات والهيئات والشركات التي ساهمت في رعاية الاحتفال باليوم العالمي للمياه، ومنها شركات «الظفرة جروب»، والمشرق لخدمات الري، ونادي بني ياس الرياضي، و»أدفانسد هيدروتك»، بالإضافة إلى حصاد مزارعنا، و»سوق» مركز خدمات المزارعين.
عدد اليوم
