الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن العربي أول من استخدم الأضاحي في المنفعة العامة

ابن العربي أول من استخدم الأضاحي في المنفعة العامة
8 سبتمبر 2009 00:14
اشتهر الإمام العلامة الحافظ القاضي ابن العربي بين علماء الأندلس بالورع والشدة في الحق والبذل لتحقيق المصلحة العامة• وقد لد أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن العربي المعافري بمدينة إشبيلية يوم الخميس 22 شعبان سنة 468 هـ، في بيت علم وحسب ونسب وكان أبوه عبدالله بن محمد بن العربي من كبار علماء الدولة وأعيانها، حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره وعكف على ضبطه ثلاث سنوات واشتغل بدرس وتحصيل العربية وعلومها والحساب والقراءات القرآنية. ارتحال والده ويقول الدكتور فرحات عبد العاطي، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه عندما سقطت دولة آل عباد في سنة 485 هـ، ارتحل به أبوه من إشبيلية إلى ثغر بجاية على ساحل الجزائر، ثم انتقل إلى ثغر المهدية وما لبث والده أن شد الرحال إلى العديد من البلاد الإسلامية طلباً للعلم والتوسع فيه فارتحل مع ابنه إلى مصر والقدس ودمشق وبغداد والحرمين وسمع ببغداد من طراد بن محمد الزيني، وأبي عبدالله النعالي، وجعفر السراج وابن الطيوري، وبدمشق من الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وأبي الفضل بن الفرات وأبي البركات بن طاوس والشريف النسيب، وببيت المقدس من مكي بن عبدالسلام الزميلي، وبالحرم الشريف من الحسين بن علي الفقيه الطبري، وبمصر من القاضي أبي الحسن الخلعي ومحمد بن عبدالله بن داود الفارسي، كما تفقه على الإمام أبي حامد الغزالي والفقيه أبي بكر الشاشي والعلامة الأديب أبي زكريا التبريزي. تلاميذ ابن العربي وعاد إلى الأندلس في سنة 491 هـ بعد أن دفن أباه في رحلته وجلس للتدريس بمساجدها ووصف بالذكاء وسعة العلوم والزهد والورع وقوة المنطق والكرم وبلغت شهرته الآفاق فأخذ عنه وتلقى عليه طائفة من كبار علماء الإسلام منهم قاضي المغرب وحافظه عياض بن موسى اليحصبي، وابنه القاضي محمد بن عياض، والحافظ المؤرخ أبو القاسم خلف بن عبدالملك بن بشكوال، والإمام الزاهد العابد أبو عبدالله محمد بن أحمد بن مجاهد الإشبيلي، وأبو جعفر بن الباذش، وأبو عبدالله محمد بن عبدالرحيم الخزرجي، وأبو عبدالله محمد بن عبدالله بن خليل القيسي، وأبوالحسن بن النعمة، وأبوبكر محمد بن خير الأموي الإشبيلي. وقال اشتهر اسمه وولي قضاء إشبيلية فحمدت سياسته وكان ذا شدة وسطوة وهمة فصيحا بليغاً خطيباً. وعندما شعر في مدة قضائه بأن سور إشبيلية لا يقاوم هجمات أعداء الدولة الإسلامية إذا حاولوا مهاجمة البلد، وكانت الحكومة قد انصرفت عن الاهتمام بإصلاحه بسبب نقص المال عزم على ترميمه وتقويته من ماله الخاص ورصد كل ما تحت يده لتحقيق هذا الواجب العام. ودعا الأمة إلى البذل فيه ولورعه وسمعته المحمودة أقبلت عليه المساهمات من كل أفرادها، وكان ابن العربي أول من خطر على باله الاستفادة من جلود الأضاحي في المصالح العامة فحض الناس على أن يتبرعوا بجلود أضاحيهم لبناء هذا السور، فكان في ذلك موفقاً، وفي آخر أيام ولايته للقضاء استطاع حساده إثار العامة عليه بأساليبهم الخبيثة حتى تجرأ البغاة عليه وهاجموه في داره ونهبت كتبه كلها فعزل ويقال إنه انصرف عن القضاء وانتقل مؤقتاً إلى قرطبة لنشر العلم وتدوينه. وكان له فيها تلاميذ ومريدون فالتفوا حوله ينهلون من علمه وسعة أفقه وورعه فازداد تلاميذه من أذكيائها. مؤلفاته أشاد به العلماء وأثنوا على علمه وورعه ووصفوه بأنه بلغ رتبة الاجتهاد. وقال عنه ابن النجار: «حدث ببغداد وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ وكثرت إفضاله ومدحته الشعراء. وخلف القاضي أبوبكر العديد من المصنفات منها «أنوار الفجر في تفسير القرآن»، و»قانون التأويل في تفسير القرآن»، و»أحكام القرآن»، و»الأحكام الصغرى»، و»الناسخ والمنسوخ في القرآن»، و»المشكلين»، و»النيرين»، و»القبس»، و»عارضة الأحوذي في شرح جامع الترمذي»، و»العواصم من القواصم»، و»المحصول في علم الأصول»، و»الإنصاف»، و»في مسائل الخلاف»، و»شرح غريب الرسالة لابن أبي زيد القيرواني»، و»الكافي في أن لا دليل على النافي». وتوفي يوم الأحد 7 ربيع الأول سنة 543 هـ، بمدينة فاس.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©