الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كفى شافيز»...حركة ضد التدخلات والإساءات

«كفى شافيز»...حركة ضد التدخلات والإساءات
8 سبتمبر 2009 00:16
لقد احتشد أعداء الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز المنتشرين في مختلف أنحاء العالم من كولومبيا إلى كندا، للاحتجاج على ما يسميه منظمو هذه التظاهرة على إساءات شافيز وتدخله في شؤونهم الداخلية. وقد انطلقت هذه الحركة التي اختارت لنفسها عنواناً هو «كفى شافيز» من كولومبيا ثم انتشرت عبر موقعي «فيس بوك» و«تويتر» الإلكترونيين. من ناحيته استخف شافيز -الذي يقوم بجولة دولية تشمل وقفات في كل من سوريا وإيران- بالحركة واصفاً إياها بالغباء، بينما بدأ مناصروه تنظيم تظاهرة مؤيدة له. ومهما يكن فإن في نشأة الحركة وما لحقها من تنظيم هذه التظاهرة المضادة، ما يعبر عن تنامي نزعة معادية للسياسات «اليسارية» التي حققت بعض المكاسب لمنطقة أميركا اللاتينية، بقيادة رؤساء دول وقادة إقليميين من أمثال شافيز. عن هذه النزعة علق المحلل السياسي «ستيف إيلنر» -مقيم في فنزويلا ومؤلف كتاب «تأملات في السياسات الفنزويلية- بقوله: إن هناك شعوراً عاماً بتزايد الانتقادات الموجهة إلى التيار اليساري في منطقة أميركا اللاتينية كلها. فالآن يواجه هذا التيار تحديات كبيرة تمتد من الإطاحة برئيس هندوراس مانويل زيلايا في الثامن والعشرين من شهر يونيو المنصرم، وصولا إلى التحديات التي يواجهها اليسار في المعارك الانتخابية المقبلة في عدة دول مثل تشيلي. ويرى خصوم هذا التيار أن فرصتهم قد حانت لمحاولة صده. بل هناك من بدأ يفكر في إمكانية إلحاق الهزيمة بالتيار «اليساري»، خاصة إذا ما علمنا أنه يسهل تعبئة الجماهير سياسياً حين تسود مشاعر التفاؤل بينها بإمكانية التغيير السياسي. يذكر أن بدايات تنظيم حركة وتظاهرة «كفى شافيز» تعود إلى الخلافات الحادة التي نشأت بين شافيز ونظيره الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي بشأن خطط الأخير بالسماح للولايات المتحدة الأميركية باستغلال القواعد العسكرية الكولومبية. وقد وصف شافيز تلك المخططات بأنها تمثل استفزازاً عسكرياً وإشعالا لنيران الحرب، بينما وصف أوريبي نفسه بالخيانة. غير أن هذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها المسيرات والمواكب الشعبية المعبرة عن مواقف سياسية وأيديولوجية بعينها، عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية. ففي العام الماضي نظم المحتجون مظاهرات عامة مناهضة لمليشيات «فارك» أو ما يعرف بقوات كولومبيا الثورية المسلحة. ولكنها المرة الأولى التي يتم فيها تنسيق تظاهرات دولية في توقيت موحد ضد شافيز على وجه الخصوص، وذلك عبر موقع إلكتروني أقيم لمناهضته، كما يقول المحلل السياسي «إيلنر». إلى ذلك أفاد منظمو هذه المظاهرات بأنهم نجحوا في تعبئة حملات احتجاجية مضادة لشافيز في 30 دولة من مختلف أنحاء العالم. ففي «مكسيكو سيتي» أصدر المنظمون بياناً صحفياً حثوا فيه المتظاهرون على التجمع في ساحة تقع في وسط المدينة. وجاء في صياغة البيان الصحفي: لقد سئمنا من إساءات شافيز لنا ولأميركا اللاتينية وللعالم كله. كما سئمنا من تزايد نفاق شافيز الذي ينتقد تدخل الآخرين في شؤون بلاده الداخلية من جهة، بينما لا يفوقه أحد في العالم كله، عندما يتعلق الأمر بالتدخل الخارجي في شؤون الآخرين. وبينما يرى معارضو شافيز ومنتقدوه أن الفرصة قد حانت لهم ليكون لهم دور ما في سياسات المنطقة، إلا إنه ليس مرجحاً أن تترك هذه الحركات الاحتجاجية أي تأثير يذكر على نفوذ شافيز داخل بلاده فنزويلا. هذا هو رأي «مايكل شيفتر»رئيس قسم السياسات في مركز الحوار البيني الأميركي بواشنطن. وتوقع السيد «شيفتر» أن يستغل شافيز هذه الفرصة لصالحه، وذلك بتكرار الحديث عن جهل منظمي هذه الحركة الاحتجاجية بما يفعله هو في خدمة الفقراء والعمل على تحسين أحوالهم المعيشية. وعلى حد قوله: «فنحن نسعى لتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية بطريقة مختلفة». والمتوقع هذه المرة أيضاً أن تنظم مظاهرة ضخمة مؤيدة لشافيز، مثلما هو الحال في كل مرة تنظم فيها مظاهرات ومواكب معادية له. سارة ميلر- مكسيكو سيتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©