محمد وردي (دبي)
كشفت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أمس عن تفاصيل العمل الموسيقي الذي يستلهم سيرة وشعر، الشاعر أبو الطيب المتنبي، الذي يحمل عنوان «المتنبي.. مسافراً أبداً»، ويقدم لأول مرة في افتتاح الدورة الرابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تنطلق في الثلاثين من الشهر الجاري، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستمر ستة أيام، والتي اختير لها شخصية المتنبي كمحور أساسي لدورته الحالية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقد أمس بـ «نادي دبي للصحافة» شارك فيه، سعيد حمدان عضو اللجنة المنظمة للمعرض، والفنانة عبير نعمة، بحضور جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والدكتور علي بن تميم، مدير إدارة المشاريع في المكتبة الوطنية بالهيئة.
وقال حمدان إن مسألة بناء الإنسان، هي الأساس في أي عمل ثقافي تنهض به الدولة، ما يجعله متناغماً مع عملية التطوير الشاملة على كافة الصعد الثقافية المختلفة. مؤكداً أن العمل الموسيقي الضخم الذي تم الكشف عنه اليوم، يأتي انسجاماً مع إعلان سابق عن اختيار شخصية الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي كعنوان للدورة الرابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام.
وتابع حمدان «يسرنا الكشف عن تنظيم حفل موسيقي غنائي أصيل يبلور المبادرة ويعيد قراءة المنتج العربي الفكري في شكل قوالب فنية جاذبة، فمن خلال عمل “المتنبي ...مسافراً أبداً” الذي سيعرض لأول مرة في افتتاح المعرض في الثلاثين من الشهر الجاري، ستقودنا الفنانة عبير نعمة بصوتها الرخيم في رحلة موسيقية شعرية على المناطق التي زارها المتنبي، ويعكس العمل موسيقى الشعوب في تلك المناطق عبر أشعار المتنبي التي تزخر بالفخر والمجد والحب».
وأضاف حمدان «لقد وقع اختيارنا على الفنانة عبير نعمة كونها باحثة موسيقية متخصصة في موسيقى الشعوب وتجيد الغناء بعشرين لغة وتتمتع بقدرات صوتية مذهلة، وقد سبق لها المشاركة في أعمال غنائية كبرى في الوطن العربي وخارجه».
من جهتها قالت الفنانة عبير نعمة إن العمل الغنائي الذي ستقدمه في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام، يحاول محاكاة أهم شخصية عربية وعالمية، هو أبو الطيب المتنبي. ذلك لأنه شخصية استثنائية في التاريخ الإنساني، فهو «المُلّهَم والمُلِّهِم» لأجيال كثيرة، سواء بعبقريته الشعرية الفذة، أو بسيرته الإنسانية الحافلة، بالأحلام والطموحات، التواقة أبداً للمجد والمعالي بكل صورها الإشكالية، وأبعادها الثقافية، التي تنطوي على الكثير من المفارقات والاختلافات على كل المستويات الفلسفية والمعرفية والجمالية.
وعبرت نعمة عن سعادتها بتقديم عمل فني يجسد شغف شاعر بحجم أبي الطيب المتنبي. موضحة أن فكرة تقديم شعر المتنبي موسيقيًا تبدو مغرية جداً بالنسبة لأي فنان، وقد سعدت بهذا التعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتقديم المتنبي من وجهة نظر مختلفة ومنفتحة على فنون الشعوب التي زارها في حياته، وهذا العمل تتحقق فيه ممازجة حقيقية بين عناصر فنية محورية في الثقافة العربية، سواء من ناحية قوة بيان شعر المتنبي وشخصيته الفذة، وتقديم غناء أصيل لشعوب متنوعة بالإضافة إلى احترافية موسيقية عالية.
وتشمل رحلة «المتنبي... مسافراً أبداً» كل من العراق والبادية وحلب ولبنان ومصر، وينتهي العمل بمشهد عالمي يُغنى فيه شعر المتنبي بلغات عالمية، مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ليكون بذلك احتفاء عالمي بالمتنبي، شاعر العرب والعالم.
يشارك في العمل الممثل والمخرج المسرحي جهاد الاندري والذي سيلقي أشعار المتنبي، فيما يقدم المعزوفات الموسيقية ثلاثة عشر عازفا من أبرز الموسيقيين والأكاديميين في العالم العربي، فيما ترافقهم جوقة من ستة مؤدين. وقد تم تشييد مسرح متكامل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خصيصا لهذا العرض.
وتم وضع ثلاثة أعمال غنائية مبتكرة خاصة بالعمل، وقد شاركت عبير نعمة في التلحين إلى جانب جورج نعمة ووسام كيروز، فيما تم التعاون مع الأوركسترا السمفونية البلغارية لتسجيل الأعمال في صوفيا.
ويأتي حفل «المتنبي... مسافراً أبداً» ليتكامل في ثراء تجربة المتنبي الذي اختاره معرض أبوظبي الدولي للكتابك محور أساسي لدورته الحالية وسيتم تخصيص جناح للشاعر الكبير، يحتوى مكتبة عالمية متخصصة جُمعت فيها المؤلفات التي كُتبت عن المتنبي ودواوينه الشعرية والرسائل الجامعية التي تم إعدادها عنه باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والأسبانية وغيرها من اللغات.
وستقام سلسلة من المحاضرات والندوات اليومية في «مجلس المتنبي» تستعيد سيرة الشاعر كإنسان، مثل تتبع رحلة اكتشاف بيت المتنبي في مدينة حلب، ومشروع تحويله إلى متحف. كما سيتم تقديم عرض واف عن مشروع «واحة المتنبي»، وهو موقع متخصص يضم كل ماله صلة بأبي الطيب المتنبي من شعر ومعلومات، مدعمة بعشرات الشروح القديمة والحديثة، كما سيتم الكشف عن حقيقة «معجز أحمد» وهو أحد شروحات ديوان المتنبي المنسوبة إلى أبي العلاء المعري، أما أثر المتنبي على الثقافات الأخرى فستتم مناقشته من خلال عمل «شفاء العليل» الذي وضع في الهند عام 1782 ويتناول شعر المتنبي، في محاولة لفهم الأسباب التي جعلت من شاعرٍ عاش في القرن العاشر مؤثراً في شعراء الهند في أواخر القرن الثامن عشر.
كما يقام معرض فني تشكيلي طوال أيام المعرض من وحي شخصية وشعر المتنبي، يشارك فيه مجموعة من الفنانين البارزين محلياً، يقدمون فيه رؤى فنية مختلفة عن الشاعر الكبير وأعماله الشعرية التي ألهمتهم.
عدد اليوم
