السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الجوهرة» تحكي بطولات أهالي خور فكان أمام المستعمر

«الجوهرة» تحكي بطولات أهالي خور فكان أمام المستعمر
8 سبتمبر 2009 00:19
قدمت على خشبة معهد الشارقة للفنون المسرحية مساء أمس الأول، مسرحية «الجوهرة» تأليف وإخراج الفنان أحمد يوسف، وتحت إشراف نادي الثقة للمعاقين بالشارقة وبالتعاون مع مجموعة أبوظبي للفنون والثقافة، ومشاركة فعالة من ذوي الإعاقة أعضاء نادي الثقة. وشهد العرض المسرحي الأول الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة وعبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعدد من المسؤولين وضيوف مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية وحشد من الجمهور المسرحي وأعضاء نادي الثقة. تروي المسرحية قصة المقاومة الشعبية التي سطرها أهالي المنطقة الشرقية وأهالي منطقة خورفكان خصوصا أثناء الغزو البرتغالي للمنطقة في عام 1507 ميلادية وما رافق هذا الغزو من ممارسات عنصرية وعمليات تنكيل وتعذيب بشعة تمثلت في جدع الأنوف وقطع الآذان وتصفية المقاومين والقتل العشوائي لأهالي المنطقة. تفتح الستارة على ديكور بسيط يجسد البيئة البحرية للمنطقة الشرقية من خلال ثيمات سينوغرافية تجسد البيوت البسيطة ومراكب الصيد وحصون المقاومة، وهي الديكورات التي صممها الفنان عبدالكريم عوض وعبر من خلالها ومن خلال ملابس الشخصيات عن أجواء الفترة الزمنية التي جرت فيها أحداث القصة. ومع دخول الرواي أو الحكواتي الذي قام بدوره مخرج العمل نفسه الفنان أحمد يوسف نبدأ بالتعرف تدريجيا على مناخ العمل وعلى شخصياته المتعددة، حيث يشرع الراوي في التمهيد للقصة من خلال الحث على الاستفادة من دروس الماضي واستخلاص العبر من هذا الماضي للتعامل الجدي والواعي مع تحديات الحاضر. يقول الراوي الذي نراه يتوسط مقدمة الخشبة « سأحكي حكاية من تاريخ المكان تكون لنا شعلة متقدة لإضاءة الحاضر، حكاية حدثت منذ عدة قرون على هذه البقعة من الأرض، وشهدت أصعب الفترات التي مرت بتاريخنا القديم». ويتداخل في سرد أحداث القصة أحد شخوص العمل قائلا « كانت منطقة الخليج مثل الجوهرة التي يتسابق الجميع للاستيلاء عليها، وكانت القوات البرتغالية من أوائل المستعمرين الذين حاولوا السيطرة على هذه المنطقة لبسط نفوذهم العسكري والاقتصادي على سائر بقاع العالم». ثم يبدأ شخوص العمل الآخرون بالتناوب في سرد حيثيات وتفاصيل القصة وعمليات التعذيب والتنكيل التي مارسها جنود البحرية البرتغالية وقائدهم ألفونسو البوكيرك الذي أمر بإطلاق النار من مدافعهم البحرية على سفن ومراكب الصيد وعلى أسوار وبيوت الأهالي الفقراء والعزل لمدة يومين كاملين ثم هبوطهم على الساحل وقتلهم وتعذيبهم لكل من يصادفهم من الأهالي. وتذهب أحداث المسرحية إلى منحى آخر مع ظهور بوادر لفعل مضاد ولمقاومة شعبية رغم بساطتها وقلة عدد المنتسبين إليها، إلا أنها شكلت قلقاً وتهديداً حقيقياً للقوات الغازية، يقود هذه الخلية المقاومة شخص يدعى حارب وتنتشر قصة عملياته الخفية والموجعة بين الأهالي ويتحول إلى بطل شعبي، ولكنه يقع في النهاية ضحية لكمين أعده البرتغاليون ورغم نجاته من هذا الكمين إلا أنه يخرج منها بإعاقة جسدية تلازمه طيلة حياته، ومع زوال الاستعمار البرتغالي ووصول الإنجليز إلى المنطقة يحاول الوكيل البريطاني في المنطقة سحب البساط من البطل الشعبي حارب وتأكيد دور القوات الإنجليزية في هزيمة البرتغاليين وتحقيق الاستقلال للمنطقة رغم أن وجودهم بحد ذاته يعتبر استعمارا مبطنا. ولكسب ثقة وتأييد الأهالي يدعوهم الوكيل البريطاني إلى وليمة كبيرة بمناسبة زوال الاستعمار البرتغالي ويطلب من أبطال المقاومة وأولهم حارب تلبية الدعوة لتكريمهم وعرض الغنائم التي استحوذ عليها الإنجليز من المستعمر البرتغالي، وأثناء الحفل يتهم حارب بسرقة إحدى الجواهر الثمينة التي غنمها الإنجليز، ولكن حارب يرفض التفتيش فيشيع الخبر بين الأهالي ويتحول حارب من بطل شعبي إلى مجرد لص وشخص منبوذ من المجتمع
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©