الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا تحاول إنهاء «عقدة إيطالية» صامدة على مر الأجيال

ألمانيا تحاول إنهاء «عقدة إيطالية» صامدة على مر الأجيال
29 يونيو 2016 22:32
مراد المصري (دبي) توجد أحياناً أمور غير قابلة للتفسير، وتحديداً في عالم الرياضة، التي تزخر بقصص تفوق فرق على أخرى أو عدم قدرة أحدها على تحقيق لقب معين، لكن القصة الأكثر تشويقاً التي بقيت صامدة على مدار أكثر من نصف قرن، تفوق إيطاليا على ألمانيا تحديداً في البطولات الكبرى، حيث لم يعرف «الآزوري» طعم الخسارة أمام «المانشافت» في 8 مواجهات، حقق خلالها الفوز 4 مرات، وانتهت أربع مواجهات بالتعادل بينهما. وتعد هذه الحكاية عقدة صامدة على مر الأجيال، وهو ما جعلها لغز بمعنى الكلمة، ربما كانت طريقة لعب إيطاليا سبباً مباشراً فيها من خلال الالتزام التكتيكي وتنفيذ الأدوار حرفياً بطريقة لعب لم تتغير على مر السنين، وفي أحيان أخرى لعبت عوامل أبرزها أن ألمانيا كانت دائما تدخل هذه المواجهة وهي المرشحة الأوفر حظاً للفوز، بما زاد من الحافز لدى الطليان لقلب التوقعات، لكن أن يتكرر الأمر على مدار أكثر من نصف قرن فإن هناك أمراً غير قابل للتفسير بكل تأكيد، خصوصاً أن خلال هذه الفترة الزمنية حققت ألمانيا لقب كأس العالم أكثر من مرة، وحصدت اللقب الأوروبي 3 مرات أيضاً. بدأت المواجهات في البطولات الكبرى بين إيطاليا وألمانيا في مونديال عام 1962 في تشيلي، وانتهت المباراة بنتيجة التعادل السلبي. وتعد المواجهة الثانية واحدة من أجمل المباريات على مدار تاريخ كرة القدم، حينما التقيا في نصف نهائي كأس العالم عام 1970 في المكسيك، وتحديدا على استاد الآزتيك في مباراة شهدت تسجيل 5 أهداف في 30 دقيقة من الشوطين الإضافيين، ليطلق عليها المشجعون لقب «مباراة القرن»، بعدما حسمتها إيطاليا بنتيجة 4 - 3. تقدم إيطاليا وقتها بهدف بونينسينا، فيما عادل كارل هاينز شنيلنجر الكفة في الوقت القاتل، وفي الوقت الإضافي سجل جير موللر لألمانيا، رد عليه بورنيك، ثم وضع لويجي ريفا إيطاليا في المقدمة، ليرد عليه موللر، لكن ريفا نجح بخطف الفوز قبل تسع دقائق على النهاية. وتحدث جيرد موللر عن تلك المباراة، وقال: لا أحد يمكن أن ينسى هذه المباراة، ما زالت تقودني للجنون كلما فكرت بها، لم أتعافى منها لحد يومنا هذا. وتجددت المواجهة بينهما في نهائيات كأس العالم عام 1978 في الأرجنتين، ووقتها انتهت بالتعادل السلبي، ليعود الفريقان ويضربان موعداً في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1982، وذلك في مباراة مشهودة أقيمت في العاصمة الإسبانية مدريد على استاد سنتياجو بيرنابيو، ووقتها كان الفوز مجددا لمصلحة إيطاليا بنتيجة 3 - 1. وتحدث توني شوماخر، حارس مرمى ألمانيا وقتها، وقال: لعبنا مباراة مجهدة أمام فرنسا، حيث خضنا ركلات الترجيح، حينما قابلنا إيطاليا بعدها بثلاثة أيام، كنا نعاني الإرهاق، لكنهم كانوا فريقاً رائعاً. ولم تستغل ألمانيا إضاعة أنطونيو كابريني ركلة جزاء في الشوط الأول، حيث تألق باولو روسي وسجل هدفه السادس في البطولة، فيما أضاف ماركو تارديللي وأليساندرو ألتوبيلي هدفا، ليمنحا فرقة إنزو بارزوتي التفوق قبل أن يقلص بول برايتنر النتيجة، لكن دينو زوف قائد إيطاليا رفع الكأس عالية وهو بعمر الـ40 سنة، الذي تحدث عن المباراة، وقال: لقبت في غرفتي بعد الفوز، الجميع طلب مني الخروج والرقص والاحتفال، هل ممكن أن أقدر على الخروج والرقص وأنا في عمر الـ40؟!. وفيما سنحت لألمانيا الفرصة لرد الثأر على أرضها وبين جماهيرها في نهائيات أمم أوروبا عام 1998، انتهت المباراة التي أقيمت في دوسلدروف بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، فيما تجددت المواجهة في البطولة الأوروبية عام 1996 في مدينة مانشستر الإنجليزية، ووقتها انتهت بنتيجة التعادل السلبي في مباراة أهدر فيها زولا ركلة جزاء أطاحت بآمال إيطاليا للصعود للدور الثاني، لكن بقي السجل الإيطالي مثاليا أمام ألمانيا. وبعد عشر سنين من الانتظار، تسلحت ألمانيا بمعنويات مرتفعة، حيث كانت تخوض نهائيات كأس العالم على أرضها بجيل قوي مرشح للمنافسة على اللقب عام 2006، واختارت دورتموند مسرحاً للمواجهة، وهو الملعب الذي لم تعرف فيه ألمانيا طعم الخسارة من قبل، لكنه هذه المرة انهار أمام عقدة الطليان، وتحديداً في الوقت الإضافي، حينما تعملق بوفون وتصدى في المباراة لكرات حاسمة من ألمانيا، فيما نجح جروسو بخطف هدف في الوقت القاتل، أتبعها ديل بييرو بهدف ثانٍ اختتم به ليلة إيطالية مثالية. وتحدث يورجن كلينسمان مدرب ألمانيا عن تلك المباراة، وقال: تلك المباراة كشرب الدواء المر، فيما استرجع جروسو ذكريات سعيدة، وقال: ما زلت أشعر بقشعريرة تنتابني حتى أسفل عمودي الفقري كلما تذكرت تلك المباراة، كانت لحظات رائعة. وحينما تجددت المواجهة بينهما بعد ست سنوات، في نصف نهائي أمم أوروبا، كانت الترشيحات كالعادة تصب لمصلحة ألمانيا، لكن إيطاليا صنعت المفاجأة عبر ماريو بالوتيلي الذي سجل ثنائية وقام بحركته الاستعراضية التي ما زالت راسخة في مخيلة مشجعي ألمانيا، في مباراة حسمتها إيطاليا بعد ذلك بنتيجة 2 - 1، وأكدت أنها الفريق الوحيد القاهر لألمانيا على مر العصور. وتحدث سيزار برانديلي مدرب إيطاليا عن المباراة، وقال: لا يوجد فريق غير قابل للخسارة، هذا ما أخبرت به اللاعبين قبل مواجهة ألمانيا لتشجيعهم على قلب التوقعات، وربما يكون هذا ضمن تفكير ألمانيا قبل المواجهة المقبلة أمامنا. وتلقت ألمانيا دفعة معنوية من أجل قلب الأمور، وكسر العقدة الإيطالية، حينما أنهت جفاء 21 عاماً، وحققت الفوز على إيطاليا في المباراة الودية التي جمعتهما في شهر مارس الماضي، حيث تفوقت وقتها بنتيجة كبيرة بلغـت 4-1، حيث فرض «المانشافت» سيطرة مطلقة على المباراة، بما يرفع من حظوظهم قبل تكرار المواجهة، لكن إيطاليا تختلف في المباريات الرسمية، وقد تغير الفريق كلياً عن الذي قابلوه في المباراة الودية، حيث كان خالياً من الروح والإصرار على عكس النسخة الحالية الذي هزم بلجيكا وإسبانيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©